19‏/5‏/2015
الثلاثاء, مايو 19, 2015

المحاضرة الثانية من الإخراج الصحفي : العناوين للدكتور سعيد الغريب

الإخراج الصحفي 
المحاضرة الثانية
د.سعيد الغريب
تيبوغرافية حروف العناوين

تعد حروف العناوين من العناصر التيبوغرافية الهامة والأساسية في بناء صفحات الجريدة / المجلة، وتحديد هيكلها العام، إذ لا تكاد تخلو منها صفحة من صفحات الجريدة / المجلة، ولكنها تتفاوت في أهميتها من صفحة لأخرى، وقد شهدت العناوين تطورا كبيرا في الصحف الحديثة نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل نذكر منها:

1. العامل الوظيفي: ويتعلق هذا العامل بتطور الوظائف التي ألقيت على عاتق العنوان كأحد العناصر التيبوغرافية، مثل تلخيص الأنباء والموضوعات وتقديمها مرتبة حسب أولوياتها وأهميتها التحريرية، والمساهمة في البناء التيبوغرافي للصفحات، فضلا عن تحفيز القارئ بعد شرائه الجريدة / المجلة على قراءة أكبر عدد من المواضيع.

2. العامل الطباعي: ويتعلق بتطور طباعة الصحف في مختلف أنحاء العالم، إذ لم يكن لدى الصحف في سنواتها الأولى سوى عدد قليل من أشكال حروف العناوين، كما أن التوسع في إنتاجها آنذاك كان يكلف الكثير، علاوة على أن القائمين على إصدار الصحف ـ قديما ـ لم يكونوا على دراية كافية بالأهمية الكبيرة لدور العنوان في عملية الاتصال

3. العامل الإخراجي: ويتعلق بتطور إخراج وتصميم الصحف / المجلات في مختلف أنحاء العالم، حيث اتجهت الصحف في السنوات الأخيرة إلى أسلوب الإخراج الأفقي الذي يتيح نشر المواضيع بعرض الصفحة، لكي يحتل الموضوع أكبر عدد من الأعمدة، الأمر الذي اقتضى تكبير أحجام العناوين نظرا لزيادة اتساعها وزيادة الاهتمام بها.
لتحميل المحاضرة وورد أضغط علي الرابط التالي 

4. العامل الإعلامي: وهو من العوامل التي لا يمكن إغفال تأثيرها في تطور العناوين، ويتعلق بظهور الصحف الشعبية المثيرة، خاصة الصحف النصفية (التابلويد)، في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، والتي اعتمدت على العناوين بصفة أساسية في إخراج صفحتها الأولى، باعتبارها أحد أهم العوامل التي ترفع أرقام التوزيع.

يضاف إلى ذلك دخول وسائل إعلام أخرى في المنافسة مثل الراديو والتلفزيون وغيرها إلى ساحة الاستحواذ على انتباه الجمهور.

ونعرض فيما يلي للعنوان من حيث: الاتساع والشكل والحجم والبياض حول العنوان واتجاه العنوان.

أولا: اتساع العنوان ويشير هذا المصطلح إلى الحيز الأفقي المخصص للعنوان أعلى الصفحة، سواء شغل العنوان هذا الحيز بالكامل أو شغل جزءا منه.

ويوجد ثلاثة أنواع من العناوين من حيث اتساعها هي:
العنوان العريض Banner Head: وهو العنوان الذي يمتد بعرض الصفحة، ويشغل كامل المساحة المخصصة له، والتي تبدأ من الحافة الخارجية للعمود الأول وتنتهي عند الحافة الخارجية للعمود الأخير، ويطلق عليه بالفرنسية Manchette.
العنوان الممتد Spread Head: وهو الذي يمتد على أكثر من عمود.
العنوان العمودي Single Column Head: وهو الذي لا يتجاوز اتساعه العمود الواحد بصرف النظر عن عدد سطوره.

1. العنوان العريض Banner Headويعد العنوان العريض من الخصائص المميزة للصفحة الأولى في كثير من صحف العالم، كما يمكن استخدامه أيضا في بعض الصفحات الداخلية، ويتمتع العنوان العريض بقوة جذبه لانتباه القارئ وإثارة اهتمامه نظرا لاتساعه الكبير وحجم حروفه الكبير أيضا.

محاذير الإسراف في استخدام العنوان العريض:
الاستخدام المستمر للعنوان العريض على الصفحة الأولى يسم الصحيفة بالشعبية والإثارة.
إذا تعودت العين على العنوان العريض فإنه يفقد قيمته في الإبراز وإثارة الاهتمام، لذا فإن الصحف المحترمة لا تلجأ إلى استخدام العنوان العريض إلا في المناسبات الخاصة كإعلان الحرب أو تحقيق النصر أو وفاة الزعيم... إلخ. أما الصحف الشعبية فتستمر في اللجوء للعنوان العريض في محاولة منها لإثارة اهتمام القارئ وجذب انتباهه.

تنويه: يجب على الصحيفة اختيار نهج ثابت للتعامل مع العنوان العريض وعلاقته ببداية الموضوع المصاحب له، لأن هذا الإجراء يعد من أهم الملامح التي تصنع هوية وشخصية الصحيفة.

2. العنوان الممتد Spread Headيقل اتساع العنوان الممتد عن اتساع العنوان العريض بطبيعة الحال، فاتساعه يكون أكبر من اتساع العمود الواحد، وأقل من اتساع مجموع عدد الأعمدة على الصفحة.

وقد تلجأ بعض الصحف ولا سيما الحزبية منها إلى وضع أكثر من عنوان ممتد للموضوع الواحد، سعيا منها لإبراز الموضوع، وجذب الانتباه لمادة الصحيفة التحريرية، ويعد هذا الإجراء تعويضا عن عدم استخدام العنوان العريض.

وقد يصرف هذا الإجراء القارئ عن قراءة متن الموضوع اعتقادا منه بأن قراءة هذه العناوين الممتدة كافية للحصول على ما يريد معرفته حول هذا الموضوع.

3. العنوان العمودي Single Column Headوهو يشير إلى سطور العناوين التي لا يزيد اتساعها عن عمود واحد، وهو ما يتميز به نمط الإخراج الرأسي الذي يعتمد على تكوين الصفحة من وحدات طولية (رأسية) لا عرضية (أفقية).

وبالطبع، ونظرا لصغر الاتساع الذي يشغله العنوان العمودي فإن حجم البنط المستخدم في هذا النوع يكون صغيرا مقارنة بالعناوين العريضة والممتدة.

وينتشر هذا النوع من العناوين على الصفحة الأولى والصفحات الإخبارية، وصفحات الوفيات، نظرا لقصر الموضوعات أو الأخبار المنشورة على مثل هذه الصفحات.

بقي أن نشير إلى أن هناك نوعين من العناوين هما:
العنوان التمهيدي والعنوان الثابت باعتبارهما نوعين فرعيين وليسا أساسيين.

العنوان التمهيدي: وهو العنوان الذي يسبق العنوان الرئيسي ويمهد له، لذا اتفق التيبوغرافيون على ضرورة أن يكون اتساع العنوان التمهيدي أقل من الاتساع الذي يشغله العنوان الرئيسي، وقدر بعضهم اتساع العنوان التمهيدي بنصف اتساع العنوان الرئيسي، بينما قدر البعض الآخر اتساعه بثلث اتساع العنوان الرئيسي، بينما هناك رأي ثالث يقول: إن العنوان التمهيدي يجب أن يقل في كل الأحوال عن العنوان الرئيسي بقدر معقول.
العنوان الثابت: وهو العنوان الذي لا يتجاوز اتساعه العمود الواحد.
ويقتصر استخدام هذا النوع من العناوين على تمييز الأبواب التحريرية الثابتة، مثل الأعمدة الصحفية التي يحررها كبار الكتاب.

ثانيا: شكل العنوان ونعني بشكل العنوان ذلك الشكل الذي تظهر به حروف العنوان بعد الطباعة. وكلما كان شكل الحرف بسيطا، جاء العنوان أكثر وضوحا على الصفحة.

وهناك نوعان أساسيان من العناوين من حيث شكل الحرف (نوع الخط)، هما:
العنوان المجموع آليا بواسطة الحاسوب.
العنوان المكتوب يدويا، أو المصمم غرافيكيا.

ثالثا: حجم العنوان يعد حجم العنوان من وسائل التمييز التيبوغرافي الهامة للعناوين المنشورة على صفحات الصحيفة، فمن المتفق عليه أنه كلما زاد حجم العنوان زادت قوة جذبه لانتباه القارئ وإثارة اهتمامه.

ويتحكم في تحديد حجم العنوان على الصفحة عدد من العوامل التيبوغرافية نذكر منها:

1. العناصر الثقيلة الأخرى المنشورة على الصفحة ذاتها: فثمة علاقة طردية بين هذه العناصر وحجم العنوان، فكلما زادت هذه العناصر عددا ومساحة، وجب زيادة أحجام العناوين المنشورة على الصفحة نفسها، الأمر الذي يساعد على بروز العنوان ليقوم بوظيفته الاتصالية من جهة، وبوظيفته التيبوغرافية المتعلقة بإحداث التوازن مع العناصر الثقيلة الأخرى على الصفحة كالصور والرسوم والإعلانات من جهة أخرى.


2.مساحة الصفحة: أيضا.. ثمة علاقة طردية بين مساحة الصفحة وحجم العنوان، فكلما زادت مساحة الصفحة المنشور عليها العنوان، استدعى ذلك تكبير حجم العنوان ليحتفظ بالتأثير والدور الذي يجب أن يقوم بهما.


3.مساحة البياض المحيط بالعنوان على الصفحة: على عكس العلاقتين السابقتين، نجد العلاقة عكسية بين البياض المحيط بالعنوان من ناحية وحجم العنوان من ناحية أخرى، فكلما زادت هذه المساحة أمكن جمع العنوان بحجم أصغر، ذلك لأن البياض المحيط بالعنوان يعوض العنوان عن صغر الحجم من حيث إبرازه وقوة تأثيره.

4.شكل الحرف: إن استخدام شكل الحرف المضغوط أو المائل أو المفرغ (المحدد) يتطلب حجما أكبر من المعتاد، لكي يتحقق وضوح ومقروئية العنوان.


5. عدد الكلمات في السطر الواحد: ثمة علاقة عكسية بين عدد كلمات العنوان وحجم بنط الحرف المستخدم في جمعه، فكلما زاد عدد كلمات العنوان كان على المخرج أن يقوم بتصغير حجم البنط في حروف العنوان، أو اللجوء إلى توزيع العنوان على أكثر من سطر مع تكبير حجم بنط الحرف المستخدم


6. اتساع العنوان: العلاقة هنا طردية بين حجم العنوان والاتساع المخصص له، فكلما زاد اتساع العنوان استوجب ذلك زيادة حجم الحرف ليتناسب مع الاتساع الكبير المخصص للعنوان، والعكس صحيح.


7. كثافة الحرف: تلعب كثافة الحرف دورا بارزا في بروز وتأثير العنوان؛ فجمع العنوان بحروف بيضاء ينزع عنه التأثير ولفت الانتباه ويجعله عديم الأهمية، في حين يصبح العنوان نفسه مؤثرا ولافتا إذا جمع بالحرف الأسود من الحجم نفسه


8. أهمية الموضوع: ثمة علاقة طردية بين أهمية الموضوع من جهة وحجم العنوان من جهة أخرى، إذ من الطبيعي أنه كلما زادت أهمية الموضوع في ضوء السياسة التحريرية للصحيفة زاد حجم عنوان الموضوع، لكي يحقق له القدر الكافي من جذب الانتباه وإثارة الاهتمام.


9.مساحة الموضوع: من البدهي أن تكون العلاقة طردية بين مساحة الموضوع وحجم العنوان، فموضوع يحتل مساحة صفحة كاملة ليس من المقبول أن تتساوى عناوينه في الحجم مع عناوين موضوع يشغل ربع الصفحة أو أقل، فضلا عن أن الموضوع الذي تفرد له صفحة كاملة هو بالتأكيد موضوع هام، لذا يجب أن يتحقق له أكبر قدر من الوضوح والإبراز بما يتناسب مع الحيز المخصص له.

10.وظيفة العنوان: ونعني بالوظيفة رتبة وموقع العنوان بين العناوين الأخرى في الموضوع ذاته، وتبعا لذلك تنقسم العناوين إلى عدة أنواع هي:

العنوان الرئيسي، العنوان الثانوي، العنوان التمهيدي، العنوان الثابت، عناوين بقايا المواضيع والعنوان الفرعي، ونعرض فيما يلي لكل نوع من هذه العناوين بشيء من التفصيل:

1. العنوان الرئيسي والعنوان الثانوي: العنوان الرئيسي هو الذي يحمل الفكرة الرئيسية والأهم في الموضوع، أما العناوين الثانوية فهي التي تلي العنوان الرئيسي وتحمل الأفكار الثانوية والأقل أهمية.

وقد حدد بعض التيبوغرافيين أفضل نسبة لتصغير حجم العنوان الثانوي بأن يعادل حجمه نصف حجم العنوان الرئيسي بما يحقق الانتقال التدريجي للعين، فإذا كان حجم العنوان الرئيسي بنط 96، فالثانوي الذي يليه يكون بنط 48، ثم بنط 24، ثم مقدمة الموضوع بنط 12، وأخيرا متن الموضوع بنط 10.

من ناحيتنا ننصح بعدم التقيد بنسبة معينة لتصغير العنوان الثانوي، بل يجب أن يكون حجمه أقل من حجم العنوان الرئيسي وفق العوامل الأخرى المؤثرة في حجم العنوان عموما وبخاصة فيما يتعلق بعدد الكلمات والاتساع المخصص للعنوان.

2.العنوان التمهيدي:وهو العنوان الذي يسبق العنوان الرئيسي ويمهد له، ويتكون عادة من عدد محدود من الكلمات.
ولذا يجب أن يكون حجم حروفه أصغر من حجم حروف كل من العنوان الرئيسي والعنوان الثانوي.

3.العنوان الثابتوكما يتضح من اسمه، هو عنوان يتميز عادة بالثبات في المضمون والموقع والمعالجة التيبوغرافية، ويشير إلى عناوين الأبواب الثابتة، أو الزوايا التحريرية الثابتة، والأعمدة التي يكتبها كبار الكتاب بالصحيفة.


4. العناوين الفرعية:وهي تلك العناوين التي تفصل بين معظم فقرات الموضوع الواحد، وتكون الحاجة إليها أشد في المواضيع الطويلة لكسر حدة الرمادية الباهتة التي تكونها حروف المتن، فضلا عن إراحة العين أثناء القراءة.

لذا يجب مراعاة الآتي عند تحديد حجم العناوين الفرعية:
لا تتساوى في حجمها مع العناوين العمودية المصاحبة للأخبار المنشورة على الصفحة نفسها، حتى لا تبدو وكأن الفقرة جزء مستقل.
لا يزيد حجم العناوين الفرعية عن الحجم المستخدم في جمع مقدمة الموضوع نفسه، وذلك تحقيقا للانسجام الكامل بين سطور متن الموضوع الواحد.
يتحدد اتساعها حسب اتساع أنهر المتن الذي تتخلله.

رابعا: البياض حول العنوان عامة يؤدي البياض دورا هاما في توضيح العناصر التيبوغرافية، فترك بياض مناسب حول العنصر التيبوغرافي يسهم في إضاءته، كما أنه يريح عين القارئ، ولذا ينصح التيبوغرافيون باستخدامه بقدر مناسب دون مبالغة حول العناصر التيبوغافية الثقيلة.

خامسا: طرز العناوين ويشير هذا المصطلح إلى الأشكال التي تظهر بها العناوين من حيث وحدانية سطورها أو تعددها، والطريقة التي ترتب بها السطور في حالة التعدد، من حيث علاقة بعضها من ناحية، وعلاقة اتساعها الفعلي باتساع الحيز المخصص لها على الصفحة من ناحية أخرى.

مع العلم أن الطراز الذي يتخذه العنوان على الصفحة هو الذي يحدد كمية البياض المتروك على جانبيه. ويتم التمييز بين طراز وآخر من العناوين من زاويتين هما:
الأولى: تساوي أطوال السطور من عدمه.
الثانية: تساوي أطوال السطور مع الحيز (الاتساع) المخصص للعنوان على الصفحة من عدمه.

ونعرض فيما يلي لأهم طرز العناوين وأكثرها استخداما بالصحف:

1.العنوان الملآن: وفيه تجمع سطور العنوان بحيث تتساوى جميعها في الطول من جهة وتتساوى في الوقت نفسه مع اتساع الحيز المخصص لها على الصفحة من جهة أخرى.


ويعد هذا الطراز من العناوين الوحيد الذي لا يترك مزيدا من البياض على جانبي أي سطر من سطوره، ومن ثم يقتصر البياض على جانبي العنوان الملآن فقط على البياض المتروك بين الأعمدة أو بياض الهامش في الصفحة الأولى، وتنطبق مواصفات هذا الطراز على (العنوان العريض).

2. العنوان الموسطن:وفيه تجمع سطوره بحيث تتساوى جميعها في الاتساع، ولكن يقل طول كل منها عن الحيز المخصص للعنوان على الصفحة، وتوضع السطور بحيث تتوسط هذا الحيز ومن ثم يتساوى البياض على جانبي العنوان، مما يساهم في إبرازه بشكل لافت، وتنطبق مواصفات هذا الطراز على العنوان الممتد.

3. العنوان المتدرج: وفيه يكون السطر الأول منطلقا من اليمين والسطر الثالث منطلقا من اليسار، بينما يكون السطر الثاني متمركزا في وسط الحيز المخصص له على الصفحة.


4. العنوان الهرمي: ويقوم على فكرة وضع كل سطر بحيث يتوسط الحيز المخصص له على الصفحة، وفيه يكون السطر الأول هو أطول السطور، وتتدرج السطور التالية له في الاتساع، بحيث يكون كل سطر أطول من الذي يليه حتى يكون السطر الأخير هو أقصر سطور العنوان.

وبذلك يأخذ العنوان شكل الهرم المقلوب، ويمكن التعامل مع سطور العنوان بطريقة عكسية لنحصل في النهاية إلى عنوان يشبه شكله الخارجي الهرم المعتدل.

ويعيب هذا الشكل "أي الهرم المعتدل" أنه يشتت العين، ويخلط البياض حول الهرم مع بياض الهامش إذا كان الموضوع في أعلى الصفحة.

5. العنوان المنطلق من اليمين:وفيه يبدأ العنوان سواء تألف من سطر واحد أو من عدة أسطر من جهة اليمين، على أن تترك نهايته حرة بحيث لا تصل إلى نهاية الحيز المخصص للعنوان على الصفحة في كل الأحوال. ويتميز هذا الطراز بالبساطة، لأنه يبدو وكأنه يتحدث إلى القارئ بطبيعية وتلقائية ودون تكلف.
وقد ثبت بالبحث أن هذا الطراز هو أيسر الطرز قراءة نظرا لأنه يتفق والمسرى الطبيعي لحركة العين عند القارئ العربي.

6. العنوان المنطلق من اليسار: وهو عكس الطراز السابق، وهو من الطرز غير المرغوبة (عربيا)، لأنه يربك العين في البحث عن بداية كل سطر. وهو الطراز الأنسب لدى قارئ اللغات اللاتينية).

7. العنوان المعلق:وفيه يوضع السطر الأول أو السطور الأولى بحيث تشغل الحيز المخصص للعنوان بأكمله مع وضع السطر الأخير أو السطور الأخيرة بحيث تكون أقل في الاتساع وتتوسط الحيز المخصص للعنوان على أن يتساوى البياض المتروك على جانبيها.


وهكذا تتعدد طرز العناوين المستخدمة في الصحف ولكل منها مزاياه وعيوبه.

وعموما يرى معظم التيبوغرافيين أن أفضل هذه الطرز من حيث أداء وظائفها هي: الملآن، الموسطن والمنطلق من اليمين، وما عدا ذلك فإنها تسبب إرهاقا للعين أثناء القراءة.
ويرجع سر أفضليته إلى عدد من المزايا الوظيفية، التي يحققها:
-           يقضي بتوحيد بدايات السطور، وهذا يسهل على عين القارئ التقاطها. 
-          · يعطي بياضاً غير منتظم عند نهايات السطور، كما يعطي شكلاً أجمل. 
-          يمنع هذا البياض من التصاق العناوين المتجاورة، وهي الظاهرة المسماة "شواهد القبور". 
-          يعني جامع الحروف من الحسابات الدقيقة لتلائم الحجم الاتساع بإضافة الكشائد أو البياض بين الكلمات، مما يوفر من وقت الجمع بمقدار السدس تقريباً. 
-          يعطي منظر العنوان شكل الكتابة العادية، فيجعلها مألوفة وحميمة بالنسبة للقارئ. 

سادسا: اتجاه العنوان
ويشير اتجاه العنوان إلى المسرى الذي يسير فيه بصر القارئ أثناء قراءة العنوان على الصفحة. ويعد العنوان (الأفقي المستقيم) ذو السطر الواحد أكثر العناوين وضوحا على الصفحة، لسهولة التقاط العين حروف العنوان في أقصر وقت ممكن وبأقل جهد، ويعود ذلك لاتفاق اتجاه العنوان الأفقي مع المسرى الطبيعي لحركة العين الأفقي المستقيم أثناء القراءة.

لكن هناك من يتعامل مع العنوان من حيث الاتجاه بأشكال مختلفة نعرض هنا لبعضها:

1. العنوان المائل: وفيه يوضع العنوان بشكل مائل على الصفحة بحيث يتجه من أعلى اليمين إلى أسفل اليسار في بعض الأحيان. وغم ما يحققه هذا النمط من لفت للانتباه يعد أقل وضوحا من العناوين الأفقية.

2. العنوان الرأسي: وفيه يوضع العنوان بشكل رأسي على الصفحة، بحيث تتخذ عين القارئ في قراءته مسرى رأسيا من أعلى إلى أسفل، وهو إجراء غير مستحب للأسباب التي أوردناها عند الحديث عن العنوان المائل.

3.العنوان المقروء رأسيا: وفيه تتم كتابة العنوان بحجم كبير، مع نشره على اتساع ضيق، وبذلك يتكون العنوان من عدد كبير من السطور، بدلا من نشره على سطر واحد، وبالتالي يتكون كل سطر من كلمة أو كلمتين، وينجم هذا الإجراء إرهاق لعين القارئ، نظرا لحركة العين الترددية من نهاية كل سطر إلى بداية السطر الذي يليه وهكذا، إضافة إلى ما يسببه هذا الإجراء من بتر وتجزئة للمعنى الواحد الذي يجب أن يبقى متصلا.

4. العنوان المتموج: وفيه يوضع العنوان بشكل مموج، أي ليس مائلا ولا رأسيا بحيث تسير كلماته في خط مموج بين الارتفاع والانخفاض. ويمكن استخدام هذا النوع بشكل درامي ناجح إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

5. العنوان متعدد الاتجاهاتويكون ذلك بجمع الكلمات الأولى من العنوان في وضع رأسي مستقيم من أعلى إلى أسفل، في حين توضع بقية الكلمات بشكل أفقي، وينتج عن هذه المعالجة العديد من السلبيات، أهمها إرهاق بصر القارئ الذي يجبره العنوان على السير في اتجاهين مختلفين فضلا عن البتر في المعنى الذي يحمله العنوان

ومن النصائح التي تُسدى عادة إلى المخرجين، فيما ستصل بتعاملهم مع العناوين
-            لابد من وجود التجانس بين أشكال حروف العناوين في الصحيفة برمتها، بجميع صفحاتها، لأن ذلك يسبغ عليها نوعاً من الوحدة، مع ضرورة التنبيه إلى إمكان إجراء بعض التنويع في إطار هذه الوحدة، كأن تختار حروف العناوين من نفس الجنس، مع تغيير الأسرة مثلاً، أو إجراء بعض التنويعات في الاتجاه أو الكثافة والحجم بطبيعة الحال

-            بل إن بعض الخبراء –وإن كانوا قلة- ينصح بضرورة تجانس حروف العناوين مع حروف النص من حيث الشكل، مما يضفي على العناصر التيبوغرافية كلها نغمة واحدة، مع إمكانية التنويع أيضاً

-          لا تبالغ في تقدير أهمية الخبر أو الموضوع، فتعطي العنوان حجماً لا يستحقه، فإن هذه المبالغة –إذا حدثت- تصيب القارئ بنوع من الإحباط أو خيبة الأمل، لأنه عند مشاهدة العنوان –ولا تقول قراءته- فقد توقع شيئاً ضخماً، وعندما قرأ النص لم يجد ما سبق أن توقعه

-          حاول بقدر الإمكان توحيد طراز العناوين إن لم يكن في الصحيفة كلها، ففي كل صفحة على الأقل، وإذا حدث واستخدمت أكثر من طراز في الصحيفة، فلتكن طراز متقاربة، أو من خلال تطبيق نفس الطراز بطرق متباينة.

-          من الضرورة وجود قدر من التباين بين عناوين الصفحة الواحدة من حيث الحجم، وخاصة إذا تجاور عنوانان أو أكثر، والتباين هنا شيء طبيعي ومنطقي، فإذا كان الحجم إحدى أهم الوسائل للتعبير عن أهمية الخبر، فمن المستحيل أن تتساوى جميع الأخبار في الأهمية
بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
مع تحيات فريق عمل مدونة مستر إعلام


هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع