19‏/12‏/2016
الاثنين, ديسمبر 19, 2016

موضوع خاص في الإذاعة - المحاضرة الثالثة: تخطيط البرامج الإذاعية للدكتورة سامية أحمد علي

موضوع خاص في الإذاعة
المحاضرة الثالثة
للدكتورة سامية أحمد علي

تخطيط البرامج الإذاعية (راديو وتليفزيون)







على الرغم من تداخل الإجراءات المتعلقة بخطة البرامج إلا أنها تنتظم في مراحل أساسية تشمل:-

1- صياغة السياسة البرامجية :وهى عبارة عن الخطوط أو المبادئ العامة التي يُسترشد بها في وضع القرارات المتعلقة بالبرامج والمواد التي ستقدم, والقواعد التي تم وضعها للاستناد عليها فيما سوف يقدم, ويتوقف ذلك على أساس هوية الوسيلة ومعرفة جيدة بالمجتمع المستهدف, والمتغيرات التي يجب أن توضع في الاعتبار عند صياغة البرامج من حيث الشكل والمحتوى والأسلوب ووقت البث, وتختلف خطة أو سياسة البرامج تبعا لاختلاف ثقافة واحتياجات كل مجتمع, ونوع الوسيلة.

ومن العوامل التي تؤثر في السياسة البرامجية:
الإمكانات المالية(التمويل):
من الصعب صياغة سياسة برامجية طموحة إذا كانت الإمكانات المالية محدودة أو يواجهها صعوبات, فهي تؤثر في كمية ونوعية البرامج التي سوف تنتج, وكذلك في نوعية التكنولوجيا التي سوف تستخدم في الإنتاج, وكذلك مهارات الكوادر البشرية التي ستتولى عملية الإنتاج.

 المسئولية الإعلامية:
ويقصد بها التزام الوسيلة (راديو وتلفزيون) أمام الجمهور والمجتمع والدولة, فسياسة المحطة أو القناة تتأثر بمفهوم المسئولية ومستواه عمقا أو شكلا فقط, وللكيفية التي ستنتشر بها المضامين وهذا يتعلق بفلسفة الوسيلة وما وضعته من ضوابط, وكذلك مدى تمسك الوسيلة بمبدأ خدمة المجتمع.

 الطابع الخاص للوسيلة :
ويقصد "هل الوسيلة تستهدف بث مضمون يغلب عليه ويستهدف المضمون الديني أم خدمي أم إخباري أم ترفيهي,,,, وهكذا", وبناء على طابع الوسيلة يتحدد المحتوى الذي سوف يقدم .

متطلبات الجمهور:
كل وسيلة تستهدف جمهور معين سواء عام أو خاص, ولكل جمهور احتياجاته وخصائصه, ولما كانت كل وسيلة هدفها جذب أكبر عدد من الجماهير فلابد من بث البرامج التي تتوافق مع أذواقهم وتلبى احتياجاتهم و تتناسب مع ثقافاتهم . و للتعرف على تلك الاحتياجات وعلى خصائص الجمهور لابد من الاعتماد على الأبحاث العلمية وعقد لقاءات مع قادة الرأي لما لها من تأثير, وتحليل رسائل الجمهور ورصد المشكلات المؤثرة عليهم ومحاولة التعرف على احتياجاتهم الفعلية والعمل على إشباعها عند صياغة السياسة البرامجية.

مع الأخذ في الاعتبار معايير الذوق والعادات والتقاليد وكل ما له علاقة بمسئولية الوسيلة وخطورة الإعلام.

البيئة السياسية:
كثير من المواد التي تطرحها المضامين الإذاعية(راديو و تليفزيون) ذات حساسية من منظور السياسة حتى وان كانت مضامين غير سياسية, وهناك بعض ما هو مسموح وما هو محظور لاعتبارات متعددة سياسية, وعلى الرغم من الحرية الإعلامية التي فرضتها العولمة وانتشار الفضائيات إلا انه في الكثير من دول العالم لازالت الإذاعة من أكثر الوسائل الجماهيرية التي تضعها الدول تحت السيطرة بدرجات متفاوتة مما ينعكس على المضامين المطروحة.

البيئة الإعلامية:
ويقصد بالبيئة الإعلامية الموارد التي تشكل الرسائل وتشمل وكالات الأنباء والصحف وشركات الإنتاج وصناعة الإعلان ومؤسسات التدريب الإعلامي والكوادر الإعلامية....وهكذا, فسياسة برامجية لقناة أو محطة تعمل في بيئة إعلامية تتسم بالتنوع والثراء سوف تختلف بالتأكيد عن أخرى تعمل في بيئة فقيرة, لأن الأولى توفر المضامين المختلفة بتنوعها وقوتها ومدى صدقها, وهناك بعض المحطات أو القنوات تواجه صعوبة في بداية البث لمجرد ملء خريطة إرسالها.


2- تحديد أهداف الخطة:
على ضوء تحديد أهداف الخطة سوف يتقرر المحتوى الذي سوف يقدم للجمهور, فإذا حددت الأهداف بوضوح أصبح من السهل وضع الخطة البرامجية المناسبة وتنفيذها في ظل أنشطة متكاملة ونظام دقيق للمتابعة والتقييم وتضافر الجهود لتحقيق الأهداف والتغلب على العقبات.

وقد سبق الإشارة إلى أن خطة البرامج تنبثق من الوضع القائم في المجتمع كما توضحه الحقائق والمعلومات التي تم تجميعها على أسس علمية مما يمكن المخططين من رسم صورة ذهنية للوضع الأفضل المرغوب الوصول إليه, وعلى هذا الأساس يتم تحديد الأهداف وهى التي تضع القائم بالاتصال على الطريق الواضح والمباشر لتحقيق الهدف من الرسالة, مع الاهتمام بالتأثير على و ردود الفعل(رجع الصدى) من جانب الجمهور, وما إذا كانت تتفق مع الأهداف المنشودة أم لا؟ وما هي الايجابيات والسلبيات وكيفية التأكيد على الايجابيات والقضاء على السلبيات, وبالتأكيد لن يتم هذا إلا من خلال البحوث العلمية المستمرة للتواصل المباشر مع الجماهير.

أهم الشروط الواجب توافرها في وضع أهداف الخطة البرامجية:
- أهمية تحقيق الأهداف في حدود الإمكانات المتاحة والفترة الزمنية المحدودة .

- أن تكون الأهداف نابعة من الواقع الحقيقي للجمهور المستهدف وان تستهدف واقع أفضل للجماهير .

- أن تكون الأهداف بسيطة وليست مركبة, فإذا كان الهدف يتضمن مجموعة من الأهداف يجب تجزئته إلى أهداف فرعية محددة موضحا فيه المراحل الزمنية وأنشطة تحقيق كل هدف.

- التمييز بين الأهداف المحددة والأغراض السياسية, فالأغراض هي الوظائف العامة للاتصال , أما الأهداف فهي تتم في إطار وظائف الاتصال, وبهذا فان كل وظيفة من تلك الوظائف يتم التعبير عنها بواسطة مجموعة من الأهداف الأكثر تحديدا , وتحدد تلك الأغراض والأهداف حسب فلسفة المؤسسة(راديو ام تليفزيون) وفى كل الأحوال لابد أن تكون الأهداف محددة بدقة وتتصل بمجالات واقعية مثل التعليم أو الصحة .... وهكذا, ولا تعتمد على الشعارات العامة مثل الحرية والسعادة.... و هكذا.

3- تصميم الخطة :
تعرف الخطة بأنها الطريقة المثلى لتحقيق هدف معين وهى تعكس القرارات المتعلقة بتحقيق الهدف وطريقة تنفيذه ومراحله الزمنية, وبتطبيق ذلك على الخطة الإذاعية فإننا نجد أن الهدف هنا هو المنتج وهو الذي يجسد الأسلوب الأمثل للوصول إلى الأهداف المطلوب تحقيقها والتي وضعتها الوسيلة.

والخطة البراجية تتضمن كافة المواد والبرامج محددة ومجدولة من حيث الشكل والمضمون والمستوى والأساليب الفنية واللغة والجمهور المستهدف والوقت الزمني والتوقيت والدورية .... مع الأخذ في الاعتبار هدف كل مضمون والأهداف العامة للخطة .

ونستعرض في إيجاز المواد التي تشكل مضمون الخطة البرامجية وأشكال البرامج, الوصف والجدولة.
 المواد الخام للبرامج:
تتمثل المواد الخام بالراديو في الكلمة المنطوقة والموسيقى والمؤثرات الصوتية, ام في التليفزيون فيضاف إليها الصورة واللون والحركة والإضاءة بالإضافة إلى المؤثرات البصرية والأشكال التوضيحية المختلفة.

إن كفاءة خطة البرامج تتوقف على كفاءة استخدام هذه العناصر وما تتسم به من التنوع والتوازن والإبداع.

وتعتبر الكلمة المنطوقة والموسيقى والمؤثرات عناصر مشتركة بين الراديو والتلفزيون, فالكلمة هي صلب الرسالة الإعلامية في الإذاعة مسموعة ومرئية وكذلك في الإعلام المقروء. ولما كانت البرامج الإذاعية تعتمد على المنطوق فان لغة هذه الوسائل يجب أن تكون سليمة وواضحة تتناسب مع الجمهور المستهدف ولا تكون غامضة معقدة فهي ليست لغة التراث أو العلم أو الأدب بل هي نتاج تبسيط هذه المجالات الثلاث, وفى نفس الوقت لابد من الابتعاد عن الابتذال في استخدام الكلمات في الإذاعة.

وتستخدم الموسيقى في الأغنية والقطع الموسيقية واللحن المميز للبرامج وفى الموسيقى التصويرية وفى المؤثرات الدرامية....وهكذا. وترتبط نوعية الموسيقى وحجمها على الخريطة بفلسفة الوسيلة والأهداف التي تم رصدها, ويتعين على المسئولين عن الموسيقى أن يضعوا فلسفة الوسيلة نصب أعينهم.

أما المؤثرات فإن استخدامها بكفاءة يضيف إمكانات هائلة لبرامج الإذاعة وخاصة للإذاعة المسموعة حيث يثير خيال المستمع ويجذب انتباهه ويضعه في نفس الموقف المطلوب إذا ما أحسن استخدامها.

وتنقسم المؤثرات إلى :
مؤثرات طبيعية: مثل العواصف والأمواج ... وهكذا.

مؤثرات صناعية: مثل أصوات ماكينات وسيارات وانفجارات وهكذا.

وقد أضافت التكنولوجيا الحديثة مؤثرات على درجة كبيرة من الإتقان.

مضمون الخطة البرامجية:
يرتبط المضمون بوظائف الاتصال والتي تتمثل في الإعلام والتثقيف والترفيه والتكامل .. وهكذا, ولكن ليس من الضروري أن تلتزم المحطة أو القناة بكل هذه الوظائف وإنما يتوقف كل منها على فلسفة الوسيلة وطابعها. فهناك وسيلة طابعها اخبارى وأخرى درامي وثالثة خدمية وهكذا... و في ضوء الفلسفة العامة يتحدد مضمون الخريطة الإذاعية ,ونطرح هنا بعض الأنماط الإذاعية:

المواد الإخبارية:
وهى من أهم العناصر الأساسية في الخطة البرامجية وتختلف نوعيتها ونسبتها حسب أهداف وفلسفة الوسيلة, وتتخذ المادة الإخبارية أشكال متنوعة أهمها الأخبار المتعلقة بالأحداث الجارية و تقدم من خلال نشرة الأخبار والموجز وعرض الأنباء وتتنوع فيها الأخبار ما بين سياسية واقتصادية وعسكرية وعلمية وثقافية واجتماعية .. وهكذا, ويتم اختيارها حسب الأهمية وتبعا لفلسفة الوسيلة, ولابد أن نعرف أن نوعية الخبر ومكان حدوثه يحددان إذا ما كانت أخبار محلية ام عالمية.

كذلك لابد من عمل توازن في نوعية الأخبار التي تقدم من سياسية وعلمية واقتصادية وثقافية واجتماعية وعسكرية ... وهكذا, وتحتل الأخبار السياسية الصدارة كمضمون في العديد من المحطات والقنوات ولكن لابد من تحقيق مبدأ التوازن في خطة الأخبار حتى لا تعكس الوسيلة نوعية واحدة وتهمل باقي الجوانب.

ونظراً لتعقد الحياة المعاصرة أصبحت نشرات الخدمات من أبرز مضامين الخطة البرامجية وممن أمثلتها:
- نشرات التوعية الصحية

- نشرات الطقس والجو

- نشرات المواصلات والمرور

- نشرات الأدب والفن والرياضة

- نشرات السوق والمال والتجارة والبورصة وأسعار العملات.

وهذه النوعية من الخدمات تجعل الخطة البرامجية ومضامينها قريبة من الجمهور وخاصة إذا تم وضعها في الوقت المخصص لها وتبعا للجمهور المستهدف منها.

كذلك هناك البرامج الإخبارية الأخرى كالتعليق والتحليل والتحقيق والتقرير ... وهكذا, ومن المفترض عند تخطيط البرامج الإخبارية أن تتناسب في نوعيتها مع أهداف الخطة وطبيعة الوسيلة وان يتم إنتاجها بعناية بما يتفق وحاجات الجمهور.

البرامج الثقافية:
ويقصد بها تبسيط موضوع أو فكرة مع الإفادة من إمكانات الوسيلة المقدمة بها (راديو-تليفزيون) ومن مميزات البرامج الثقافية الجيدة يأتي التجديد والتبسيط في الصدارة حيث تقديم ثمرات الفكر والفن والعلم والأدب على أوسع نطاق دون الإخلال بالمستويات ذات القيم في الإنتاج الثقافي مع الاهتمام بالإجادة, وتمثل المادة الثقافية عنصرا أساسيا في الخطة البرامجية ويتوقف تحديدها على خارطة البرامج-من حيث الوقت والمضمون على فلسفة وأهداف القناة أو المحطة. فالبرامج الثقافية المقدمة في قناة ثقافية متخصصة تختلف عن تلك التي تقدمها قناة أو محطة عامة.

ومن البديهي أن الواقع الثقافي في المجتمع ينعكس على مضامين البرامج الثقافية حيث أن الخطة البرامجية ترتبط بواقع المجتمع المستهدف وفى نفس الوقت تعمل على دفعه وتطويره.

وتتنوع مجالات البرامج الثقافية فهي تتضمن المجالات الأدبية من شعر ونثر ونقد ادبى, وكذلك المجال العلمي من طبيعة وكيمياء وطب وصحة وهندسة وفضاء واقتصاد ... وهكذا بالإضافة إلى البرامج الفنية من فنون تشكيلية ونحت ورسم وتصوير وموسيقى ودراما وتتضمن كتابة وتمثيل وإخراج وتصوير وإنتاج ونقد فني. كما تهتم البرامج الثقافية بكل مايتعلق بالإنسان وحياته وشخصيته وتاريخه ومزاجه ومنها الموضوعات والقضايا الفلسفية والتاريخية والسياسية والقانونية والتربوية...وهكذا, وكثيرا ماتتضمن القنوات والمحطات المتخصصة برامج ومواد دينية باعتبار أن الدين يلعب دورا أساسيا في حياة ملايين البشر ولا تخلو الوسائل العامة من هذا المضمون الهام.

وهناك بعض الاعتبارات لابد من الاهتمام بها في البرامج الدينية منها:
- إبراز القيم التي يتضمنها الدين والتأكيد على الوسطية, والاعتدال, وقبول الآخر, ونبذ العنف , واحترام حقوق الإنسان.

- ربط الدين بواقع المجتمع والنظر إلى المشكلات الحياتية من منظور ديني مثل المشكلات الاقتصادية والسكانية ومشكلة الأمية ... وهكذا.

- أن يكون القائمون على البرامج الدينية على درجة عالية من الكفاءة مع ضرورة إلمامهم بأساليب الإعلام وطرق الإقناع والاستمالة.

- تقديم البرامج الدينية من خلال القوالب والأشكال الفنية الحديثة التي تجذب الجمهور.

- الالتزام باللغة البسيطة.

ومن الأهمية مراعاة أن نقدم المضامين الثقافية بشكل بسيط ولكن بعيدا عن السطحية أو الخطأ حتى لا تشوه الثقافة وتقديمها في قوالب جذابة لشد الجمهور وأهمية التوازن في عرض المضامين الثقافية والابتعاد عن الشخصيات النمطية وأهمية الاستعانة بالمتخصصين.

 المواد الترفيهية:
ويقصد بها كل ما يقدم (مسموع أو مرئي) بهدف الترويج والترفيه عن النفس وهى حاجة فطرية باعتبارها وسيلة للتعلم وإشباع الحاجات والمؤسسات الإعلامية الحريصة على التميز تقدم أشكالا متنوعة من المواد.

وفى كثير من الأحيان تتداخل البرامج ذات الطابع الترفيهي مع تلك ذات الطابع الثقافي فمثلا الأخبار الخفيفة ذات طابع ترفيهي, والدراما من مسلسلات وتمثيليات وأفلام والتي تهدف إلى إضحاك الجمهور ذات طابع ترفيهي ولكن بالقطع في داخلها من مسامع ومشاهد ما يحمل ثقافة في معناها الواسع. وتتضمن المواد الترفيهية الاغانى والنكت والفوازير والمسابقات والبرامج الغنائية والعروض الفنية ... وهكذا, ولا ننسى أن الترفيه من أجل الترفيه يعد مطلبا هاما لأي إنسان خاصة في ظل الحياة اليومية المعقدة الآن.

ولكن لكي لا يقبل الإنسان على هذا الشكل أو المضمون ويترك المضامين الأخرى نجد أن تواجد المضامين الترفيهية التي تتضمن في داخلها جرعات ثقافية والتي تقدم في قوالب جذابة ممتعة أصبح مطلب ضروري. وتقتضى المسئولية الاجتماعية للإذاعة خاصة في البلدان النامية ألا يقتصر دورها على الترفيه وهناك بعض المقترحات لتحقيق الاستخدام الفعال من المضمون الترفيهي وتتمثل في :
- وضع المواد الترفيهية متفرقة على خريطة الإرسال بحيث تفصل عن المضامين الجادة مع تنوع أشكالها.

- أهمية أن ترضى المادة الترفيهية أذواقا متنوعة من واقع التعرف على رغبات الجماهير(أهمية البحوث).

- اختيار المادة الترفيهية التي تتفق والقيم العليا في المجتمع والتي ترفع من مستوى الذوق الفني للجماهير.

- أن تتضمن المواد الترفيهية الترفيه الهادف إلى معالجة السلوكيات السلبية في المجتمع وفى نفس الوقت يحقق الإمتاع.

- أهمية مناسبة نوعية الترفيه مع الوقت الذي يعرض فيه حيث الفترة الصباحية تختلف في ملابساتها مع فترة المساء والسهرة, حيث تتسم الأولى بالنشاط والثانية بالاسترخاء.

 أشكال البرامج:
تفرض طبيعة الموضوع معالجته في شكل معين دون سواه, كذلك يفرض الجمهور المستهدف استخدام أشكال بعينها وكذلك يتدخل وقت عرض البرنامج ومدة عرضه واختيار قالب أو شكل معين

ومن ابرز تلك القوالب الشكل الدرامي والمنوعات والحديث المباشر والبرامج الحوارية و الفيتشر والمسابقات والمجلات....وهكذا, هذا بجانب الأشكال البرامجية الإخبارية.

الوصف والجدولة:
يتم تحديد برامج ومواد الخطة البرامجية بناء على الأفكار التي يطرحها المهتمون ويسترشدون بسياسة المحطة أو القناة وأهدافها, ويستغرق هذا وقتا كبيرا وجهدا أكبر في طرح ومناقشة الأفكار المقدمة وغالبا تسفر هذه المرحلة على استبعاد أفكار وتعديل أخرى وإدخال أفكار جديدة ... وهكذا

إلى أن يتم الاستقرار على البرامج والمواد المناسبة, وبعد هذه المرحلة يتم حصر المواد التي ستتضمنها الخطة ووضع مسمى ووصف تفصيلي لكل مادة مع توضيح الهدف والمحتوى والشكل والمسئول عن التنفيذ والمصادر ومدة العرض ودورية البث... وهكذا

مواصفات خطة البرامج:
لكي تكون الخطة البرامجية على المستوى المطلوب هناك عدة مواصفات وخصائص يتعين مراعاتها في الخطة وتتمثل في :

- المرونة: 
وتعنى أن تكون الخطة قادرة على أن تستجيب للظروف المتغيرة ولا تكون جامدة بل مرنه تستوعب التغيرات الطارئة دون أن يؤثر ذلك على بنائها الاساسى.

مثال: انتقال الميكروفون إلى إذاعة خارجة بشكل مفاجئ لا يجب أن يؤدى ذلك إلى اضطراب في نظام العمل أو الإخلال بالأساسيات التي تعتمد عليها الخطة.

 الوضوح:
الخطة الصحيحة هي الواضحة للقائمين على تنفيذها ولهذا لابد من اشتراك جميع المنفذين في وضعها بحيث لا يشعرون أنها مفروضة عليهم ويضمن في نفس الوقت حماسهم وثقتهم في الإدارة ويولد لديهم روح الفريق والنقد الذاتي مما يعكس إتقان التنفيذ.

التكامل :
الخطة البرامجية هي ناتج عملية التخطيط, وحينما تكون الخطة متكاملة (البرامج والمضامين) وكذلك الأهداف تضمن نجاحها إلى حد كبير ولهذا لابد من مشاركة مسئولين عن القطاعات والأنشطة المختلفة في المجتمع في عملية التخطيط, وهذا التلاقي بين المخططين والإعلاميين يحقق الربط التفاعلي بين خطط المؤسسات الإذاعية والواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتعليمي والسياسي ... وهكذا.

التنسيق:
نجاح أي مشروع انسانى أساسه التنسيق بين الجهود المبذولة فيه ولذلك فان الخطط الناجمة تركز على التنسيق بين الأجهزة المعنية بالخطة سواء في الجانب الادارى أو الفني أو المالي أو الهندسي كذلك بين الجهات الأخرى ذات الصلة وكذلك يستلزم التواصل بين المخططين والمنفذين واشراك المنفذين في التخطيط والعكس في حالة وجود ذلك.

التوازن:
لابد أن تكون الخطة البرامجية متوازنة في أبعادها من حيث:
- الموضوعات والقضايا التي يتم تناولها.

- أشكال و نوعيات البرامج و المضامين.

- الحاجات والرغبات.

- الجمهور العام والخاص.

- المناطق والأقاليم التي تستهدفها الوسيلة.

ولا يعنى التوازن التساوي فمثلا يتطلب من الخطة أن توفر كافة المضامين :( إخبارية-تعليمية-ترفيهية...وهكذا), وكذلك يكون التوازن على مستوى النوعية البرامجية الواحدة. فالترفيه يضمن أشكال مختلفة لابد أن تقدم بشكل متوازن داخل الخريطة البرامجية, وهذا ما تحاول القنوات المتخصصة توفيره, فإذا كانت الوسيلة متخصصة في الدراما فإن التوازن يكون في إطار التخصص وهذا يضفى على الخطة تنوعا وجاذبية, وينطبق ذلك أيضا على القنوات والمحطات العامة من حيث المضامين وأشكال البرامج.

التنوع :
أهمية أن تتنوع الخطة من حيث المضمون والشكل والمدة الزمنية وأساليب التقديم, بهدف إشباع الأذواق وتغطية الموضوعات كافة وإضفاء الحيوية على البرامج وإتاحة الفرصة للتجديد والابتكار.

4- اختبار الخطة:
يعتبر الاختبار المسبق لخطة البرامج إجراء هام لأنه يسهم في تقدير ردود أفعال الجمهور تجاه البرامج وقد أثبتت البرامج الميدانية أهمية الاختبار المسبق والذي يتم عن طريق عرض المواد البرامجية على عينات عشوائية من الجمهور المستهدف ورصد ردود الأفعال.

وكذلك عقد مناقشات حول البرامج سواء مع الجمهور العام والمتخصصين والاستفادة من ذلك في التطوير والتعديل قبل البث الفعلي. وكثيرا ما يكون رأى المتخصصين في المجال الاعلامى وكذلك في مختلف النواحي الصناعية والتجارية والثقافية والاقتصادية والرياضية بالغ الأهمية عند تجريب الخطة.

5- إقرار الخطة وتنفيذها:
يتم إقرار الخطة بعد توافر المواصفات المطلوبة بها ومدى تحقيقها للأهداف المنشودة, وعادة يكون هناك بدائل يقوم المتخصصون بدراسة تلك البدائل ومدى صلاحيتها حتى يتوصلوا إلى اعتماد الخطة مع الاحتفاظ بالبدائل الأخرى فقد ُيستعان بها فيما بعد.

وبموجب إقرار الخطة يبدأ التنفيذ وتكون الخطة ملزمة للجميع وكما سبق لابد أن يكون المنفذون على علاقة بها منذ أن كانت أفكارا حتى خرجت في صورة برامج ومضامين إعلامية, ثم يبدأ الإنتاج الفعلي مع الأخذ في الاعتبار أن هناك برامج يتم إنتاجها وتقديمها يوميا(نشرات الأخبار وبرامج كثيرة يومية) ولابد من وجود متابعة مصاحبة للتنفيذ بهدف التأكد من تحقيق الخطة واكتشاف الصعوبات كأن يتم التعرف على أن القائمين بالاتصال يحتاجون لتدريب معين, أو أن الأهداف طموحة للغاية ويصعب تحقيقها وقد تكون الأخطاء في استراتيجيات البرامج مما يحتاج إلى التصحيح.

والمتابعة أداة من أدوات كفاءة التنفيذ للخطة وتطويرها ولتحقيق التشغيل الفعال للوسيلة في إطار السياسة والقوانين والتشريعات وذلك من خلال:
- التأكد من أن التنفيذ يتم وفق ما خطط له من قواعد وقوانين.

- إدارة اقتصاديات المؤسسة وأجهزتها تحقق اعلي عائد سواء مادي أو معنوي.

- إعداد تقارير عن سير العمل وتعميمها على المسئولين المعنيين.

- الإشراف على الأجهزة والأقسام داخل المؤسسة والتأكد من قيامها بمهامها في الوقت المحدد بالكفاءة المطلوبة.

6- تقييم الخطة:
يبدأ التقييم بعد تنفيذ الخطة بفترة زمنية معقولة وذلك بهدف التعرف على المعوقات والتعامل معها والتعرف على مدى تأثير الرسائل الاتصالية ومدى تحقيق الأهداف المنشودة وحتى لا تضيع النفقات الباهظة هباء وضرورة مقارنة نتائج العمل وآثاره بالتكلفة والنفقات وكذلك يستهدف التقييم الكشف عن وجود خلل لتصحيح ذلك وقد يسفر التقييم عن إعادة تنظيم العمل أو تعديل الاختصاصات ووظائف الأفراد.

ومن الضروري أن يسفر التقييم عن مدى نجاح كل من المحددات الذاتية وهى المتمثلة في (القوى البشرية, التكنولوجيا, الميزانية, الإدارة, تنظيم العمل, اللوائح والقوانين الخاصة بالعمل)...وهكذا.

وكذلك لابد من أن يسفر التقييم عن الوسط الذي تعمل فيه المؤسسة من ظروف سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية...,وهكذا, كذلك التيارات الفكرية وذلك ينطبق على المجتمع الذي يعمل فيه أو المجتمعات الأخرى التي لها انعكاسات على المجتمع.

ومن الأمور الهامة للتقييم هو قياس تأثير البرامج والمضامين في سلوك الجمهور المستهدف وردود فعله تجاه البرامج حيث يتقرر بناءً على ذلك التقييم صلاحية الرسالة الإعلامية من حيث المضمون والصياغة والوقت وتوقيت الإذاعة والتقديم وجميع المؤشرات التي تعكس وتقيس احتمال فاعلية الخطة في تحقيق الأهداف المنشودة .

وكثيرا ما تطرح مشكلة صعوبة قياس تأثير الاتصال على الجمهور وخاصة في الدول النامية وهنا يأتي أهمية استخدام أسلوب القياس القبلي-البعدى بشأن قضايا محددة ومقارنة النتائج, فإذا تبين وجود تأثير يعود جزء منه إلى الاتصال مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أهمية التكامل بين الاتصال الجماهيري وبين المؤسسات الأخرى التي تساهم في تغيير سلوك واتجاهات الجماهير تجاه قضايا محددة.

بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
مع تحيات فريق عمل مدونة مستر إعلام
هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع