مقدمة في مناهج البحث الاعلامي
المحاضرة الثالثة
أن البحوث الكيفية تعتمد على العديد من الأنظمة مثل النقد الأدبى والعلوم الإجتماعية ونظرية التحليل النفسى ، كما تعتمد أيضا على إدراك الباحث ومعرفته بالتقاليد الإجتماعية السائدة .
أ-
من زاوية المفهوم والهدف :
ماهية البحوث ( البحوث الكيفية )
أن البحوث الكيفية تعتمد على العديد من الأنظمة مثل النقد الأدبى والعلوم الإجتماعية ونظرية التحليل النفسى ، كما تعتمد أيضا على إدراك الباحث ومعرفته بالتقاليد الإجتماعية السائدة .
وهناك العديد
من الأسباب والمتغيرات المسئولة عن انتشار توظيف البحوث الكيفية ، لعل من أهمها أن
هذه البحوث تمكن الباحث من فهم الإستجابة بشكل أكبر مما لو استخدم البحوث الكمية ،
فمن خلال البحث الكيفى وبإستخدام أسلوب المقابلة يتمكن الباحث من التعرف على
الأمور التى تؤثر على سلوك الفرد وقراراته .
كذلك وفى
ذات الصدد يمكن القول أيضا أن البحوث الكيفية أقل تكلفة من البحوث الكمية علاوة
على توفير الوقت وسرعة الإنجاز.
أولا :عناصر الإختلاف بين البحوث الكمية والكيفية :
أ-
من زاوية المفهوم والهدف :
-
اختلاف مفهوم الحقيقة : فى البحوث الكمية تكون الحقيقة قابلة
للقياس الكمى ، أما فى البحوث الكيفية يكون مفهوم الحقيقة أو الواقع نسبى ويختلف
من باحث لآخر وفق شمولية النظرة والقدرات التحليلية .
-
اختلاف مفهوم الفرد : البحوث الكمية تنظر لأفراد على أساس وجود
تشابه بينهم وبالتالى يمكن حصرهم وتصنيفهم وهو أمر غير قائم فى البحوث الكيفية .
-
اختلاف الهدف : تهدف البحوث الكمية إلى الوصول إلى القوانين
والنظريات المفسرة للظواهر ، فى حين تستهدف البحوث الكيفية الوصول إلى تفسير محدد
لموقف محدد .
ب- من زاوية التنفيذ والعمل الميدانى :
-
دور الباحث : فى البحوث الكمية يعزل الباحث نفسه عن الظاهرة
المدروسة فى حين أن البحوث الكيفية تتضح فيها شخصية الباحث
-
التصميم : يتم قبل بدء الدراسة فى البحوث الميدانية ، أما فى
البحوث الكيفية فهو يتطور مع البحث وتقدمه وقابل للتغير والتحول .
-
مكان البحث : يمكن للدراسات الكمية أن يتم فيها عزل مجموعة من
المتغيرات ( ظروف المعمل ) فى حين أن الدراسات الكيفية تتم فى الميدان وفى الظروف العادية دون محاولة
للتدخل والتحكم فى المتغيرات .
-
أدوات القياس : يتم تدريب مجموعة باحثين على جمع البيانات من
قبل الباحثين وهو مالايتم فى الدراسات الكيفية حيث يكون الباحث ذاته هو بمثابة
أداة للقياس.
-
الوصول إلى النظرية : تهدف البحوث الكمية غالبا إلى إختبار
النظرية لتأكيدها أو نقضها ، أما الكيفية فهى تتوصل فى النهاية إلى النظرية .
ثانيا : مجالات تطبيق البحوث الكيفية :
1/ البحوث الكيفية واكتشاف الأفراد
تساعد
البحوث الكيفية على استثارة أفكار المبحوثين وتزويد الباحثين بخبرات قد تكون غير
متوقعة .
كما قد تساعد على تطوير أفكار جديدة لإستراتيجية
الإتصال والرسائل الإتصالية ، وهى أيضا تستخدم فى اكتشاف أفكار جديدة ورسائل جديدة
يمكن أن يدركها الجمهور المستهدف ، وتساعد على اكتشاف سلوكيات للأيتمكن الباحث من
اكتشافها دونها .
2/ البحث الكيفى كخطوة أولية فى تطوير الدراسة الكمية :
فهى تساعد
على تطوير الفروض وتحديد نوع المعلومات المطلوبة للدراسة الكمية ، وهى تساعد أيضا
فى صياغة دقيقة لصحيفة الإستقصاء، والتعرف على مشكلة الدراسة وبلورتها.
3/ كوسيلة مساعدة فى فهم نتائج الدراسة الكمية :
من خلال إعطاء إيضاحات وشروح لنتائج الدراسة
الكمية ، وفهم الأسباب المتعلقة بحدوث ظاهرة ما .
4/ كوسيلة لجمع البيانات الأولية :
يمكن
استخدام البحث الكيفى كإستراتيجية لجمع البيانات الأولية .
ثالثا : أساليب البحوث الكيفية
1/ الملاحظة الميدانية :
وهى ليست
تلك الملاحظة التى تحدث فى حياتنا اليومية ولكنها أسلوب علمى يتم التخطيط له ويمكن
مراجعة مانحصل عليه من بيانات عبرها للتأكد من صدقها وموضوعيتها .
والملاحظة
الميدانية الأسلوب الأول من أساليب البحوث الكيفية، وتتنوع أنواع الملاحظة حسب
مشاركة الباحث فى الظاهرة التى يدرسها كما يلى :
- الملاحظة المعلنة بدون مشاركة الباحث : حيث يعرف الباحث
المبحوثين بنفسه ويراقب مايقومون به من سلوك دون مشاركتهم .
- الملاحظة المعلنة مع مشاركة الباحث :تختلف عن سابقتها فى أن
الباحث يشترك مع المبحوثين وكأنه أحدهم .
- الملاحظة المستترة بدون مشاركة باحث : لايعرفه المبحوثون
ولايشترك معهم.
- الملاحظة المستترة بمشاركة الباحث : لايعرفه المبحوثون ويشارك
معهم فيما يقومون به .
مزايا الملاحظة الميدانية
- تمكن الباحث من تسجيل السلوك كما يحدث فى الواقع.
- كما أنها تكون بديلا لأدوات بحثية أخرى فى
الحالات الخاصة مثل أطفال لايجيدون التعبير عن مشاعرهم ووصف سلوكهم .
- كما تعد ذات قيمة مهمة فى مجال الدراسات
الإستطلاعية .
عيوب الملاحظة الميدانية :
- الملاحظة تحد من حرية الباحث فى توقيت إجراء الدراسة إذ يرتبط
بزمن وقوع الظاهرة التى يتم ملاحظتها .
- إمكانية حدوث تحيز سواء من تحيزات الباحث الخاصة
أو من شعور المبحوثين أنهم خاضعون للملاحظة .
وتتم
الملاحظة عبر ست خطوات متتالية ، تبدأ من اختيار مكان الملاحظة ، ثم يليها الوصول
إلى مكان الملاحظة، ثم الخطوة المهمة المتعلقة بإختيار العينة ومواصفاتها ويلاحظ
هنا أن أغلب الملاحظات الميدانية تتأسس على عينة غرضية ، أما الخطوة الرابعة فهى
عملية جمع البيانات من الميدان فيما يتعلق بالظاهرة المدروسة ، ثم الخطوة الخامسة
والمتعلقة بتحليل البيانات والتى غالبا مايعتمد الباحثون على أداة تحليل المضمون
فى مجال تحليل البيانات ، ثم تأتى الخطوة السادسة والمتعلقة بإنهاء الملاحظة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق