12‏/12‏/2016
الاثنين, ديسمبر 12, 2016

بالفيديو - مشروع إصدار جريدة أو مجلة - المحاضرة الخامسة للدكتور شريف درويش



مشروع إصدار جريدة أو مجلة
المحاضرة الخامسة
د. شريف درويش


تكنولوجيا طباعة الجرائد والمجلات

تنويه: المقرر في الجزء الخاص به الفصل الرابع فقط والمذاكرة من الكتاب

اتجهت التطورات في إنتاج الصحيفة إلي أن تعكس انتشار المعرفة، وحاجة الأفراد والجماعات إلي اتصال بعضهم بالبعض الآخر، ولم تتغير تكنولوجيا الصحافة والطباعة بدرجة كبيرة منذ اختراع يوهان جوتنبرج Johan Gutenberg للطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة movable type عام 1446 وحتي النصف الأخير من القرن التاسع عشر، ولكن لأن المعرفة تزايدت بسرعة في ذلك القرن، بالإضافة إلي تزايد الحاجة إلي الإتصال، فقد تم تطوير طرق جديدة وأساليب حديثة تضمن لهذا الاتصال فعاليته.


وفي مطلع القرن الماضي، بدت التطورات التكنولوجيا الأساسية كافية لمواجهة احتياجات بداية القرن العشرين، ولكن عندما تفجرت ثورة المعلومات في أواسط القرن الماضي، بدأت ثورة جديدة تماماً تعتمد أساساً علي الكمبيوتر أو الحاسب الآلي، وما كان علي الصحف ووسائل الإعلام الأخري إلا مواجهة التحدي. وفي هذه الوحدة نحاول تسليط المزيد من الضوء علي الثورات التكنولوجية الهائلة في مجال الطباعة مع رصد مدي تأثير ذلك علي صناعة الصحافة والنشر.







التطور في تكنولوجيا الطباعة البارزة:

تعود جذور الطباعة البارزة، إلي منتصف القرن الخامس عشر، وقد ظلت هذه الطريقة هي الأساس الذي ترتكز عليه طباعة معظم الصحف ( الجرائد) في العالم حتي مطلع الستينات من هذا القرن. وكان اختراع جوتنبرج لها واحداً من الإنجازات الهائلة في عالم الاتصال. وقد طور جوتنبرج وسائل جمع الحروف المعدنية المنفصلة، والتي تستطيع أن تساعد في تكوين جمل وعبارات لطباعتها، وبعد ذلك يتم فصلها ثانية لاستخدامها مرة أخري في طباعة نص آخر.

وكانت الحروف الأبجدي بارزة عن سطح الحرف الصناعي، وكان إنتاج الأشكال الطباعية يتم من خلال تحبير هذه الأشكال ثم الضغط بالورق عليها. واستخدم جوتنبرج آلة طابعة شبيهة إلي حد ما بكابسات النبيذ wine presses التي كانت مستخدمة آنذاك. وكانت الحروف الطباعية توضع في إطار خشبي علي قطعة مسطحة من الخشب، ويتم تحبير الحروف، وبعد ذلك يوضع الورق لتضغط الكابسة، التي يتحكم فيها لولب رأسي مصنوع من الخشب، علي الورق وأسفله الحروف لتنتقل الأشكال الطباعية إلي ورق.

وكان طبيعياً أن تنتقل الطريقة الطباعية الجديدة إلي العالم الجديد، في وقت متأخر عن انتقالها إلي الدول الأوربية، إذ إن بعد المسافة، وتخلف وسائل الاتصال والمواصلات في القرنين الخامس عشر والسادس عشر علاوة علي اضطراب أحوال المهاجرين الجدد، أدي ذلك كله إلي معرفة المستعمرات الأمريكية للطباعة بعد ما يقرب من قرنين علي اختراعها.

وعلي الرغم من التأخر الأمريكي في معرفة فن الطباعة عن أغلب دول أوربا، فقد اضطلع الأمريكيون منذ عرفوها بتطويرها وتحسنيها حتي وصلت إلي ما هي عليه الآن، ولا يتجلي ذلك فقط في عدد المحاولات الناجحة التي قاموا للتطبيق في بلادهم ثم في سائر أنحاء العالم، مع ملاحظة أن الصحافة الأمريكية كانت هي المستفيد الأول من تقديم الطباعة بالولايات المتحدة.

ومما يدل علي هذا الرأي، أنه بعد أن كان جوتنبرج يجمع كل حرف من الحروف الطباعية في مكانه بالطريقة اليدوية بمعدل سطر واحد في الدقيقة وتبعه في ذلك كل من استخدم طريقته الطباعية، قام (الأمريكي) أوتمار ميرجينتلر Ottmer Mergenthaler في مدينة بلتيمور Baltimore عام 1866 بتفجير الثورة الثانية في الطباعة، وكان أحد المجالات الرئيسية لهذا الثورة هو التوصل إلي آلة الجمع السطري Linotype، ليتم القضاء علي عيوب الجمع اليدوي حيث كان البطء الذي يتسم به سبباً في إعاقة العمل الطباعي بوجه عام لما لعامل السرعة من أهمية مع كل تقدم تصبه المعرفة الإنسانية.

وعندما يكتمل جمع سطر من قوالب الحروف (الأمهات)، يُصب الرصاص المنصهر عليه، وبهذا يتم إنتاج سطر من الحروف الطباعية علي هيئة سبيكة معدنية تتكون من الرصاص والقصدير والأنتيمون، ويتم ترتيب هذه السطور علي شكل أعمدة بعد إنتاجها، وحينئذ يتم نزعها من الآلة، وتؤخذ إلي المناضد حيث يتم توضيب الصحفات.

والعيب الرئيسي في آلات الجمع السطوري هو أن حدوث خطأ في أي حرف من الحروف يترتب عليه ضرورة إعادة جمع السطر كله، مع الأخذ في الاعتبار إمكان حدوث خطأ أخر في حرف أو كلمة أخري في السطر المعاد جمعه يقتضي إعادة الجمع للمرة الثانية، وهو الأمر الذي كان يخلو منه الجمع اليدوي التقليدي.

وعلي الرغم من ذلك، فإنه بعد إن كانت عملية الجمع تتم طوال 431 عاماً بسرعة تصل معدلها إلي سطر واحد في الدقيقة منذ توصل جوتنبرح إلي الطباعة بالطريقة البارزة، أصبح عامل الجمع، بإستخدام آلة الجمع السطري, قادراً علي أن يجمع حروفاً بسرعة تبلغ خمسة سطور في الدقيقة، وهذا ما كان يعد تقدماً في ذلك الوقت.

وفي عام 1932، اخترعت آلة الجمع البرقي Teletypestter لتقوم بتشغيل آلة الجمع السطري، ليس بالطريقة اليدوية ولكن عن طريق شريط ورقي مثقب Perforated paper tape يقوم بتحريك لوحة المفاتيح. وقبل التوصل لهذه الآلة، عندما كان عمال الجمع يعملون علي لوحة المفاتيح keyboard كانوا يختلفون في معدل سرعة انجاز العمل، وحتي أفضل العناصر منهم كان يجب أن يتوقف من وقت إلي أخر للحصول علي بعض الراحة من وضع الرأس المنتصب، أو لحل الطلاسم والألغاز التي تزخر بها الموضوعات التي يبعث بها المحررون مكتوبة بخط اليد.

وبدلاً من ذلك، إذا انتج عامل الجمع شريطاً ورقياً يحمل تعليمات محددة لآلة الجمع السطري، فإن فترات التوقف ستتمثل فقط في العملية الميكانيكية البسيطة التي يتم فيها تثقيب الشريط. وبعد أن يكون عامل الجمع قد أجري كل التصحيحات علي الشريط، يستطيع الشريط أن يقود الآلة بكفاءة وبأعلي معدل لها، وقد زاد من سرعة الجمع إلي 5.6 سطراً في الدقيقة.

وفي عام 1960،دخل الكمبيوتر إلي مجال الجمع، موفراً بذلك الجهد البشري في تثقيب الشريط الورقي من حيث كيفية تقسيم كلمة معينة علي سطرين hyphenation ، مما زاد من سرعة عملية الجمع ليصل معدها إلي 14 سطراً في الدقيقة. وهكذا، نجد أنه في عضون 500 عام، ارتفع معدل سرعة جمع الحروف من سطر واحد في الدقيقة إلي 14 سطراً في الدقيقة، وهو ما كان يعتبر طفرة في العديد من المطابع، ولاسيما مطابع الصحف التي يتطلب فيها العمل المزيد من السرعة في الإنجاز.

اختراع الشبكة وإنتاج الصور الظلية:



تبدأ قصة التصوير الفوتوغرافي في يناير من العام 1839، عندما أعلن اكتشاف " داجير" Daguerre في أكاديمية العلوم بباريس، ليصبح هذا الاختراع متاحاً للعالم كله من قبل الحكومة الفرنسية.

وكان التطور الحقيقي في استخدام التصوير الفوتوغرافي في الصحف هو توصل ستيفين هورجان Stephen Hogan في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1880، وميشنباخ Messenbach في ألمانيا عام 1882 إلي إنتاج الصور الظلية بطريقة الهافتون halftone ، وبذلك من خلال استخدام الشبكة Screen.

وقد مكن التطور في عملية إنتاج الصور الظلية عن الشبكة half- tone engraving process الوسائل الإعلامية المطبوعة من إنتاج الصور الظلية بشكل جذاب وأخاذ، وتتضمن هذه العملية التقاط سالبة للصورة الفوتوغرافية الظلية من خلال استخدام شبكة تقوم بتجزئ الصورة والظلال الموجودة بها إلي آلاف من النقط الصغيرة المتجاورة.

ويتم إسقاط هذه الصورة علي لوحة معدنية مصنوعة من الزنك مغطاة بطبقة حساسة للضوء Photo- sensitized وهو ما يطلق عليه " الكليشية" cliché، والذي يتم معالجته بالأحماض، وذلك للعمل علي تأكل الأجزاء المعدنية الموجودة حول هذه النقط الشبكية، مما يجعلها غائرة، ويعمل في الوقت ذاته علي بروز النقط الشبكية، وهذه النقط البارزة هي التي تلتقط الحبر أثناء عملية الطباعة تماماً مثل الحروف المعدنية البارزة، ويوجد في المناطق السوداء المعتمة العديد نم النقط التي تلتقط الحبر في حين أن المناطق التي تحتوي علي ظلال يوجد بها بعض النقط، والمناطق البيضاء لا يوجد بها نقط تقريباً.

وقد ظهرت أول صورة فوتوغرافية تُطبع بهذه الطريقة في صحيفة " ديلي جرافيك" Daily Graphic الأمريكية عام 1880 وكانت مجلة " فوتوجرافي نيوز" photography News المهتمة بالتصوير الفوتوغرافي من بين المجلات البريطانية الأولي التي وظفت هذه الطريقة الجديدة لإنتاج الصور علي سبيل التجربة عام 1884.

اختراع المطبعة الدوارة والقالب المقوس:


لمدة 350 عاماً، وكانت عملية الطباعة تتم كما اخترعها حوتنبرج عبارة عن كابسة نبيد wine press، ولكن بدلاً من دفع حبات العنب بعضها ببعض لعصرها، كان يتم دفع الحروف الطباعية التي يعلوها الحبر علي الورق لإجراء عملية الطباعة.

وأخذت الطبعة Press أسمها من اسم كابسة العنب، وكانت هذه المطبعة تنتج حوالي مائة نسخة في الساعة، وفي عام 1810 تم تزويد هذه المطبعة بآلة بخارية، مما زاد من معدل إنتاجها إلي مائتي نسخة في الساعة، وبعبارة أخري فإنه إذا كانت هناك صحيفة مكونة من أربع صفحات ولديها 500 مشترك، فإن الوقت المستغرق في طباعتها سيصل إلي عشر ساعات...!!.

وفي إنجلترا، وفي أوائل القرن التاسع عشر، اخترع فردريك كوينج Friedrich Koenig المطبعة الدوارة rotatif press وبعد أن قام الجهور الغاضب الذي يضم العمال والإداريين بتخريب آلة كوينج الأولي وتحطيمها، تم تركيب أول مطبعة دوارة بنجاح في صحيفة " التايمز" The Times اللندنية، وأنتجت هذه المطبعة الجديدة 2400 نسخة في الساعة، وبالتالي، فإن الصحيفة التي تتكون من أربعة صفحات، والتي كان يستغرق طباعتها عشر ساعات، أصبح يمكن طباعتها في خمسين دقيقة فقط....!!.

وتطلبت المطبعة الدوارة سطحاً طابعاً مقوساً، والأرجح أن الطابع الفرنسي كلود جينو Cluade Gennoux هو الذي حصل علي براءة اختراعه عام 1829، وقد تم التوصل لهذا السطح من خلال وضع الأم الورقية، التي تحتوي علي نسخة من المواد المطلوب طباعتها، في شكل نصف دائري ليصب عليها الرصاص المنصهر، ليوضع القالب الناتج عن هذه العملية علي طنبور المطبعة الدوارة، ليمر الورق خلال طنابير المطبعة بسرعات كبيرة، وقد يسرت هذه العملية إمكانية الحصول خلالها علي قوالب عديدة من الأم الورقية نفسها، وذلك وفقاً لعدد النسخ المطلوبة من الصفحة وقوة تحمل القالب المعدني.

كما جعل القالب المعدني من استخدام الصور والعناوين والإعلانات الممتدة علي أكثر من عمود أمراً سهلاً ميسوراً، لأنه كان عبارة عن قطعة واحدة من المعدن، وبالتالي لا يمكن أن يسقط جزءاً منه.

بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
مع تحيات فريق عمل مدونة مستر إعلام
هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع