11‏/6‏/2014
الأربعاء, يونيو 11, 2014

تكنولوجيا الاتصالات المحاضرة الرابعة :- المفهوم والتطورات التاريخية



تكنولوجيا الاتصالات
المحاضرة الرابعة
د. عثمان
الوحدة الثانية


تكنولوجيا الاتصال : المفهوم والتطورات التاريخية
 وتكنولوجيا الاتصال Communication Technology وفقا  لرؤية برنت وروبين  هى: "أى أداة أو جهاز أو وسيلة تساعد على إنتاج أو توزيع أو تخزين أو استقبال أو عرض البيانات"
 ويرى الدكتور نبيل على أن تكنولوجيا الاتصال هى "رافد لتكنولوجيا المعلومات" على أساس أن المادة الخام لتكنولوجيا المعلومات هى البيانات والمعلومات والمعارف, وأداتها الأساسية بلا منازع هى الكمبيوتر (الحاسب الاليكترونى) وبرمجياته التى تستهلك طاقته الحسابية فى تحويل هذه المادة الخام إلى سلع وخدمات معلوماتية, أما التوزيع فيتم من خلال التفاعل الفورى direct interaction  بين الإنسان والآلة, أو من خلال أساليب البث المباشر وغير المباشر كما هى الحال فى أجهزة الإعلام, أو من خلال شبكات البيانات data communication networks التى تصل بين كمبيوتر وآخر, أو بينه وبين وحداته الطرفية peripherals.      



لتحميل المحاضرة وورد 




قبل ما نتكلم في موضوع المحاضرة احنا اسفين اننا نشرنا المحاضرة كلها في المدونة كنا بنكتفي بنشر تفاصيل المحاضرة من خلال ما نكتبه وارء دكتور المادة ونقوم بنشر المحاضرة كاملة في ملف وورد لكن وصلنا من الاصدقاء بعض التعليقات عن وجود أختلافات بين ما هو مكتوب في المحاضرة وما هو في محاضرات المركز لذا وجب إعلامكم أننا ننقل المعلومة من دكتور المادة فقط ونطابق ما قاله بما هو موجود في الكتاب ثم محاضرات المركز ومن ثم ننشرها 



 ويصب فى تكنولوجيا المعلومات عدة روافد تكنولوجية هى:
تجهيزات الكمبيوتر - التحكم الاوتوماتيكى - تكنولوجيا الاتصالات
برامج الكمبيوتر - هندسة المعرفة - هندسة البرامج
  بينما يرى الأستاذ سعد لبيب أن تكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيا المعلومات هما وجهان لعملة واحدة على أساس ؛"أن ثورة تكنولوجيا الاتصال قد سارت على التوازى مع ثورة تكنولوجيا المعلومات, التى كانت نتيجة لتفجر المعلومات وتضاعف الإنتاج الفكرى فى مختلف المجالات, وظهور الحاجة إلى تحقيق أقصى سيطرة ممكنة على فيض المعلومات المتدفق وإتاحته للباحثين والمهتمين ومتخذى القرارات فى أسرع وقت وبأقل جهد, عن طريق استحداث أساليب جديدة فى تنظيم المعلومات تعتمد بالدرجة الأولى على الحاسب الاليكترونى واستخدام التكنولوجيات الاتصالية لمساندة مؤسسات المعلومات ودفع خدماتها لتصل عبر القارات.
 والواقع أن تعريف ؛" تكنولوجيا المعلومات " ينطوى على معنى هذا التزاوج إذ ينص فى إحدى صيغه على أنه: "اقتناء واختزان المعلومات وتجهيزها فى مختلف صورها وأوعية حفظها, سواء كانت مطبوعة أو مصورة أو مسموعة أو مرئية أو ممغنطة أو معالجة بالليزر وبثها باستخدام توليفة من المعلومات الاليكترونية المحسبة, ووسائل أجهزة الاتصال عن بعد"
  وفى رؤية أخرى تعرف تكنولوجيا المعلومات بأنها: "عملية جمع وتخزين ومعالجة ونشر المعلومات واستخدامها مع الاعتراف بأهمية الإنسان والأهداف التى يضعها والقيم التى يستخدمها فى تحديد مدى تحكمه فى التكنولوجيا ومساهمتها فى إثراء حياته" وبعد أن أصبحت المعلومات تحتل الموقع الذى كانت تحتله الآلة فى المجتمع الصناعى, وهذه ظاهرة غير مسبوقة فى تطورها. فزيادة المعلومات تدفع إلى المزيد من تطور تكنولوجيا المعلومات, وتطوير تكنولوجيا المعلومات يقود إلى توالد المعلومات, وتوالد المعلومات يزيد من تنوع البشر وتمايزهم وخروجهم من قيود النمطية التى فرضها عليهم المجتمع الصناعى, وأخيرا  فأن تنوع البشر وتمايزهم يقود بدوره إلى المزيد من المعلومات ..........وهكذا.
  ومن منظور اتصالى يمكن القول أن تكنولوجيا الاتصال هى: ؛"مجموع التقنيات أو الأدوات أو الوسائل أو النظم المختلفة التى يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوى الذى يراد توصيله من خلال عملية الاتصال الجماهيرى أو الشخصى أو التنظيمى أو الجمعى أو الوسطى, والتى يتم من خلالها جمع المعلومات والبيانات المسموعة أو المكتوبة أو المصورة أو المرسومة أو المسموعة المرئية أو المطبوعة أو الرقمية من خلال الحاسبات الاليكترونية ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات, ثم استرجاعها فى الوقت المناسب, ثم عملية نشر هذه المواد الاتصالية أو الرسائل أو المضامين مسموعة, أو مسموعة مرئية, أو مطبوعة أو رقمية, ونقلها من مكان إلى مكان آخر, وتبادلها, وقد تكون تلك التقنيات يدوية أو آلية أو اليكترونية أو كهربائية حسب مرحلة التطور التاريخى لوسائل الاتصال والمجالات التى يشملها هذا التطور.
  ويمكن تقسيم تطور الحضارة الإنسانية أو الرقى البشرى من خلال منظور اتصالى, أو من خلال قدرة الإنسان على الاتصال, وذلك من خلال اكتشاف الأدوات والوسائل التى توسع قدراته الحسية على توصيل أفكاره للآخرين, ومعرفة ردود أفعالهم, أو بلغة أكثر تحديدا  من خلال تطويره لتكنولوجيا الاتصال, بحيث يمكننا القول أن تطور تكنولوجيا الاتصال يعكس بالفعل تطور الحضارة الإنسانية, فالفارق الرئيسى بين الإنسان وغيره من الكائنات الحية هو ما حباه الله به من عقل منظم وفكر منطقى, أعطاه القدرة على الاتصال بالآخرين من خلال حواسه المختلفة, ومن خلال التقنيات أو الأدوات التى ابتدعها ليزيد من قدرته على الاتصال ويوسع من نطاقه, وذلك لكى يشارك الآخرين فى المعنى من خلال توصيل معلومات إليهم والحصول على معلومات منهم, فالإنسان كائن حي  له ذاكرة وله قدرة على الاتصال بالآخرين.
ويمكن تقسيم المراحل التى مرت بها تكنولوجيا الاتصال عبر العصور المختلفة إلى المراحل التالية:
 المرحلة الأولى: المرحلة الشفاهية:
 ويطلق عليها المرحلة الشفاهية الكلية أو مرحلة ما قبل التعلم, وكانت وسيلة الاتصال الرئيسية فيها هى الكلمة المنطوقة, والحاسة الأساسية هى حاسة السمع. ثم أتى تطور اللغة لكى يعطى القوة للاتصال الإنسانى, وكان الشعر المقفى المسترسل أبرز وسائل الإبداع والتواصل الحضارى, وكانت المعانى ذات المستويات المتعددة هى الطابع العام, وهى معانى كانت قريبة جدا  من الواقع, فالكلمات لا تشير إلى أشياء بل هى أشياء, وكلمة الإنسان ملزمة, وذاكرته قوية جدا , والصور الذهنية التى تصاحب أفكاره سمعية, فهو يستخدم كل حواسه ولكن فى حدود الصوت, ونتيجة لان الأفراد كانوا يحصلون على معلوماتهم أساسا  عن طريق الاستماع إليها من الآخرين, فرض عليهم أسلوب حصولهم على المعلومات أن يؤمنوا بما يقوله الآخرون بشكل عام, لأن تلك هى نوعية المعلومات الوحيدة المتوفرة لهم, فالاستماع كان يعنى الإيمان ويعنى التصديق. وكانت وسيلة الاتصال الرئيسية هى الكلمة المنطوقة, والحاسة الرئيسية هى السمع, ونتيجة لذلك اقترب الناس من بعضهم البعض, واتسموا بالعاطفية, وكانت الشائعة هى أول شكل من أشكال الإعلام والاتصال, حيث كانت الأخبار تنتقل من الفم إلى الأذن, وبانتقالها كانت تحور أو تضخم بل كانت تغير وتشوه بحيث تضيع حقيقتها فى أحيان كثيرة.
 المرحلة الثانية: المرحلة الكتابية وفيها عرف الإنسان اللغة المكتوبة:
 حيث كانت الكتابة هى الوسيلة الأساسية للتعبير وأصبحت حاسة البصر هى الحاسة الرئيسية وأضفت الكتابة صفة الدوام على الكلمة المنطوقة, وحافظت على أهم رسائل الجماعة مما كفل لها الوجود المستمر, وظهرت الكتب المنسوخة ومهنة الوراقة, ودور حفظ الكتب, وازدهر الخبر المخطوط كوسيلة إعلامية وشكلت عمليات بيعه تجارة مزدهرة.
 وبمعرفة الكتابة والنسخ على وسائط متعددة ومختلفة تغير أسلوب التعبير والإنشاء, كما تغير أسلوب تخزين المعرفة حينما أصبحت المعلومات تختزن عن طريق الحروف الهجائية, وبهذا حلت العين محل الأذن كوسيلة أو كحاسة رئيسية ليكتسب من خلالها الإنسان معلوماته, وسهل الكلام البشرى المنطوق الذى تجسد فى شكل مخطوط أو مكتوب الطريق لإقامة تنظيمات إدارية وأشكال مختلفة من العلاقات.
 المرحلة الثالثة: المرحلة الطباعية:
 وفيها عرف الإنسان الطباعة أى تجسيد المخطوطات فى شكل مادى يتم استنساخه يدويا  وبكميات وبشكل مقروء أجود نسبيا  على المخطوط, ويعود السبق فى معرفة الطباعة إلى الفينيقيين الذين كان لهم أيضا  فضل اختراع الورق, وقد بدأت الطباعة على القوالب الخشبية ثم الفخار, حتى اخترع يوحنا جوتنبرج الحروف الطباعية المتحركة المسبوكة من المعدن عام 1445م وبعدها انتشرت الطباعة فى أوروبا ومنها إلى العالم كله.
 وبفضل اختراع آلة الطباعة حدث تغيير جذرى فى أساليب التعبير والاتصال حيث بدأ الأفراد يعتمدون أساسا  على الرؤية - للكلمة المطبوعة-  فى الحصول على معلوماتهم, وبذلك أصبحت حاسة الإبصار هى المسيطرة, وحول المطبوع الأصوات إلى رموز مجردة ,أى إلى حروف مما شكل عملية تجريد منظم للحروف أو الرموز البصرية.
  وكان اختراع الطباعة بداية للنشر الجماهيرى للكتب, وللجرائد والمجلات مما حقق ديمقراطية الإعلام والثقافة ونقلها من احتكار العلماء والحكام إلى الجماهير العادية, بعد أن تعددت النسخ المتطابقة من المطبوع الواحد, كما ساعد انتشار المطبوع أيضا  على نشر الفردية لأنه شجع المبادرة الفردية والاعتماد على الذات كوسيلة اتصال وكأداة شخصية للتعليم , ولكنه أيضا  ساهم فى عزلة البشر وأخرجهم من الإطار الجمعى, فأصبحوا يدرسون وحدهم ويقرأون وحدهم ويكتبون وحدهم وأصبح لهم وجهات نظر شخصية عبروا بها عن أنفسهم للجمهور الجديد للمطبوع, وأصبح التعليم الموحد ممكنا , مما شجع على استقلالية الفكر والاكتشاف الفردى للأمور, وهنا يرى مارشال ماكلوهان أن جميع الأشكال الميكانيكية قد برزت من فكرة الحروف المتحركة حيث  كان الحرف نموذجا  لكل آلة, وهذه الثورة التى حدثت بفضل المطبوع قد فصلت القلب عن العقل والعلم عن العيون مما أدى إلى سيطرة التكنولوجيا والمنطق السطرى.
 المرحلة الرابعة: المرحلة الاليكترونية:
  وهى مرحلة بدأت فى منتصف القرن التاسع عشر واستمرت حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضى(العشرين), وقد بدأت بتجارب واكتشافات واختراعات فى الاتصالات السلكية واللاسلكية, وانتهت بالاستقرار والانتشار للأجهزة الاتصالية الجماهيرية التى تشكل لب الثورة الاتصالية الآن ويطلق عليها مرحلة الاتصالات السلكية واللاسلكية (أو) الثورة الاتصالية (أو) الانفجار الاتصالى (أو) مرحلة الدوائر الاليكترونية.
  فقد شهدت هذه الفترة نموا  متزايد السرعة فى وسائل الاتصال وأساليبه خاصة فى مجال بث الإشارات المسموعة والمرئية, تناظرية فى البداية ثم رقمية بعد ذلك, حيث تعاقبت الاكتشافات العلمية والتجارب الواحدة بعد الأخرى بسرعة متزايدة وبشكل تميز باعتماد كل وسيلة جديدة على ما سبقها وتكاملها معها.
 وقد ظهر التلغراف, التليفون, الفونوغراف, ثم التصوير الفوتوغرافى, فالراديو فالفيلم السينمائى, ثم الإذاعة المرئية (التليفزيون), ويظهر التليكس بعد ذلك, وتبدأ أنظمة الاتصالات عبر القارات متمثلة فى الكابل البحرى, ثم الأقمار الصناعية ويظهر التليفزيون السلكى, والإرسال التليفزيونى المستعين بالأقمار الصناعية بشكل غير مباشر ثم مباشر بعد ذلك, وتوظف أشعة الليزر والألياف البصرية وخلال تلك الفترة لا يمكن إغفال الفيديو كاسيت والفيديو ديسك والفاكسيميل والسى دى.
  وخلال تلك المرحلة تظهر الحاسبات الاليكترونية وتتطور جيلا  بعد جيل حتى تصل إلى الجيل الخامس وتدخل كل مجالات الحياة ومنها المجالات الإعلامية, فتغير من نظم صناعة الصحافة حيث تدخل الحاسبات الاليكترونية فى عمليات تجهيزها بدأ من الصف والتوضيب وتجهيز الصور وفصل الألوان والتحكم فى عملية الطباعة والتحول شبه الكامل إلى طباعة الأوفست, وتجهيز اللوحات الطباعية بواسطة أشعة الليزر, كما استعانت صناعة الصحافة بالأقمار الصناعية فى عمل طبعات دولية وإقليمية بحيث أمكن للصحيفة أن تطبع فى أكثر من مكان داخل البلد الواحد وخارجه فى الوقت نفسه.
  كذلك أدى امتزاج الحاسبات الإليكترونية بالاتصالات السلكية واللاسلكية إلى ظهور شبكات المعلومات المحلية والدولية والتى تطورت بشكل كبير خلال المرحلة الراهنة.
 ويمكن القول أن هذه المرحلة قد أحدثت ثورة فى نظم الاتصال وحولت العالم إلى قرية عالمية اليكترونية يعرف الفرد فيها بالصوت وبالصورة وبالكلمة المطبوعة كل ما يحدث فور وقوعه.
   تكنولوجيا الاتصال.. والمجتمع:
 تشكل تكنولوجيا الاتصال فى كل مجالاتها جانبا  مهما  يستحق الدراسة والتحليل, باعتبارها الجانب الحيوى الديناميكى من عملية الاتصال ككل سواء كانت عن طريق تكنولوجيا الاتصال المطبوع (كما فى الصحافة والمطبوعات غير الدورية), أو عن طريق تكنولوجيا الاتصال المسموع (كما فى الراديو والتسجيلات), أو تكنولوجيا الاتصال المسموع المرئى (كما فى التليفزيون, السينما, الفيديو) أو عن طريق الاتصالات من نقطة إلى أخرى.
 وتشكل القدرات أو الكفاءات التكنولوجية الاتصالية فى أى مجتمع جانبا  مهما  وحيويا  ومكونا  مؤثرا  من مكونات نظامه الاتصالى الوطنى, كما يشكل البعد التكنولوجى الاتصالى أيضا  بعدا  مهما  من أبعاد السياسة الاتصالية (الإعلامية) الوطنية, وكذلك الأمر بالنسبة للسياسة الثقافية الوطنية.
 تكنولوجيا الاتصال.. ونظام الاتصال الوطنى:
 طور كل من راى ايلدون هيبرت, ودونال. اف. أونوراتب, وتوماس. و. بون نموذجا  معياريا   Standard Model لنظام الاتصال الوطنى National Media System, ويرتكز هذا النموذج الذى أطلق عليه  HUB Model نسبة لمبتكريه, على رؤية نظرية ترى أن لكل بلد عوامله الخاصة أو مكوناته أو قواه المختلفة التى تتفاعل فى طرق متميزة: لبناء نظام اتصالى وطنى يتم توظيفه لأداء مجموعة من المهام التى تشارك فى إعادة تشكيل المجتمع.
 ويتضمن النموذج  الذى يتميز بالحركية والديناميكية لإبراز الطبيعة المتغيرة والفاعلة والمتفاعلة لوسائل الاتصال والمجتمعات  ثلاث مجموعات من القوى أو العوامل, والوسائل ثم الوظائف بالشكل التالى:
أولا : القوى أو العوامل المتفاعلة:
  وهى ستة عوامل تتباين وتتفاعل من أجل تطوير نظام لوسائل الاتصال وهى:
   1- السمات الطبيعية والجغرافية.
   2- الكفاءات أو القدرات التكنولوجية.
3- السمات الثقافية.
   4- الأوضاع الاقتصادية.
  5- الفلسفات السياسية.
 6- سمات وسائل الاتصال.
ثانيا : الوسائل:
        فخلال كل نظام اتصالى وطنى نجد مجموعة من المؤسسات الاتصالية, يستحق أن يقدر ويحدد منها سبع وسائل اتصالية:
    1- ثلاث وسائل مطبوعة وهى: الكتاب, الجريدة, المجلة.
     2- أربع وسائل اليكترونية: الراديو, التليفزيون, السينما, التسجيلات.
       ونستطيع أن نضيف إليها نحن الآن شبكات المعلومات وقواعد البيانات وعلى رأسها شبكة الانترنت كنظام معلوماتى اتصالى مستحدث.


ثالثا : الوظائف:
  تقوم المؤسسات أو الوسائل الاتصالية بأداء ست وظائف أساسية وهى:
   1- الأخبار وتقديم المعلومات.
   2- التحليل والتفسير.
  3- التعليم والتنشئة الاجتماعية.
  4- الإقناع والعلاقات العامة.
   5- المبيعات والإعلان.
6- التسلية والفن.
ويرى واضعو النموذج أن أداء وسائل الاتصال لوظائفها تلك تؤثر فى المجتمعات وتعمل على تغييرها, ومازالت القضايا المتعلقة بنوعية تأثير وسائل الاتصال ومداه على المجتمعات مثيرة للجدل والخلاف ولكن هناك اتفاق شائع على أن وسائل الاتصال تشارك فعلا  فى تشكيل مجتمعاتها.
ويحتاج أى نظام وطنى للاتصال إلى أربعة قدرات أو كفاءات تكنولوجية اتصالية لكى يتطور هذا النظام وينمو وهى:
أولا : أن يكون للمجتمع مقدرة علمية أساسية تتمثل فى البحث العلمى المجرد والبحث العلمى التطبيقى لتطوير وسائل الاتصال, فمن خلال البحوث العلمية والتجارب تتراكم قاعدة أساسية من المعرفة ينجح من خلالها المجتمع فى تطوير وسائله الاتصالية.
ثانيا : يحتاج المجتمع إلى مواد خام لتشغيل وسائل الاتصال الجماهيرية والحصول على منتجها النهائى, وإلى تمويل اقتصادى للحصول على هذه المواد استيرادا  أو تصنيعا .. فلكى يحصل المجتمع  - مثلا- على الكتب والجرائد والمجلات ينبغى أن يتوافر له: الورق, الأحبار, آلات الطباعة. والورق: يتطلب أشجار مناسبة, أرز, خرق أو مصادر أخرى للمادة التى يمكن أن تحول إلى لب Pulp, والأحبار: تتطلب أحماض وأصباغ وشحوم, وعوامل صابغة ومكونات كيميائية أخرى, والآلات التى تنتج المواد الإعلامية الجماهيرية (كالجرائد والمجلات) تحتاج: إلى أقراص صلبة وأقراص مرنة خاصة بالحاسبات الاليكترونية, واسطوانات مدمجة, أفلام لصف الحروف, أوراق برومايد, لوحات المونيوم, صلب لطباعات الأوفست, مطاط لسلندرات الطبع, وزيوت تشحيم, وكهرباء كمصدر طاقة, ووسائل الاتصال الاليكترونية لها أيضا  متطلبات, متشابهة من المواد الخام والمواد المصنعة.
ثالثا : ينبغى أن يمتلك المجتمع المقدرة الصناعية لكى ينتج  -وبشكل ضخم كاف لتغطية الاحتياجات المستمرة - مدخلات وأجهزة ومعدات الاتصال, ووسائله و التمويل اللازم لشراء تلك المنتجات جاهزة, فأنظمة وسائل الاتصال الجماهيرية لا تستطيع أن تعمل إلا إذا كانت فى مجتمعات صناعية متقدمة لتدعيمها: فلابد للمجتمع أن يمتلك من خلال التصنيع أو الشراء كميات عديدة: من أجهزة الترانزستور, آلات التصوير, آلات الجمع, آلات الطباعة, الأفلام, أجهزة التليفزيون, الأحبار, الأنابيب الفارغة, الحاسبات الاليكترونية ومكونات أخرى إذا أريد لوسائل الاتصال أن توظف بشكل أمثل..
رابعا : يحتاج المجتمع إلى أشخاص مدربين يستطيعون جعل هذه الأنظمة المعقدة تعمل بشكل مُرض فنيا , فبدون طاقم فنى  -من التقنيين-  لتشغيل المعدات وصيانتها, وطاقم تحريرى لاعداد المحتوى ووضعه فى الشكل الفنى المناسب. وطاقم إدارى لمعالجة عمليات النظام اليومية, لا تعمل وسائل الاتصال بشكل فعال, مما يتطلب برنامجا  مستمرا  لتجنيد وتأهيل وتعليم وتدريب كوادر بشرية جيدة.
 تكنولوجيا الاتصال.. والسياسة الاتصالية:
 وتشكل تكنولوجيا الاتصال جانبا  مهما  من جوانب السياسة الاتصالية خاصة فى بلدان العالم الثالث التى تتسم بالتخطيط الإعلامى المركزى ويوظف جانب منه لتنمية المجتمع وترشيد خطط التنمية الاقتصادية والسياسة والاجتماعية والثقافية والترويج لها وإشاعة القيم التنموية.
 والسياسة الاتصالية هى: "مجموعة المبادئ والقواعد والأسس أو الخطوط العريضة والتوجيهات والأساليب التى توضع لتوجيه نظم الاتصال وهى عادة بعيدة المدى وتتناول الأمور الأساسية, وتنبع من الأيديولوجيات السياسية والظروف الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع والقيم الشائعة فيه" باعتبار أنها: "مجموع الممارسات الواعية والمدروسة والسلوكيات الاتصالية فى مجتمع ما التى تهدف إلى تلبية الاحتياجات الاتصالية الفعلية من خلال الاستخدام الأمثل للإمكانيات أو المصادر البشرية والطبيعة المتاحة فى المجتمع".
 ولكل مجتمع سياساته الاتصالية ولكنها فى بعض الأحيان تكون كامنة غير ظاهرة وغير مترابطة, أو ضمنية تفهم من الممارسات, وقد تكون فى أحيان أخرى واضحة فى التشريعات ومواثيق السلوك المهنى والقواعد والإجراءات.
 ويشكل البعد التكنولوجى الذى يتناول أنواع التكنولوجيات الاتصالية المستخدمة ومدى كفاءتها وملاءمتها لتلبية الاحتياجات الإعلامية المستهدفة وكذلك الظروف التى أدت إلى اختيار هذه التكنولوجيات, والجهة صاحبة القرار ووسائل توظيف هذه التكنولوجيات والتدريب على تشغيلها وصيانتها والمؤسسات الخاصة ببحوث التكنولوجيا بعدا مهما من أبعاد السياسة الاتصالية إلى جانب الأبعاد الأخرى: الاتصالية, الاجتماعية, التشريعية, الاقتصادية والتمويلية, التنظيمية والإدارية لمرافق الاتصال ومؤسساته, والأبعاد الخاصة بالمعلومات والأبعاد المهنية والانمائية..
 ولقد نبع الاهتمام بالتكنولوجيا الاتصالية وضرورة وضع سياسة وطنية لها فى إطار سياسة الاتصال الوطنية من التطور التكنولوجى الضخم الذى تشهده وسائل الاتصال الآن, والذى يحمل توقعات مذهلة فى المستقبل سيكون لها تأثيرها البعيد على نظم الاتصال, وإذا كانت هذه الثورة التكنولوجية تحمل فرصا  كبيرة, إلا أن هذه الفرص ليست متكافئة, وليست متاحة لكل الدول أو حتى فى داخل الدولة الواحدة بالقدر نفسه لأسباب اقتصادية, واجتماعية, وجغرافية.
 وفضلا  عن ذلك فإن لهذه التكنولوجيا آثارا  سليبة أو سيئة اجتماعيا  وثقافيا  إلى جانب ما لها من آثار ايجابية
.لذلك ينبغى أن تتضمن سياسات الاتصال الخطوط العريضة التى تحكم عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بإدخال التكنولوجيا أو نقلها. على أن تعى هذه السياسات الاتجاهات المتوقعة أو المرتقبة لهذا التطور ليتسنى لها مواكبتها, وتدرك فى الوقت نفسه الآثار السيئة التى قد تحملها وتحاول أن تضع لها البدائل أو الحلول المقترحة.
متطلبات نقل تكنولوجيا الاتصال:
1- أن تناسب هذه التكنولوجيا ظروف الدولة, واحتياجات التنمية فيها وتنسجم مع خطوات هذه التنمية.
2-  استخدام التكنولوجيات البسيطة كصلة تربط بين القنوات التقليدية للاتصال من جانب, والأشكال المتقدمة من التكنولوجيا من جانب آخر. إذ قد يؤدى استخدام التكنولوجيات المتقدمة إلى خلل اجتماعى وتباين فى مستوى مشاركة مختلف فئات المجتمع.
3-   محاولة الاعتماد على الذات فى تصميم وإنتاج واستخدام تكنولوجيات الاتصال الجديدة وبرامجه ومحتوياته.
4- ضرورة الحد من الاعتماد التكنولوجى - فى مجال الاتصال-  على الدول المتقدمة إذ قد تخلق التكنولوجيات المستوردة تبعية فى هذا المجال.
5- أن يستهدف التخطيط الاتصالى تحقيق الفائدة القصوى من التكنولوجيا فى أقل وقت ممكن, وذلك بتحديد المشاكل التى يسعى المجتمع لحلها بتوظيف التكنولوجيا, كخطوة أولى قبل تخصيص استثمارات لها أو قبول برامج المساعدة الخارجية لها فى هذا المجال.
6- اختيار التكنولوجيا غير المكلفة, والمتصلة  -فى الوقت نفسه-  بتحقيق الأهداف والأغراض المرجو تحقيقها.
7- مناقشة الأولويات الاجتماعية المتعلقة باختيار تكنولوجيا الاتصال المناسبة أو التوسع فيها على المستوى الإدارى, الاقتصادى, الفنى, الاجتماعى وعلى مستوى الرأى العام, مع مراعاة إدراك الأثر الاجتماعى للبدائل المتاحة.
8- زيادة الاعتمادات المخصصة لتشجيع بحوث تطويع التكنولوجيا ودعمها.
9- أن يكون من بين أهداف إدخال التكنولوجيا فى مجال الاتصال تحسين التفاهم الدولى بين الشعوب ودعم الممارسة الديمقراطية, لا أن يكون هدفها دعم المصالح الخاصة بدول معينة أو فئات معينة.
10- النظر بعين الاعتبار إلى الآثار السيئة (اجتماعية وثقافية واقتصادية) التى قد تترتب على نقل واستخدام تكنولوجيا الاتصال بأنماطها المختلفة.

                          للاطلاع علي جميع محاضرات تكنولوجيا الاتصالات  



دائما بكم نكتمل
فريق عمل مدونة مستر إعلام
هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع