الإعلام الدولي
المحاضرة الثالثة
د.ثريا البدوي
في واقع الأمر، تواجه الهوية العربية أزمة بفعل ضعف الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع وبفعل التدفق الأجنبي أحادي الاتجاه من الآخر الغربي.
لتحميل المحاضرة وورد أضغط علي الرابط التالي

في المرحلة رقم 1، هناك تواجد قوي للآخر في إطار العلاقة بين تكنولوجيا الاتصال والثقافات المحلية.
حيث يزداد التواجد الأجنبي (القنوات المرجعية الأجنبية) نتيجة تواجد الأجنبي بقوة على أرض الثقافات المحلية. وهنا يقوم المستعمر ويطبق أسلوب الترهيب والترغيب حيث يقهر المستعمرين بالثقافات المحلية عن طريق الوجود العسكري، في ذات الوقت يغريهم بأساليب وجدانية من خلال البعثات التبشرية والإرساليات التي تدعو للتوافق مع الثقافة الغربية. وهناك من النخب المحلية التي تدعو لذلك أيضاً وتدعو أعضاء الثقافات المحلية لتبني قيم ومعايير الغرب، وهناك من النخب المحلية التي تقاوم باستخدام قنوات اتصالية محلية ولكنها مقاومة دوماً مقموعة بفعل التواجد المادي للمستعمر. وأمثلة على ذلك المستعمر الفرنسي والإنجليزي وكيفية تأثيرهم في الحياة السياسية والإدارية والثقافية للمصريين، ونابيلون بونابرت واستراتيجية الترهيب والترغيب، حتى اعتقد المصريون أن بونابرت قد تحول للإسلام من لجوئه لاستخدام أساليب إغرائية لجذب المصريين نحو سياسته الاستعمارية.
أما في مرحلة الحداثة، فهي تتناول المنظور الفلسفي والمنظور الاجتماعي يرتبط المنظور الفلسفي بإلغاء دور الدين في المرحلة واعتباره سبباً من أسباب تخلف الدول النامية ورجوعها إلى الوراء ,أما المنظور الاجتماعي فيعني بانتقال المجتمعات من الوضع التقليدي إلى الوضع الحديث، بما يتسم من سمات مرتبطة بالتحضر والتصنيع واستخدام وسائل الإعلام الجماهيرية وظهور أشكال جديدة للنظم الاجتماعية وبالتخصص وبوجود عقد اجتماعي. وقد أثير تساؤل هل يمكن التحديث دون غربنة ؟ ارتبط التوجه الأول بأهمية الغرب والتكيف مع قيم الغرب بل وتبنيه حتى يمكن أن يحدث غربنة .
أما التوجه الآخر فقد ارتبط بأن تنبي أسلوب الغرب خاصة في البعد الثقافي يدمر الهوية القومية والثقافية لمجتمعات الأنا، ويدمر القيم الأصيلة بهذه المجتمعات. وهنا ظهر الإعلام المحلي والأجنبي كمروجين للسياسات الاستعمارية غير المباشرة التي تدعو إلى التنمية من خلال منظمات التنمية المغروسة في المجتمع.
بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
مع تحيات فريق عمل مدونة مستر إعلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق