15‏/1‏/2017
الأحد, يناير 15, 2017

مشروع إصدار جريدة أو مجلة - المحاضرة السابعة والأخيرة للدكتور شريف درويش

مشروع إصدار جريدة أو مجلة
المحاضرة السابعة والأخيرة
د. شريف درويش
تابع شرح الفصل الرابع


المذاكرة من الكتاب فقط المحاضرات للتوضيح


التطور في تكنولوجيا الطباعة الملساء:لم تعد الآلات الحديثة التي تطبع بالطريقة الملساء تستخدم اللوحات المعدنية للطبع علي الورق مباشرة, وإنما أصبح أغلبها يستخدم وسيطاً ينقل الأشكال الطباعية من اللوحة إلي الورق, وهذا االوسيط عبارة عن طنبور مصنوع من المطاط, يتلامس في أثناء دوران الآلة مع الطنبور الطابع, الذي تلتف حوله اللوحة من جهة, ويتلامس مع الورق من الجهة الأخري, وهو المبدأ المعروف في الطباعة باسم "الطباعة الملساء غير المباشر" أو "الأوفست " offset

 وقد اهتدى طابع أمريكي يُوعي "إيرا رابل" بمحض الصدفة إلي فكرة الطبع بالأوفست وذلك بولاية نيوجيرسي عام 1904, وقد ثبت أن الطبع بالأوفست أفضل من الطبع الأملس المباشر, فهو يمكن الطباعين من الحصول علي عدد أكبر من النسخ دون أن تبلي اللوحة الطباعية نظراً لعدم الاحتكاك المباشر بين اللوحة والورق, الذي يضغط عليه طنبور الطبع, كما أنه يمكن استخدام أى نوع من الورق, بعد أن كان الأمر مقصوراً علي الورق اللامع, ذلك أن مرونة المطاط في طنبور الأوفست قد سمحت بنقل الطبعة إليه بأخف ضغط ممكن دون أن يتأثر الورق لارطب بالضغط الثقيل فيمتدد سطحه.

اختراع الجمع التصويرى:
ظهرت في نهايات النصف الأول من القرن الماضي الحاجة إلي استبعاد طرق الجمع الساخن واللجوء إلي طرق الجمع الضوئي أو التصويري, حيث يتم تجميع الحروف علي فيلم فوتوغرافي أو ورق حساس بسرعات عالية, ثم تستخدم هذه الحروف المجموعة للحصول علي لوحات طباعية تصلح للطباعة علي آلة الطباعة البارزة أو الطباعة بطريقة الأوفست.

وتقوم فكرة الجمع التصويرى علي الاستغناء عن الجمع الساخن باستخدام الرصاص المنصهر كلية, والاستعاضة عن ذلك بتصويرها علي فيلم أو ورق حساس مع التحكم في حجم الحرف, ونوعه, وطول السطر, والمسافات بين السطور والكلمات.

وهكذا,
فإنه بدلا من صب الرصاص الساخن لعمل حروف معدنية منفصلة, يستخدم الجمع التصويرى البصريات Optics, والإلكترونيات electronics, وشعاع اللليزرlaser beam لإسقاط صورة كل حرف علي ورق أو فيلم مغطي بطبقة حساسة بسرعة عالية. ويستطيع أن يُسقط هذه الحروف بأحجام متعددة وأشكال مختلفة, وذلك وفقاً لأى اتساع مرغوب .
وفي بعض الحالات, يتم إسقاط كل حرف في مكانه تماماً علي الصفحة حيث سيظهر في صورته النهائية.

وبحلول عام 1978, قدرت مؤسسة أنبا للأبحاث ANPA Research Institute أن 97% من الجرائد اليومية في الولايات المتحدة كانت تستخدم طرق الجمع التصويرى في كل عملياتها الإنتاجية. وعندما أصبحت إمكانات الجمع التصويرى معروفة ومتاحة, بحث الناشرون الذين يستخدمون الطباعة البارزة عن طرق تساعدهم في استخدام هذه الإمكانات.

 وكانت الخطوة الأولي لخطوات عديدة تالية, هي أستخدام الجمع التصويرى في جمع مادة الإعلانات, والتي قد يتم تصويرها بعد ذلك وتُستخدم في طريقة الطباعة البارزة التي تستخدم الجمع الساخن. وقد قدم هذا المدخل مرونة أكثر في تصميم الإعلانات وتوضيبها, وكان ذلك مناسباً للمعنين وناشرى الصحف علي حد سواء. واكتشف الناشرون أيضاً إمكانية تطوير القوالب المعدنية المقوسة والإجراءات التي قد تمكنهم من استخدام الجمع التصويرى في عملياتهم, وبحلول أواخر السبعينات , وبعد إجراء العديد من الأبحاث في هذا الاتجاه, كانت توجد عدة بدائل متاحة.

 فقد تحولت العديد من الصحف إلي استخدام لوحات من البلاستيك بدلا من القالب المعدني التقليدى- علي نحو ما ذكرنا عند الحديث عن طباعة الفلكسوجراف -, وقد أنتجت هذه اللوحات عن طريق التصوير بما يشبه نوعاً الطريقة المستخدمة في صنع اللوحات المعدنية المستخدمة في طريقة الطباعة بالأوفست, وبذلك أمكن جمع صفحات بأكملها باستخدام الجمع التصويرى, وتحويلها إلي لوحات تُستخدم في الطباعة البارزة.

وقد مكنت هذه التطورات العديد من الصحف, وخاصة تلك التي توزع علي نطاق واسع, من أن تتردد في أن تستخدم طريقة الطبع بالأوفست لعدد من الأسباب, منها أنها تستطيع أن تستمر في أستخدام الطباعة البارزة مع التحول للجمع التصويرى واستخدام أوجه التقدم المتاحة في مجالات التصوير والإلكترونات. وليس أدل علي ذلك من أن أكثر من ربع الصحف اليومية الأمريكية , وبالتحديد 27.8% من هذه الصحف كانت تُطبع بالطريقة البارزة عام 1978. وبعبارة أخرى اكثر تحديداً ودلالة, أن عدد الصحف الأمريكية التي كانت تطبع بالطريقة البارزة في ذلك العام كان يبلغ 495صحيفة توزع 39.2مليون نسخة أو 63.2% من التوزيع الإجمالي للصحف اليومية الأمريكية.

تحول الجرائد لطباعة الأوفست:
تحولت الصحف في كثر من دول العالم إلي الطبع بطريقة الأوفست في أوائل عقد الثمانيات للتغلب علي عيوب الطباعة البارزة من جهة, ولأن آلات الأوفست كانت قد وصلت إلي حد الإتقان من حيث السرعة والجودة الطباعة. ولذلك كله, أصبحت هذه الطريقة من أكثر الطرق الطباعية انتشاراً في العالم ولا سيما في طباعة الصحف والمجلات والسبب في ذلك يرجع إلي مزاياها العديدة:

1- يمكن لهذه الطريقة إنتاج التفاصيل بدقة متناهية حيث تصل حدة الطباعة إلي أكثر من 150خط /بوصة.

2- تعطي جودة طباعية عالية حتي علي أنواع الورق الخشن, حيث إن طبقة الحبر تنتقل من الطبنور الوسيط المصنوع من المطاط إلي سطح الورق, وبالتالي يمكن طباعة الأرضيات والألوان بشكل جيد حتي علي أرادأ أنواع الورق.

3- كما أن السطح الناعم لطنبور المطاط الوسيط القادر علي إعطاء طبعات واضحة علي الورق, مع إمكانية الاستخدام المكثف للمواد المصورةillustrations داخل التصميم المطبوع, مع عدم وجود حلقات أو هالات حول المساحات المطبوعة مثلما يحدث في حالات الطبع البارزة.

4- تمتاز هذه الطريقة بالتجهيز السريع السهل, كما يعتبر السطح الطباعي اقتصادياً للغاية في ثمنه وخطوات إعداده, كما أنها اقتصادية في أستخدام الحبر نظراً لرقة سمك طبقة الحبر, كما أصبحت هذه الطريقة تتيح سرعات طباعية عالية, ولا سيما في طباعة الأوفست الشريطية web-offset .

ورغم ذلك كله, فلا تخلو طباعة الآوفست من عيوب, ويمكن تلخيص هذه العيوب في النقاط التالية:
1- اختلاف الدرجات الظلية واللونية من مطبعة إلي أخرى, وذلك بسبب صعوبات ضبط التوازن بين التحبير والترطيب أثناء عمليات الطباعة.

2- أحياناً ما تحدث مشكلات علي آلة طباعة الأوفست نتيجة وجود الحبر مع الماء في مكان واحد, سواء علي اللوح الطباعي أو علي اسطوانة الأوفست المطاطة, ولعل من أهم تلك المشكلات ظاهرة استحلاب الحبر ink emulsification وهناك حلول عديدة لهذه المشكلة, من بينها ظهور الألواح الطباعية الليثوغرافية اللامانية waterless litho plates.

3- حدوث عدة آثار جانبية بسبب الماء في أثناء الطباعة, منها تغير أبعاد الورق وما يسببه ذلك من مشكلات من دقة التطابيق اللوني color register, بالإضافة إلي حدوث مشكلات أخرى بسبب تساوى المناطق الطباعية وغير الطباعية.

4- حدوث ظاهرة النمو النقطي dot gain, والتي قد ترجع إلي ظروف ميكانيكية معينة أثناء التجهيزات في مرحلة الطبع بالتماس cotact عند تعريض السطح الطباعي, وانتقال الأشكال المطبوعة من الوسيط المطاطي إلي سطح الورق.


تقليل فاقد الورق في طباعة الأوفست:
- من المشكلات العديدة التي تواجه الانتاج الطباعي بطريقة الأوفست, زيادة نسبة الفاقد الورقي, سواء في الآت الأوفست التي يتم تغذيتها بلفات الورق web-fed أو الآت الأوفست التي يتم تقديمها بأفرخ الورق sheet-fed وربما يكون الفاقد في الورق في الآت الطباعة الشريطية من جراء بدء الطباعة وتوقفها, وانقطاع شريط الورق, لأن كل هذه العوامل تزيد نسبة النسخ الرديئة.

- كما يرجع الفاقد في الورق في آلات طباعة الأوفست التي يتم تغذيتها بأفرخ الورق إلي عوامل عديدة منها الطباعة علي وجهي الورق, مما يجعل فرخ الورق يدخل إلي الطابعة مرتين لتطبع مرة علي وجهه ومرة أخرى علي ظهره, هذا إذا كان الأمر يقتصر علي طبع لون واحد علي وجهي الورق فقط , وتزيد عدد مرات دخول الورق إلي الطابعة بزيادة عدد المرات المستخدمة في الطبع علي وجهي الورق, ولا سيما إذا كانت الآله ذات وحدة طباعية واحدة one-unit press وربما يقلل هذه المشاكل وجود آلات طباعة أوفست لطباعة لونين أو أربعة مرة واحدة كما يزيد الفاقد من الورق عند طابعة الأفرخ عمليات الطي والتجليد التي تعقب عملية الطباعة ذاتها.

- وعلي أية حال, فلقد قلت نسبة الفاقد في الورق في طباعة الأوفست الشريطية في عمليتي بدء الطباعة وتوقفها,فنسبة ال10% من الفاقد, والتي أرتبطت بالسنوات الأولي لاستخدام طريقة الأوفست, أصبحت في العديد من الحالات أقل بكثير لتصل إلي نسب مقبولة تتراوح بين 2% و4% فقط .

- وفي أواخر عام 1978, حققت صحيفتا " سان دييجو يونيون" San Diego Union و "سان دييجو تريبيون " San Diego Tribune الأمريكيتان نسبة فاقد في الورق تصل إلي 1.63% فقط, مع العلم أن هاتين الصحيفتين لم تكونا تطبعان بالألوان.

- كما سجلت بعض الصحف المطبوعة بالألوان الأربعة المركبة رقماً قياسياً في عدم انقطاع شريط الورق, فقد سجل سبعة عمال في مطبعة صحيفة " أورلاندو سنتينل " Orlando Sentinel الأمريكية رقماً قياسياً جديداً عام 1991, عندما قاموا باستخدام 1133 لفة ورق دون أن ينقطع شريط الورق ولو مرة واحدة, ليتجاوزوا بذلك الرقم القياسي السابق للصحيفة وهو 800لفة ورق عام 1986. والجدير بالذكر أن اكثر من ثلثي الورق الموجود في هذه اللفات كان عبارة عن ورق الصحف الخفيف الوزن.

- وقد أستغرق تحقيق هذا الرقم الجديد من طاقم المطبعة 18 أسبوعاً من العمل المتواصل لتحقيق الرقم الإنتاجي الجديد الذى يشير إلي انخفاض فاقد الورق بدرجة كبيرة, وذكرت الصحيفة أنها تعد فريدة في تحقيق هذا الرقم علي مستوى العالم, لأن الصحف اليابانية, علي سبيل المثال, يحدث بها انقطاع لشريط الورق web break مرة كل ألف لفة ورق.

- ومازالت مطابعنا المصرية, ولا سيما مطابع الصحف, بعيدة كل البعد عن متابعة الركب العالمي سواء في مرات انقطاع شريط الورق, أو في نسبة الفاقد من الورق, وذلك نظراً لافتقار عمال هذه المطابع إلي التدريب الكافي علي هذه الآلات, وحتي الآن, مازال الفاقد في الورق في مطابع الصحف المصرية التي تعمل بطرية الأوفست – وخاصة عند القيام بالطبع الملون- كبيراً حيث تصل نسبة الفاقد في بعض الأحيان إلي 10%, وهي نسبة تعد كبيرة للغاية.

ويرجع بعض المسئولين عن المطابع الصحيفة المصرية زيادة نسبة الفاقد في ورق الصحف أثناء الطباعة الملونة إلي عدة أسباب:
1- يحتاج ضبط الصورة الملونة لفترة زمنية طويلة بعد التشغيل لأنه يلزم تطابق الألوان الأربعة التي تدخل في طباعة الصورة حتي يخرج المنتج الطباعي بجودة عالية, فعند وجود ترحيل في الورق أو الألوان يؤدى ذلك إلي وجود فاقد في الورق أو النسخ المطبوعة لحين إعادة تطابق الألوان.

2- الأعطال المتكررة للآلات الطابعة سةاء بالنسبة لانقطاع شريط الورق web break أو لانقطاع الطنبور المطاطي أو أية أسباب أخرى

3- كمية الفاقد الكبيرة في النسخ المطبوعة عند بدء عملية الطباعة ونهايتها, حيث إن بداية طباعة النسخ impression start printing طبعاً جيداً, نبدأ من ستة آلاف نسخة/ساعة, وليس من عدة عشرات من النسخ كما هو الحال في آلات طباعة الأوفست التي تغذى بأفرخ الورق.

أساليب حديثة في إعداد ألواح طباعة الأوفست:
 توصل المهتمون بالفنون الطباعية إلي إمكان الحصول علي لوحات طباعة ملساء دون استخدام التصوير الفوتوغرافي لنقل الأشكال الطباعية إلي اللوحة, وبالتالي دون استخدام أحماض في عمليتي الإظهار والحفر, وإنما بعض المعالجات الكيميائية البسيطة, التي تؤدى إلي إكساب الأجزاء الطباعية خاصية اجتذاب الدهون, وإكساب الأجزاء غير الطباعية خاصية اجتذاب الماء فقد جربت بعض دور الطباعة بنجاح استخدام أشعة الليزر في حفر لوحات معدنية ملساء, وذلك بعد أن يتم إجراء مونتاج الصفحة المطلوب طبعها.

ومما يسترعي
الإعجاب, ان بعض دور الطباعة الأمريكية قد تمكنت من وضع أجهزة أشعة الليزر بعيدة بعضها عن بعض, ولأميال عديدة بحيث يمكن نقل الأشكال الطباعية إلي لوحة تقع في مدينة أخرى بعيدة, لكي تصدر طبعة إقليمية في هذه المدينة لتوفر الصحيفة كلفة البريد والمواصلات .
كما ظهرت اللوحات المائية وهي نوع حديث من اللوحات الطابعة الملساء, وتعتمد في عملية الإظهار علي الماء الجارى فقط, وهي بذلك تحافظ علي البيئة لأنها لا تفسد الهواء في جو المطبعة, كما توجد الأن إمكانية لاستخدام الطاقة الكهروستاتيكية electro- static power في إعداد نوعيات من لوحات الطباعة التي تستخدم في أغراض النسخ الطباعي المكتبي وغيرها.


بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
مع تحيات فريق عمل مدونة مستر إعلام
هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع