27‏/11‏/2016
الأحد, نوفمبر 27, 2016

مشروع إصدار جريدة أو مجلة - المحاضرة الرابعة: قواعد الكتابة الصحفية للدكتور وائل العشري

مشروع إصدار جريدة أو مجلة
المحاضرة الرابعة
د. وائل العشري

الفصل الثاني
قواعد الكتابة الصحفية 

تنويه: المذاكرة من الكتاب فقط المحاضرات مجرد عرض ليس أكثر مع العلم أن الفصل الثاني مقرر كاملاً 

الكتابة الصحفية 
الكتابة الصحفية عملية تتضمن سلسلة من الخطوات. وتبدأ هذه العملية بالمعلومات المعبرة عن حدث أو واقعة ما أو الآراء ووجهات النظر والأفكار المعبرة عن مواقف أو قضايا أو مشكلات معينة وتخضع هذه المعلومات والآراء ووجهات النظر والأفكار لعدد من الخطوات تؤدي إلي ظهور المادة الصحفية في شكلها المعروف علي صفحات الجرائد والمجلات.




خطوات الكتابة الصحفية
الكتابة الصحفية لا تعني مجرد القوالب الفنية واللغوية التي يتم من خلالها صياغة المادة الصحفية بل هي- كما ذكرنا- عملية تتضمن مجموعة من الخطوات تتمثل فيما يلي:

جمع المعلومات:
لا يبدأ الصحفي عمله من فراغ فيكتب عن وقائع أو أحداث خيالية لم تقع، وكذا فإنه لا يكتب بمعلومات مختلقة عن وقائع وأحداث حقيقية، بل هو دائماً شخص باحث عن المعلومات، يفكر بالمعلومات، ويكتب بالمعلومات.
فالمادة الصحفية تكتسب قيمتها لدي القارئ بناء علي حجم ونوع المعلومات التي تقدمها حول الموضوع أو الحدث والتي يهتم الصحفي بجمعها من كافة المصادر التي يوجد لديها أو يتوقع أن يكون لديها معلومات عما تتناوله المادة الصحفية.

تحليل المعلومات:
فالصحفي الذي يكتفي بنقل المعلومات نقلاً حرفياً علي لسان مصادرها لا يتجاوز دور ساعي البريد الذي يقوم بنقل الرسائل من طرف مرسل إلي طرف مستقبل، إنه ينقل المعلومات دون تفكير وتحليل وربط بساعده علي تقديمها بالشكل الذي يجذب القارئ إلي قراءتها.
الصحفي يجب أن يفكر قبل أن يكتب، وخطوة التفكير تلك لابد أن يقوم بها أثناء عملية جمع المعلومات ذاتها، فيضع ملاحظاته وإشاراته لجزئيات المعلومات المهمة أو التي تحتاج إلي تفسير أو تحتاج إلي خلفية أو تحتاج إلي ربطها بغيرها لأن ذلك يساعده علي الكتابة بشكل ناجح.

تنظيم المعلومات:
فالصحفي لابد أن ينظم ويرتب جزئيات مادته الصحفية ذهنياً قبل أن يشرع في الكتابة لأن ذلك يساعده علي الإنجاز بشكل أفضل، ويتبلور مفهوم التنظيم في تحديد زاوية الكتابة أو المعالجة للمادة، ولعل أبرز أساليب التنظيم التي يمكن أن يعتمد عليها الصحفي هو أسلوب التنظيم المنطقي الذي يعتمد علي ربط الحقائق والمعلومات ذات العلاقة وترتيب جزئيات المادة بشكل منطقي.

الصحة في استخدام تقنيات الكتابة:
فالكتابة الصحفية لها قوالبها الفنية وطرقها الخاصة في عرض وتقديم المعلومات بالشكل الذي يعكس الالتزام بمجموعة من القواعد المهنية التي تحكمها.

الموائمة الأسلوبية:
فالصحفي لابد أن يضع مادته في القالب الأسلوبي واللغوي الذي يفهمه القارئ، ويتأتى ذلك من الالتزام بقواعد وأعراف اللغة بالشكل الذي يحقق السهولة والوضوح والسرعة في فهم المادة المقروءة.

الوحدات الفنية للكتابة الصحفية:
تقدم المواد الصحفية في قالب يتكون عادة من ثلاث وحدات أساسية تتمثل في المقدمة وجسم المادة و(الخاتمة) في نوعية معينة من الفنون الصحفية.

المقدمة الصحفية:
وهي بوابة عبور القارئ إلي المادة الصحفية .. وتتنوع أشكال المقدمة الصحفية في عدة أطراف أبرزها:

المقدمة السردية: وتستخدم هذه المقدمة في الفنون الصحفية التي تعتمد علي قوالب حكائية في عرض حدث معين، وتبرز بشكل خاص في إطار التحقيقات الصحفية، وهي تعتمد علي رواية حلقات البدء في حدث أو موضوع أو قضية معينة ثم يتم الاستطراد في باقي الحلقات أو التفاصيل بعد ذلك

المقدمة الوصفية: وتعتمد هذه المقدمة علي وصف الظروف والملابسات المحيطة بحدث معين أثناء الحديث عنه، ويشيع استخدامها في كتابة الحوارات والتحقيقات الصحفية، بالإضافة إلي توظيفها في الكتابات الخبرية

المقدمة التلخيصية: وتهدف هذه المقدمة إلي تقديم المعلومات الأساسية والمهمة المتعلقة بحدث معين بشكل مكثف، وهي أكثر شيوعاً في كتابة الأشكال الخبرية

المقدمة الاقتباسية: وتقوم هذه المقدمة علي اقتباس تصريح يحمل معلومة مهمة علي لسان مصدر معين والبدء به في فقرة المقدمة

المقدمة التساؤلية: وتستند هذه المقدمة إلي طرح مجموعة من التساؤلات حول حدث أو مشكلة أو قضية أو موقف أو شخصية معينة، ويستخدم هذا النوع من المقدمات بشكل أساسي في المواد الصحفية التفسيرية كالحوارات والتحقيقات الصحفية

الاتجاهات الحديثة في صياغة المقدمة الخبرية:
ليست كل الأخبار التي ترد ديسك الصحيفة تنقل أحداثاً سيئة، بل إن العديد منها يدور حول أحداث إيجابية وبناءة، ومن الأفضل قبل عرض المعلومات المجردة المتعلقة بهذه النوعية من الأحداث البدء بمقدمة بيانية (تضع الحدث في سياقه التاريخي أو الموضوعي أو الإنساني) ثم تنتقل بعد ذلك إلي سرد المعلومات وتصريحات المصادر وباقي تفاصيل القصة مع الإشارة إلي الخلفية التاريخية للحدث.
الكتابة الصحفية 

خضع المفهوم التقليدي للمقدمة الصحفية للعديد من التحولات. والمفهوم التقليدي لها كان ينظر إليها علي أنها الفقرة الأولي التي تلخص أو تكثف أهم ما في الموضوع، والفقرات التالية في القصة دائماً ما ترتبط أو تعني بتفاصيل ما جاء في الفقرة الأولي (المقدمة).

هذه الطريقة الفنية في الكتابة تتناسب مع القصص العاجلة التي تأتي الصحيفة في آخر لحظة ولم يشر إليها في النشرات الإخبارية بالراديو والتليفزيون، ولكن الأمر يختلف في الأخبار التي تعرض لها المتلقي مسبقاً من خلال هاتين الوسيلتين.

- تفاصيل (جسم) المادة الصحيفة:
وينتقل القارئ من خلاله إلي المعلومات والحقائق الأساسية في المادة، وإذا لم يكن الصحفي قد قام بجمع المعلومات الكافية عن الحدث أو الموضوع الذي يعالجه فإنه لن يحقق أي مستوي من النجاح لمادته، كذلك يفعل إذا لم يرتب المعلومات التي تحتويها هذه الوحدة بالشكل المنطقي المناسب.

الاتجاهات الحديثة في بناء جسم المادة الخبرية:
تنوعت القوالب الفنية الجديدة التي تستخدم في تنظيم وتقديم المادة الصحيفة وتعكس تطويراً لقالب الهرم المقلوب.
وقد ظل هذا القالب لفترة طويلة الأساس الفني لترتيب الحقائق والمعلومات داخل القصص الخبرية وغيرها من الفنون الصحيفة

لكنه أصبح الآن غير صالح إلا لنوعية معينة من القصص الخبرية العاجلة أو التي تنقل أحداثاً جديدة نظراً لتناقضه مع الطريقةالطبيعية التي يتناول بها المتلقي الأحداث إرسالاً واستقبالاً

بالإضافة إلي عدم صلاحيته للجمهور الذي يحصل علي الأخبار والمعلومات من الوسائل الالكترونية وخصوصاً التليفزيون.
فالصحافة تختلف عن التليفزيون في أدواتها التعبيرية. فالتليفزيون يعتمد علي النقل الفوري والحي للعديد من الأحداث باستخدام أدواته الخاصة سواء تمثلت في حركات الكاميرا أو أساليب تكوين المشهد بالشكل الذي يؤدي إلي نقل الحدث بدلالات معينة يتكون من خلالها الخطاب الخاص به. 

لكن ذلك لا يمنع من أن جانباً كبيراً من الأحداث التي تنقل من خلال أدوات التعبير التليفزيوني يتم دون تدخل باستثناء التدخل الخاص باختيار زوايا وأبعاد الكاميرا وأساليب تكوين المشهد، أما مضمون اللقطة أو المشهد ذاته فينقل بشكل صريح إلي المتلقي.

يختلف الأمر بالنسبة للمعالجات التي تقدمها الصحافة للأحداث حيث تعتمد علي الصياغات التقريرية لها، الصحفي لا يقدم الحدث من خلال كاميرا تختار المضمون ولا تتحكم في فحواه وإنما يعيد إنتاجه من خلال قوالب فنية ولغوية معينة لتنقله إلي القارئ الاستخدام الخاص للغة وطريقة تقديم جزئيات الأحداث والقضايا المختلفة يعتبر أحد الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها الصحيفة في التأثير علي الجمهور القارئ.

الصحيفة تهدف من خلال الكتابة إلي خلق اهتمام ودعم إحساس القارئ بالأحداث ولتحقيق هذا الهدف تطورت مجموعة من القوالب البديلة للهرم المقلوب من أبرزها:
- القالب السردي في الكتابة.
-  قالب المشكلة والحل.
- قالب الرواية الزمنية.
- قالب التصوير الشخصي.
تركز هذه القوالب الفنية علي العرض والبيان بنفس الدرجة التي تركز بها علي الإخبار

يؤدي ذلك إلي شعور القارئ بالحدث والإحساس بالمناخ والظروف المحيطة به وحركة الأشخاص وتفاعلهم في إطاره بالدرجة الأكبر

 لذلك نجد أن القصص الخبرية اليوم يمكن أن تنتهي بخاتمة بدلاً من الخروج منها بعد آخر معلومة فيها، ومع ذلك يظل التأكيد علي ضرورة أن تقدم هذه القوالب النقاط الأساسية في الحدث قائماً.

الطريقة والمفردات المستخدمة في نقل الحدث في هذه الحالة تلعب دور المثيرات التي تؤدي إلي استجابات معينة من جانب القارئ. 

تتحقق الاستجابات المرتبطة باستخدام مثيرات أو تعبيرات ومفردات لغوية معينة بصورة أعلي كلما ظهرت في سياقات خاصة لتكتسب دلالتها وقدرتها علي التأثير في قارئ المادة الصحفية

يتمثل أبرز هذه السياقات في توقيت الاستخدام وظروف المناخ العام المتعلقة بالحدث والقيمة الخاصة للمفردة لدي القارئ وما تحمله من مضامين.

الخاتمة:
من المعروف أن الحقائق والمعلومات ترتب في القصة الخبرية تنازلياً طبقاً لدرجة أهميتها، ويختلف الوضع في التحقيقات والتقارير المتعمقة وكذلك المقالات حيث تحتاج إلي خاتمة تعتمد علي الاستخلاص والتلخيص. 

وربما كانت إحدي مميزات الطرق الجديدة في بناء تفاصيل أو جسم القصة الخبرية أنها تمكن المحرر من إنهاء قصته نهاية واقعية بذكر آخر حلقة من حلقات الحدث.
يواجه المحرر مشكلة حقيقة في القوالب الأخرى التي تعتمد علي سرد تفاصيل الحدث مرتبة طبقاً لدرجة أهميتها حيث يصعب عليه أن يوجد خاتمة جيدة لها يرتبط نجاح أو إخفاق المحرر في ذلك بطبيعة الحدث ذاته.
من الطرق الجديدة التي يمكن أن تحل هذه المشكلة عند مواجهتها استخدام فقرة مقتبسة من تصريحات أحد المصادر في إنهاء القصة الخبرية.

تتنوع الأشكال الصحفية التى تعتمد عليها صحافة اليوم لتقوم بوظائفها فى حياة القارىء وتشمل هذه الوظائف مراقبة البيئة بمتابعة الأحداث المختلفة التي تقع فى سياقها وإعداد تقارير عنها توجه للقارىء وتفسير الأحداث بشرح دلالاتها وأسبابها وتوضيح نتائجها له والتوجيه لاتجاهات ومعتقدات وسلوكيات القراء والربط بين أفراد المجتمع الواحد بشكل يساعد على استقرار الأوضاع الاجتماعية ونقل القيم بشكل يساعد على خلق حالة من التوحد بين أفراد المجتمع والتسلية لإشباع القارىء إلى الترفيه .

وتستخدم الصحف العديد من الأشكال والفنون الصحفية لكى تحقق هذه الوظائف للقارىء وسنناقش أبرزها بالتفصيل فيما يلى:

أولاً – الأشكال الصحفية الخبرية 
والوظيفة الأساسية لهذه الأشكال هى متابعة الأحداث المختلفة التى تقع فى دائرة اهتمام القارىء داخل مجتمعه وخارجه وأحاطته علما بوقائعها وتفاصيلها . 

وتشمل هذه الأشكال القصة الخبرية والخبر القصير والأعمدة الخبرية . وتتفاوت هذه الأشكال فى حجم التفاصيل التى تقدمها للقارىء ، حيث تبدأ من الحد الأدنى لها داخل الأعمدة الخبرية ثم ترتفع فى الأخبار القصيرة ، وتبلغ أعلى حد لها داخل القصة الخبرية .

الأعمدة الخبرية
تلتقط الأعمدة الخبرية زوايا معينة من الأحداث ذات طابع مثير أو طريف أو عاجل لتعالج من إحدى زاويتين :
الزاوية الإنسانية بالتركيز على جانب الشهرة فى صانع الحدث أو الطابع الإنساني لقطة الحدث عموما .

زاوية التجهيل بمعنى عدم ذكر او تحديد اسم الشخص او المؤسسة او الدولة موضوع اللقطة الإخبارية بالاضافة بالطبع إلى عدم ذكر مصدر المعلومة الصحفية ، وتقدم للقارىء بحيث تصبح مادة للنميمة فى الجلسات الخاصة .
أصبحت الأعمدة الخبرية مادة صحفية أساسية داخل الصحف الخاصة التى تعتمد على معالجة صحفية تجنح إلى الإثارة و الخلط بين المعلومة والرأى بهدف جذب القارىء إلى القراءة وتسويق المادة الصحفية ، ويغلب على الأعمدة الصحفية المنشورة على صفحات هذه الجرائد مجموعة السمات السابقة .
اتجهت أيضا الصحف الحزبية منذ فترة مبكرة من صدورها إلى توظيف هذا الفن الخبرى فى إطار متابعة الأنشطة السياسية وأنشطة بعض مسئولى الدولة .

تتحفظ الصحف القومية فى توظيف هذا الفن الصحفى فى غير الأبواب الخفيفة وفى إطار المواد الصحفية الخفيفة مثل المواد الرياضية والمواد الفنية وذلك باستثناءات محدودة .

وقد يجمع اللقطات التى تشملها الأعمدة الخبرية خيط موضوعى واحد بمعنى أن ترتبط بموضوع واحد يضمها معاً ، ويختلف الوضع نوعاً ما داخل المجلات حيث من الممكن أن يضم العمود لقطات إخبارية متناثرة ، ويأخذ العمود الإخبارى فى العادة عنواناً واحداً يجمع بين موضوعات لقطاته.

الخبر القصير
يعنى الخبر القصير بعرض المعلومات المتعلقة بحدث معين بأقل مقدار من التفاصيل وذلك لأحد سببين 
1. انخفاض درجة أهمية الحدث بالنسبة للقارىء المستهدف
2. انخفاض القيمة الخبرية للحدث: فالمساحة التى يأخذها الخبر على الصفحة تتناسب طردياً مع القيمة الخبرية له . ونعنى بالقيمة الخبرية هنا حجم العناصر أو القيم الخبرية الموجودة فى الحدث والتى تؤهله للنشر .

القصة الخبرية
وهى من أكثر الفنون الخبرية انتشارا على صفحات الجرائد والمجلات ، والقصة الخبرية مثلها مثل الخبر القصير تحاول أن تقدم كافة المعلومات الأساسية المتعلقة بحدث أو واقعة معينة ولكن بأكبر قدر من التفاصيل لتشبع حاجة القارىء المهتم بالحدث إلى المعلومات ورغبته فى معرفة كل ما هو متاح حوله .

تعد القصص الخبرية أحد العوامل الأساسية التى تدعم الوضع التنافسى للصحيفة فى مواجهة الخدمة الخبرية عبر الإذاعة والتليفزيون فإذا كانت الأخبار الإذاعية والتليفزيونية تقدم المعلومة الخبرية بسرعة أثناء أو فور وقوع الحدث فإن القصص الخبرية تقدم المعلومة التفصيلية والمتعمقة حول الحدث وتشبع حاجة القارىء إلى المعلومات .

بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
مع تحيات فريق عمل مدونة مستر إعلام
هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع