11‏/12‏/2016
الأحد, ديسمبر 11, 2016

الجزء الثاني من المحاضرة الخامسة لمادة موضوع خاص في الإذاعة: الإعلام ومكافحة انتشار المخدرات للدكتور أيمن منصور

موضوع خاص في الإذاعة
المحاضرة الخامسة ( الجزء الثاني )
د. أيمن منصور

الإعلام ومكافحة انتشار المخدرات

أولاً: أبعاد مشكلة انتشار المخدرات فى المجتمع المصرى


حجم مشكلة انتشار المخدرات فى مصر:
تعد مشكلة المخدرات مشكلة مركبة متعددة المكونات، فلاهى طبية بحتة، ولا هى نفسية خالصة، ولا هى مشكلة اجتماعية من أولها إلى آخرها، ولا هى أمنية فقط، ولا قانونية فحسب، ولا اقتصادية تماما، ولا أخلاقية تربوية من أولها إلى آخرها، بل هى كل هذا وأكثر من هذا، لذلك لا يمكن عقلا ولا واقعا أن يتصدى تخصص واحد لاحتوائها أو التغلب عليها بل لابد من تعاون الجميع.

وتشير التقارير والدراسات إلى استفحال خطر مشكلة انتشار المخدرات فى مصر يوماً بعد يوم، خاصة بعد اكتشاف الخبراء أن أى استراتيجية تقوم على الضبط فقط لمكافحة المخدرات هى استراتيجية فاشلة،لأن المخدرات سلعة تخضع لقانون العرض و الطلب، فإذا حدث نقص فى المعروض ارتفع السعر، كما اتضح أن المخدرات ليست نوعاً واحداً، فإذا تم القضاء على مخدر.. ظهر آخر، والحل كما يرى كثير من الخبراء يكمن في التطعيم الوقائى، أى بخـفض الطـلب، أو السيطرة على المدمن منذ البداية.


وتشير التقديرات إلى أن حجم إهدار الأموال بسبب تعاطى وإدمان المخدرات فى مصر خلال عشر سنوات (1991-2000) بلغ 187 مليار جنيه، غير الخسائر الاجتماعية المدمرة لشباب مصر. وتعدى الإنفاق على المخدرات فى بعض السنوات خلال الفترة المذكورة إجمالى قيمة الإدخار المحلى مرة ونصف.

كما يتزايد عدد القضايا فى مجال مكافحة انتشار المخدرات بشكل ملحوظ، ففى عام 1992 كان عدد قضايا المخدرات 12792، ووصل عدد المتهمين فى هذه القضايا إلى 14134 متهماً. وفى عام 2000 وصل عدد القضايا المضبوطة حوالى 27898 قضية ‘ أتهم فيها حوالى 30 ألف متهماً. مما يعكس الزيادة الملحوظة على مستوى عدد القضايا و المتهمين، وهو مايؤكد خطورة مشكلة المخدرات، وتفاقمها يوماً بعد يوم.

وتشير الإحصائيات
إلى تزايد حجم الإنفاق علي المخدرات بشكل يدعو إلى الصدمة، ففي عام 91-92 صرفت مصر حوالى مليارين من الجنيهات على المخدرات، وتضاعف حجم الإنفاق إلى 24 ملياراً عام 1993، وواصل ارتفاعه ليصل إلى 37 مليارا عام 1994، ثم هبط إلى 18 ملياراً عام 1995، وقفز مرة أخرى ليصل إلى 40ملياراً عام 1996، نظراً لضبط أكبر كمية من المخدرات في هذا العام، ثم واصل هبوطه ليصل إلى ثمانية مليارات عام 1998، و21 ملياراً عام 99، و16 ملياراً عام 2000.

وبناءاً علي سلسلة البيانات من الإنفاق علي شراء المخدرات في سوق الإتجار الغير مشروعة أمكن تقدير الإنفاق علي المخدرات خلال السنوات العشر التالية، حيث قدر حجم الإنفاق على شراء المخدرات عام 2001 ب32.7 مليار جنيه، و24.6 مليار جنيه عام 2002، و25.5 مليار عام 2003, و26.4 مليار عام 2004, و27.3 مليار عام 2005، و28.2 مليار جنيه عام 2006، و29 مليار جنيه عام 2007، و30مليار جنيه عام 2008، و30.9 مليار جنيه عام 2009، كما يصل إلى 31.8 مليار جنيه عام 2010, وذلك بافتراض بقاء الظروف على ماهى عليه من أساليب المكافحة، وطرق الضبط، وطبيعة المستهلكين وعاداتهم، وقد تقل أو تزيد هذه المبالغ وفقاً للظروف المحيطة.

ومهما يكن من أمر، فإن حجم الإنفاق علي المخدرات يعد مبالغ طائلة كان من الممكن استثمارها في مجال التنمية.

وتشير التقارير الخاصة بإدارة مكافحة المخدرات في مصر إلى الزيادة المستمرة في انتشار المخدرات، كما تؤكد أيضاً الارتفاع المتزايد في نسب وأعداد الذين تم ضبطهم سواء في جرائم الاتجار أو التعاطى بالرغم من أن الإحصائيات تشير إلى ازدياد نسبة الضبط من المواد المخدرة.

كما تشير التقارير أيضا إلى تزايد حالات الوفاة بين المدمنين، فنسبة كبيرة من متعاطى المخدرات ينتهى بهم الأمر إلى السجون، أو مستشفيات الأمراض العقلية، أو الوفاة، حيث وجد أنه خلال خمس سنوات من تعاطى الهيروين (مثلاً) يتزايد معدل الوفاة ليتراوح بين 10إلى 15%.

كما أظهرت إحدى الدراسات تزايد معدلات انتشار الإدمان بين المرضى المترددين علي مراكز السموم، حيث أكدت النتائج الإمبريقية أن نسبة 46% من المترددين على وحدة الرعاية المركزة بمركز علاج السموم بجامعة عين شمس من مرضى المخدرات، وأن نسبة 5% قد توفت بالفعل.

كما تشير التقارير الصادرة عن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية إلى وجود تحول في مواد الإدمان ذاتها، حيث يتحول الجمهور من استخدام المواد التقليدية للإدمان كالحشيش والأفيون إلى المواد الصلبة والسائلة والتخليقية، وقد أدى ذلك إلى زيادة سريعة في معدلات انتشار ظاهرة المخدرات.

وتشير بعض الدراسات و البحوث العلمية التى أجريت على عينات مختلفة وخاصة بين الشباب إلى أن معدل انتشار المخدرات بين طلاب المرحلة الثانوية يتراوح بين 5% -6%.

وتشير دراسات أخرى إلى أن هذا المعدل يرتفع ليصل إلى 10% بين طلاب الجامعات، وتتركز نسب الانتشار المرتفعة بين الطلاب الذكور.

كما تشير نتائج دراسة أخرى أجريت على عينة من المصانع فى مجالات مختلفة إلى أن نسبة تعاطى المخدرات بين عمال المصانع فى عينة الدراسة البالغ حجمها 5108 عاملاً تصل إلى 13% تقريباً.

وفى ضوء الانفتاح الثقافى والإعلامى فى عصر السماوات المفتوحة، وعصر تكنولوجيا الاتصال والمعلومات إضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التى يمر بها المجتمع فى الآونة الأخيرة، يتوقع ارتفاع النسب السابقة إلى مستويات تجعل من انتشار المخدرات بين شباب مصر مشكلة تهدد ثروة مصر البشرية والاقتصادية.

الخصائص الديموجرافية للمتعاطين :
- تعد الفئة العمرية ( 18-40 ) هى الأكثر تعاطياً للمخدرات.
- ينتمى المتعاطون إلى مستويات اقتصادية واجتماعية مختلفة.
- الذكور أكثر تعاطياً للمخدرات مقارنة بالإناث.
- تنتشر ظاهرة تعاطى المخدرات بين المستويات التعليمية المختلفة.
- تعاطى المخدرات أكثر انتشاراً فى المدن مقارنة بالقرى.
- يتوزع المتعاطون للمخدرات على أسر ذات أحجام مختلفة.
- يتركز انتشار تعاطى المخدرات وإدمانها فى القرى الريفية بين شباب الحرفيين وأبناء الأثرياء، فى حين ينتشر فى المدينة بين مختلف الطبقات الاجتماعية و المهنية والعمرية.

 دوافع تعاطى المخدرات:تتعدد دوافع تعاطى المخدرات وإدمانها، ويمكن إجمالها فى النقاط الآتية:
دوافع نفسية وتشمل :
- التعرض للأزمات والمشكلات والهزات الانفعالية.
- التوتر وعدم التوازن النفسى.
- محاولة الهروب من الواقع.

دوافع اجتماعية وتشمل :
- الشعور بالضياع وفقدان الأمل.
- الفشل الدراسى في التعليم.
- ضعف الشعور بقيمة الفرد وأهميتة في المجتمع.
- الشائعات المنتشرة حول المخدرات مثل دورها في إحداث السرور والراحة وتهدئة الأعصاب ونسيان الهموم.
- افتقاد القدوة الحسنة.
- وجود تجارب سابقة فى التعاطى داخل الأسرة.

دوافع ذات طابع دينى وتشمل :
- ضعف الوازع الدينى.
- فصل الدين عن الحياة.

دوافع اقتصادية وتشمل :
- كثرة الأموال في يد بعض الشباب.

دوافع إعلامية وثقافية وتشمل :
- الانفتاح الإعلامى والثقافى على الثقافات الأخرى ، والتعرض للمضامين الإعلامية التي قد تشجع على قيم سلبية وغريبة على المجتمع.

الآثار المترتبة على تعاطى وإدمان المخدرات:
- الإضرار الصحى للمتعاطين والمدمنين على المستوى العقلى والنفسى.
- التأثير السلبى على وظائف الغدة النخامية والتناسلية.
- التأثير السلبى المرتبط بالتركيب الهرمونى المؤثر على الوظائف الجنسية.
- التأثير السلبى الملحوظ على مستوى هرمون الغدة الدرقية.إَضافة إلى الأضرار الصحية والبيولوجية السابقة، فإن هناك أضراراً وخيمة على المستوى الاجتماعى والاقتصادى يتسبب فيها تعاطى وإدمان المخدرات لعل أهمها:
- التفكك والانهيار الأسرى.
- عزلة المتعاطى والمدمن عن المجتمع.
- التجاء المتعاطى والمدمن إلى الأساليب غير المشروعة (ارتكاب الجريمة) من أجل توفير المال اللازم لعملية التعاطى والإدمان.
- تحول المتعاطى والمدمن إلى إنسان غير مسئول فى سلوكياته وتصرفاته.
- تحول المتعاطى والمدمن إلى إنسان كسول ومهمل فى عمله.
- إهدار جزء كبير من الموارد الاقتصادية للدولة، وضياع دخول الأفراد فى التعاطى والإدمان للمخدرات.

ثانياً: كيفية مواجهة مشكلة انتشار المخدرات:
- على المستوى القانونى: ضرورة تشديد العقوبة على تجار المخدرات، ويرتبط ذلك بسرعة الفصل فى قضايا الاتجار فى مجال المخدرات.

- على المستوى الأمنى: ضرورة زيادة حملات إدارة مكافحة المخدرات على منافذ الجلب والتوزيع. وإمداد الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بكل الإمكانيات الفنية والتكنولوجية والبشرية التى تمكنها من القيام بأدوارها بنجاح.

- على المستوى الدينى: ضرورة نشر التوعية الدينية وإيضاح رأى الدين فى هذه المشكلة، وذلك فى دور العبادة وأماكن التجمعات وعبر وسائل الاتصال بالجمهور.

- على المستوى الإعلامى والتعليمى والثقافى:
نشر الوعى العلمى بين أفراد المجتمع بأبعاد هذه المشكلة، وتوعية الأفراد بدوافع التعاطى والإدمان، والأعراض التى تظهر على الفرد المدمن، وكيفية التصرف مع المريض، والتعريف بجهات العلاج المختلفة، وكيفية قيام الأسرة بالرقابة على أبنائها والحفاظ عليهم.

- على المستوى الأسرى : ضرورة قيام الأسرة المصرية بواجباتها نحو أبنائها، ولاسيما فى مثل هذه المشكلة الخطيرة التى يمكن أن تسهم سلباً فى تدمير أبناء الأسرة.

- على المستوى الشبابى والرياضى : ضرورة تنفيذ خطة طموحة تسهم بشكل جدى في تفريغ طاقات الشباب فيما هو مفيد، وشغل أوقات فراغ الشباب بالشئ الصحى والسليم، فأوقات الفراغ لدى نسب عريضة من الشباب خاصة مع رفقاء السوء يمكن أن تزيد من حدة هذه المشكلة.

- على المستوى النفسى : ضرورة توفير العلاج النفسى السليم للمتعاطى والمدمن، والذى لا يمكنه فقط من الشفاء، ولكن يعيده مرة أخرى إلى المجتمع، ويعيد إليه الثقة بذاته وفى المجتمع المحيط به.

وفي مجال تقييم الأداء الإعلامى الخاص بمكافحة المخدرات، يمكن الاسترشاد بنتائج الدراسات التى أجريت على عينات الجمهور العام أو الجمهور الخاص، أو تلك التى أجريت على عينة من نزلاء السجن بسبب تعاطى المخدرات، إضافة إلى ذلك الاسترشاد بوجهة النظر العلمية في مراجعة وتنفيد الأداء الإعلامى الخاص بهذه المشكلة، للوقوف على مدى مراعاة القواعد والأسس العلمية فى الرسالة الإعلامية الخاصة بمكافحة المخدرات.

ونخلص من تقييم الجمهور العام، وكذلك من خبرة عينة من المتعاطين والمدمنين إلى عدة نتائج مهمة تشمل:
- الاتصال المباشر دور كبير فى تعريف المتعاطين والمدمنين بالمخدرات قبل الوقوع فى براثن هذه المشكلة.
- هناك اختلاف فى آراء المبحوثين حول حدود مصداقية الدراما التليفزيونية فى تصويرها لمشكلة انتشار المخدرات فى أبعادها المختلفة ؛ فالبعض يراها تحاكى الواقع، والبعض يراها لا تحاكى الواقع.

- تختلف آراء المبحوثين حول تأثير الدراما التليفزيونية فى مكافحة انتشار المخدرات، فالبعض يراها تحبب الجمهور فيها، و البعض الآخر يراها تنفر الجمهور منها.

- يحتل التليفزيون المرتبة الأولى لدى الجمهور العام فى الحصول على المعلومات التى تتصل بالمخدرات من خلال البرامج والدراما.

 التقييم العلمى لأداء الإعلام فى مكافحة انتشار المخدرات :
- يرجع اهتمام الإعلام المصرى (الإذاعة والتليفزيون) بمكافحة المخدرات إلى بداية التسعينيات (1991).

- يخصص الإعلام الإذاعي و التليفزيونى فى مصر برامج ثابتة على خريطة البث الإذاعى والتليفزيونى تهتم بشكل أساسى بمعالجة هذه المشكلة فى أبعادها المختلفة.

- يتوزع اهتمام الإعلام الإذاعى والتليفزيونى فى معالجة هذه المشكلة على محطاته الإذاعية وقنواته التليفزيونية المختلفة، وهو مايعنى اتساع مساحة الجمهور المستهدف من هذه المشكلة، واتساع الرقعة الجغرافية التى تغطيها هذه البرامج.

- اختلاف مواعيد بث البرامج التى تهتم بمعالجة هذه المشكلة على المحطات والقنوات المختلفة، وهو مايحقق اتساع الجمهور المستهدف من هذه البرامج، وتعظيم الاستفادة منها.

وفى مقابل ماسبق، يمكن رصد بعض المآخذ على أداء الإعلام الإذاعى والتليفزيونى فى مجال مكافحة انتشار المخدرات،ونلخصها فى النقاط الآتية :
- الإعداد الضعيف فى البرامج الإذاعية والتليفزيونية التى تتناول هذه المشكلة.

- افتقاد الإخراج التليفزيونى فى بعض البرامج لفن توظيف الصورة التليفزيونية بشكل جيد، والاعتماد أكثر على الكلمة المسموعة، رغم دلالة وخطورة الصورة فى معالجة المشكلة.

- افتقاد بعض البرامج للتنوع فى الأشكال والقوالب الفنية، فالنمط الغالب على معظم البرامج يتركز فى البرامج الحوارية والتحقيقات.

- النمطية فى أداء بعض مقدمى البرامج، وبطء إيقاع التقديم، والمط والتطويل الزائد عن الحد، والذى قد يؤدى إلى الملل من جانب جمهور المشاهدين.

- عدم الانتظام فى تقديم الحملات الإعلامية ذات الصلة بهذه المشكلة فى مواعيد ثابتة، وتأرجح مواعيد تقديمها وفقاً لظروف خريطة الإرسال.
- افتقاد عنصر التفاعل مع الجمهور في بعض هذه البرامج رغم أهمية تفاعل الجمهور فى هذه البرامج لتحقيق أهدافها وربط الجماهير بها.

- تكرار الاستعانة ببعض الضيوف ( المتخصصين ) في هذه البرامج، وعدم الجدية في تقديم وجوه جديدة تستطيع أن تسهم بشكل إيجابى فى تنمية وعى الجماهير بأبعاد هذه المشكلة.

- ضعف درجة التنوع فى مداخل الإقناع المستخدمة .

هناك بعض المشاهد الدرامية التى تقدم ضمن أعمال درامية يمكن أن تؤثر بالسلب في اتجاهات الجمهور نحو المخدرات، فتقديم مشاهد السعادة التي تلازم المتعاطين أمر يمكن أن يدفع الأفراد ذوى الاستعداد المسبق إلى الوقوع في براثن هذا الخطر.

وتخلص الدراسات أيضاً إلى أن المعالجة الدرامية تركز على عالم تجارة المخدرات أكثر من تركيزها على تعاطى المواد المخدرة وإدمانها، وركزت هذه الأفلام على دوافع الاتجار في المخدرات، وما تسببه هذه التجارة غير المشروعة من وقوع في جرائم أخرى مثل القتل والسرقة والاغتصاب وغيرها.

كما انتهت الدراسات ذات الصلة بتحليل المعالجة الدرامية لمشكلة المخدرات إلى أن حجم الاهتمام بهذه المشكلة لايزال متواضعاً في الفترة الأخيرة، وتحتاج هذه القضية مزيداً من الاهتمام على مستوى الأفلام وغيرها من المواد الدرامية، مع العمق في المعالجة الدرامية، لواقع وأبعاد هذه القضية وإبراز المخاطر الاجتماعية والنفسية والصحية والاقتصادية المترتبة عليها.

وعلي المستوى الأكاديمى، فالصورة لا تختلف كثيراً عن ضعف اهتمام الإعلام والدراما في معالجة مشكلة المخدرات، حيث يبدو ضعف الاهتمام الأكاديمى الإعلامى بدراسة علاقة الإعلام بظاهرة المخدرات في مصر، حيث ضعف اهتمام الدراسات الإعلامية والمؤتمرات العلمية بدراسة هذه الظاهرة.

ثالثاًً: رؤية مستقبلية لتطوير أداء الإعلام المعاصر في مجال مكافحة انتشار المخدرات :
يرتبط تطوير أداء الإعلام المصرى المعاصر فى مجال مكافحة انتشار المخدرات بعدد من السياسات يمكن عرضها في النقاط الآتية :
حتمية التنسيق مع كافة الجهات المعنية بمجال مكافحة انتشار المخدرات
يستهدف ذلك توحيد الجهود والأنشطة المبذولة، وتنسيق بين الأدوار المختلفة لكل منها، ويتولى الإعلام حينئذ دوره في التعريف بأنشطة هذه الوزارات والأجهزة المعنية، إضافة إلى إثراء رسالتة الإعلامية بالأبعاد المختلفة للمشكلة، بما ينطوى عليه ذلك من تقديم رسالة متكاملة الأبعاد تجارى ما يحدث على أرض الواقع في المجتمع.

ضرورة تجديد الخطاب الدينى حول انتشار المخدرات ووسائل الإعلام :
- زيادة الاهتمام بمشكلة المخدرات في البرامج الدينية.
- تجديد الخطاب الدينى بشأن المخدرات في وسائل الإعلام.
- تقديم هذه النوعية من البرامج في أوقات الذروة والمشاهدة المرتفعة.
- الاعتماد علي الدعاة ورجال الدين المحبوبين لدى الشباب.
- الحرص علي تفاعل الجمهور مع هذه البرامج.

 ضرورة التنويع في المضامين التى تتناول مكافحة انتشار المخدرات:
- التأثيرات السلبية لتعاطى وإدمان المخدرات علي الفرد والأسرة والمجتمع.
- التعريف بأنواع العقاقير الطبيعية والمصنعة التى تؤدى إلى الإدمان.
- التعريف بمراكز العلاج الطبى والنفسى.
- رأى الدين في إدمان وتعاطى المخدرات.
- توجيه طاقات الشباب إلى العمل التنموى.
- موقف القانون من الإتجار في المخدرات وإدمانها.
- الحث علي المشاركة في قوافل التوعية بخطر المخدرات.
- تبصير الأسر بدوافع التعاطى والإدمان.
- تبصير الأسرة بأعراض التعاطى والإدمان.
- الدقة في تحقيق أهداف كل دورة إذاعية وتليفزيونية فيما يتصل بمعالجة هذه المشكلة بأبعادها المختلفة.

التحديد الدقيق للجمهور المستهدف من الرسالة الإعلامية، والتعرف على خصائصه المختلفة وطرق إقناعه:
- التنويع في مداخل الإقناع المستخدمة.
- الإعداد العلمى السليم والوافى لأبعاد المشكلة.
- الجرأة في المعالجة والتقديم والخروج عن النمطية في الأداء.
- التوظيف الجيد لعناصر الصورة التليفزيونية في الإخراج.
- تفعيل عنصر الاتصال والتفاعل مع الجمهور في البرامج.
- اختيار المتخصصين الملائمين في هذه البرامج.

 التأهيل الجيد للقائمين بالاتصال فى البرامج الإذاعية والتليفزيونية المهتمة بمكافحة انتشار المخدرات ( الإعداد – التقديم – الإخراج )
- تنمية الخلفية الثقافية والمعرفية بمجال المخدرات.
- تنمية مهارات الإعداد الجيد والتقديم والإخراج الجيد.
- تنمية مهارات الإقناع والحوار والتفاوض.

 توظيف الحملات الإعلامية في التوعية بمخاطر المخدرات :

- تحديد أهداف حملات التوعية بمخاطر المخدرات.
- تحديد كافة الفئات الجماهيرية المستهدفة من حملات التوعية بمخاطر المخدرات، مع تحليل خصائصها المختلفة علي المستوى الاقتصادى والاجتماعى، لمعرفة كيفية مخاطبة كل فئة من هذه الفئات، والدوافع المختلفة التى تدفع كل منها إلى تعاطى وإدمان المخدرات اختيار وسيلة الاتصال المثلى لمخاطبتها.

- تحديد وسائل الاتصال الجماهيرية والمباشرة التى تلائم مخاطبة كافة الفئات الجماهيرية المستهدفة، وجدولة هذه الوسائل على أساس علمى في المراحل الزمنية المختلفة للحملة الإعلامية.

 تحديد الرسائل الإعلامية التى تتضمنها الحملة الإعلامية من بين الرسائل الآتية:
- دوافع الإدمان علي المستوى النفسى والاجتماعى والاقتصادى.
- أعراض الإدمان.
- آثار الإدمان علي الصحة.
- الآثار الاجتماعية والاقتصادية للإدمان.
- رأى الدين والشريعة في الإدمان.
- موقف القانون من الإدمان.
- كيفية تتعامل الأسرة مع الإدمان.
- اختيار الأشكال والقوالب الفنية الملائمة لتقديم الحملة الإعلامية علي مستوى الاتصال الجماهيري.
- اختيار الأشكال والقوالب الفنية الملائمة علي مستوى الاتصال المباشر ذات التأثير الواسع علي الجماهير.
- تعدد مداخل الإقناع المستخدمة في حملات التوعية بأضرار المخدرات، كالاعتماد علي المداخل المنطقية، إضافة إلى المداخل العاطفية التى تشمل الترغيب والترهيب.
- اختيار أنسب الأوقات لتنفيذ حملات التوعية بمخاطر المخدرات، وفقاً للأوقات المناسبة لفئات الجمهور المستهدف من هذه الحملات، وكذلك تحديد الميزانية الملائمة للتنفيذ.
- الإنتاج الإعلامى لكافة رسائل الحملة، مع إخضاعها للاختبار القبلي قبل عرضها علي الجمهور، لمعرفة مدى تقبل الجمهور لهذه الرسائل, وكذلك استيعابه الكامل لها.
- عرض رسائل الحملة بوسائل الاتصال كما خطط لها، ومتابعة العرض، وتلافي أية أخطاء قد تحدث أثناء عرض الحملة.
- تقييم أثر الحملة علي معارف واتجاهات وسلوكيات الجمهور بشأن انتشار المخدرات.
- الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات الحديثة فى التوعية بمخاطر المخدرات.
- توظيف تكنولوجيا الاتصالات الحديثة لخدمة المعالجة الإذاعية والتليفزيونية.

 اتباع الأسلوب العلمى في تقييم المضامين الإعلامية التي تعالج مشكلة المخدرات :
ينبغى اتباع الأسلوب العلمى في تقييم تأثير البرامج الإذاعية والتليفزيونية والمضامين الدرامية والحملات الإعلامية على الجمهور، وذلك من خلال دراسات رجع الصدى بعد كل دورة إذاعية بالتطبيق على عينات صغيرة من الجمهور العام، بحيث نتمكن من معرفة طبيعة تأثير هذه المضامين علي الجمهور، وبالتالى معرفة نقاط القوة والضعف لمراعاتها فى الدورات الإذاعية التالية.

 المشاركة الجماهيرية في تطوير المضامين الإعلامية الخاصة بالمخدرات:
توسيع نطاق المشاركة الجماهيرية في تحسين وتطوير البرامج الإعلامية المهتمة بمكافحة انتشار المخدرات، مثل أفكارهم واقتراحاتهم، وتقديم الإنتاج الفنى المتميز للهواه، وتقديم التجارب الذاتية لبعض الأفراد من تلقـاء أنفسهـم والاعتماد على المسابقات في اختيار الأفكار المتميزة والأعمال الفنية والروائية التي تعالج المشكلة، إضافة إلى توافر عنصر التفاعل والاتصال بالجمهور فى هذه النوعية من البرامج.

 دعم الجهود الإعلامية بجهود الاتصال المباشر للتوعية بمخاطر المخدرات :
- قوافل التوعية المتحركة التى تضم رجال الدين وأساتذة العلوم الاجتماعية والنفسية والصحية، والتى يمكن أن تجوب المحافظات، في إطار الجهود التطوعية للحد من مخاطر هذه المشكلة.

- تفعيل دور مراكز الإعلام الداخلى بهيئة الاستعلامات والمنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، من خلال تأهيل القائمين علي هذه المراكز في مجال التوعية بمخاطر المخدرات.

- تفعيل دور مراكز الشباب علي مستوى الجمهورية، في إطار برامجها التى تعقد خصيصاً للتوعية بقضايا المجتمع، ويمكنها الاستفادة من الخبرات الموجودة داخل كل محافظة للتوعية بمخاطر المخدرات.

- تفعيل دور المدارس بوزارة التربية والتعليم في تنمية وعى الطلاب بالمراحل الثانوية بمخاطر تعاطى وإدمان المخدرات.

- تفعيل دور الجامعات المركزية والإقليمية علي مستوى الجمهورية، من خلال إعداد أساليب التوعية بمخاطر المخدرات، وتشكيل جمعيات التوعية بمخاطر المخدرات، وإعداد الندوات والمؤتمرات حول هذه المشكلة ومخاطرها.

- تفعيل دور الجامعات الخاصة، وتشكيل الجمعيات الطلابية بها، لتنمية الوعى بمخاطر المخدرات.

- تفعيل الدور الذي تقوم به دور العبادة بالمساجد والكنائس في تنمية الوعى بمخاطر المخدرات وآثارها السلبية على بناء الفرد والمجتمع.

- تفعيل الدور الذى تقوم به دور الرعاية الاجتماعية في تنمية الوعى بمخاطر المخدرات.

- توظيف التجمعات الجماهيرية في النوادى والمصايف والتجمعات العمالية والطلابية في خدمة التوعية بمخاطر المخدرات.


بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
مع تحيات فريق عمل مدونة مستر إعلام

هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع