25‏/12‏/2016
الأحد, ديسمبر 25, 2016

مشروع إصدار جريدة أو مجلة - المحاضرة السادسة للدكتور شريف درويش

مشروع إصدار جريدة أو مجلة
المحاضرة السادسة
د. شريف درويش

تابع شرح الفصل الرابع



طباعة الفلكسوجراف- ثورة في الطباعة البارزة:
في السنوات الأخيرة، أصبحت الطباعة الفلكسوجرافية تمثل ثورة جديدة في عالم الطباعة، حيث تشهد العديد من الصحف تحولاً لهذه الطريقة الطباعية، وقد كان الدافع الأساسي وراء هذه التحول، هو التخلص من عيوب طباعة الأوفست ومساوئها، فلقد أخذت دور الطباعة الجرائد من الستينات تته نحو طباعة الأوفست- التي سنتحدث عنها بعد قليل- كوسيلة فعالة لطباعة جرائدها، ونظر الخبراء إلي هذا التحول علي أنه الحل الأمثل لتذليل المشاكل الطباعية والحد من التكاليف والنفقات، بيد أن الذي توقعه هؤلاء الخبراء من وراء طباعة الأوفست لم يتحقق حتى الآن.

وطباعة الفلكسو هي أساساً طباعة بارزة يُستخدم فها لوح طباعي مرن بارز الحروف، ووحدة الطبع الفلكسوجرافية النموذجية تحتوي عادة علي أربع اسطوانات، فالأسطوانة المصنوعة من المطاط الخاصة بخزان الحبر تدور في مخزن الحبر داخل هذا الخزان، ثم تقوم بمناولة الحبر إلي اسطوانة تحبير صلبة تحتوي علي خلايا غائرة وتُعرف عادة باسطوانة الأنالوكس anilox roll، وهي اسطوانة تكون الخلايا الغائرة وتسخدم علي سطحها محفورة إما ميكانيكياً أو بواسطة شعاع الليزر، وتستخدم اسطوانة الأنالوكس لمناولة طبقة الحبرب من اسطوانة خزان الحبر بآلة الطبع إلي اللوح الطباعي لتنقل الأشكال الطباعية إلي الورق أو الخامات التي يتم الطبع عليها.

ورغم أنه طالما عانت طباعة الجرائد من عيوب الطباعة البارزة، وطالما ترقب العاملون فيها الفرصة للتخلص من عيوب هذه الطريقة، إلا أن طباعة الفلسكو لها من الميزات ما يجعلها ذات أهمية للمشتغلين في طباعة الجرائد، واحدي هذه المميزات تتمثل في أن آلات الفلكسو الحديثة أرخص بحوالي 10- 15% من آلات الأوفست الجديدة، كما أنه يمكن توفير ما هو أ:ثر من ذلك باقتناء الوحدات القابلة للدمج في الآلات الطابعة القائمة داخل مطبعة الصحيفة أو دار النشر وفي هذه الحالة قد يصل الوفر إلي حوالي 50 أو 60%.

إن إلغاء استخدام آلات طباعة الأوفست الشريطية web- offset ذات الكلفة العالية لطباعة الصحف، يقدم عدداً من الفوائد لأنه يعني عدم وجود فاقد من الورق عند التشغيل التحضيري لآلة الطبع، و ذلك خلال عملية ضبط التوازن بين الحبر والماء, فالفكسو يتميز بقدرة علي إنتاج نسخ ممتازة من ثاني طبعة بعد دوران الألة، محققاً وفرا لا يُستهان به بالنسبة للحبر والورق، حيث تصل نسبة الفاقد إلي أقل من 1%، بينما تصل في الأوفست إلي 4% مع وجود أجهزة تحكم وضبط شديدة التعقيد وعالية الكلفة وعلاوة علي ذلك، فإن للفكسو فوائد أخري عديدة، منها إلغاء استخدام أغلب اسطوانات التحبير بفضل خاصية تدفق الحبر، ومن ثم احتياجها المحدود لعملية الصيانة، واستهلاكها لكمية طاقة أقل من المستهلكة في حالة الأوفست بنسبة 33% وإذا أخذنا الحبر في الاعتبار، فإننا نلمس مزية جديدة ترجح كافة طباعة الفلكسو، فطباعة الجرائد بطريقة الفلكسو تُعتمد علي استخدام الأحبار المائية water- based inks التي تساعد علي التخلص من ظاهرتي كشط الحبر والتلطخ، إذ كثيراً ما يتذمر القراء من تلوث أيديهم عند تصفحهم الجرائد، ومن المحقق أن طريقة الفلكسو لا تعرف هذه المشكلة علي الإطلاق.

ولعل لذلك كله، بدأت العديد
من الصحف تتحول الي استخدام طريقة الفلكسو أو تعمل علي الأقل علي المزاوجة بين وحدات الفلكسو الجديدة ووحدات الأوفست الموجودة لديها.

ورغم ذلك كله، فهناك عدد من الانتقادات التي تواجة طباعة الفلكسوجراف، فضلاً عن ارتفاع ثمن ألواح الفلكسو المصنوعة من البوليمرت الضوئية Photo- polymer أو البلاستيك بالمقارنة مع ألواح الأوفست، فإن أهم انتقاد موجه لهذه الطريقة هو مشكلة التراكم علي اللوح الطباعي، والتي تؤدي إلي ملء الفراغات الموجودة بين النقط الشبكية نتيجة تراكم الحبر الجاف أو ألياف الورق، ليترتب علي ذلك انخفاض حدة الصورة وضياع بعض التفاصيل الدقيقة.

وتحدث هذه المشكلة في حالة الإنتاج الطباعي الضخم الذي يصل إلي ما يزيد علي 150 ألف نسخة، وبخاصة عند توقف الآلة الطباعة لفترة من الوقت ثم إعادة تشغيلها من جديد، وقد تم إيجاد حل لهذه المشكلة، وذلك إما عن طريق إعادة ترطيب الحبر؛ بمعني دفع كميات جديدة من الحبر خلال تشغيل الآلة ليعيد ترطيب الحبر الجاف الموجود علي اللوح الطباعي وبالتالي منع حدوث المشكلة، أو بغسل اللوح الطباعي عند ظهور بوادر هذه المشكلة.



التطور في تكنولوجيا الطباعة الغائرة: 

ويمكن القول إن طرق إعداد الأسطوانة النحاسية في الطباعة الغائرة تنقسم إلي أربع طرق رئيسية, وهذه الطرق تعطي لمحة سريعة في الوقت نفسه عن مراحل التطور في تكنولوجيا هذه الطريقة الطباعية:

أولاً : طريقة الحفر المتغلغل Diffusion Etch Process : 


وفي هذه الطريقة يُستخدم وسيط ذو حساسية ضوئية, وظيفته نقل الأشكال الطباعية إلي الأسطوانة النحاسية, ويتم هذا من خلال تعريض هذا الوسيط مرتين متتاليتين, الأولي من شبكة الجرافيور الخاصة Gravure screen والثانية من خلال إيجابية فيلمية.

ويعد نقل الوسيط الحساس للضوء إلي سطح الاسطوانة, يتم اجراء عملية الإظهار, وبواسطة محلول حمضي يتغلغل إلي السطح النحاسي عبر هذا الوسيط تتم عملية الحفر, وفي النهاية, تُرسب طبقة من الكروم chrome ترسيباً كهربائياً فوق سطح الأسطوانة بالكامل لإطالة عمرها التشغيلي.


ثانياً : طريقة الحفر المباشر Direct Transfer :
في هذه الطريقة, يكون الاختلاف عن الطريقة الأولي في مرحلة التعريض, حيث تُستخدم إيجابية شبكية Halftone Positive , ثم تمر الأسطوانة بالمراحل السابقة نفسها, سواء من حيث الإظهار أو الحفر أو ترسيب الكروم.


ثالثاً: الطريقة الكهروميكانيكيةElectromechanical Process : 
في هذه الطريقة, يتم تركيب الأسطوانة الطباعية في ماكينة حفر خاصة تشبه جهاز المسح الإلكترونيElectronic Scanner , حيث يتم مسح الأصل بواسطة شعاع ضوئي ثم تُخزن المعلومات داخل حاسب آلي, وبعد ذلك تُترجم هذه المعلومات إلي حركة تقوم بها أداة قاطعة علي سطح الأسطوانة التي تتحرك تحتها, وبعد عملية الحفر يتم ترسيب مادة الكروم علي الأسطوانة .


رابعاً: الحفر باستخدام شعاع الليزرLaser Cutting: 
وفي هذه الطريقة, يتم حفر سلسة من الخلايا الصغيرة علي سطح اسطوانة النحاس, حيث يتم مسح الأصل ضوئياً مثل الطريقة الكهروميكانيكية, إلا أن شعاع الليزر يستخدم في هذه الحالة في عملية القطع, وذلك بدلا من الأداة القاطعة المستخدمة في الطريقة السابقة.

هذا, ويعتبر الحفر
المتغلغل Diffusion Etch Process أقدم هذه الطرق الأربعة لإعداد الاسطوانة في طريقة الطباعة الغائرة, وإن كانت لا تزال أكثرها استخداماً وشيوعاً حتي الأن, أما بالنسبة لطريقة الحفر بأستخدام شعاع الليزر Laser Cutting فهي لا تزال في مراحلها الأولي.

ولأن الاسطوانة النحاسية المستخدمة في الطباعة الغائرة مكلفة للغاية عند إعدادها, إلا أن هذه الطريقة من طرق الطباعة نادراً ما تستخدم تجارياً في طباعة ما يقل عن حوالي 40ألف نسخة في الطابعات التي يتم تغذيتها بأفرخ الورق Sheet-fed, أو لطباعة 250ألف نسخة في الطابعات التي تغذي بلفات الورق web-fed, مع العلم بأن النوع الأخير هو الأكثر استخداماً وشيوعاً. وبصفة عامة, يمكن القول إنه بعد عدد معين من النسخ, تصبح الطباعة الغائرة هي أقل الطرق الطباعية المتاحة كلفة, وذلك علي الرغم من أنها قد تكون أكثر هذه الطرق كلفة عند طباعة عدد قليل من النسخ.

ونظراً لأن الطباعة الغائرة
تتطلب طباعة عدد كبير من النسخ قد يصل إلي المليون, فإن مجالات الطباعة الغائرة تميل إلي أن تنحصر في نطاق محدود من المواد المطبوعة مثل المجلات الملونة والكتالوجات والكتيبات التي تتطلب جودة عالية في إنتاج صورها الملونة, بالإضافة إلي السرعة في إنتاج كميات كبيرة.

بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
مع تحيات فريق عمل مدونة مستر إعلام
هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع