31‏/5‏/2015
الأحد, مايو 31, 2015

الإخراج الصحفي - المحاضرة الثالثة: البناء الجرافيكي للصفحة المطبوعة د.شريف درويش اللبان

الإخراج الصحفي
المحاضرة الثالثة
د.شريف درويش اللبان

البناء الجرافيكي للصفحة المطبوعة

وهي تشير إلى أي عنصر يشترك في بناء الصفحة، دون أن يكون مقروءاً، أي أن تخلو تماماً من الحروف والكلمات، ولذلك أسماها البعض عناصر مرئية Visual، مقابل العناصر المقروءة Verbal، ومصطلح Graphic في الأصل هو الصفة المشتقة من المصدر الأصلي باللاتينية Graphein أي الرسم أو النقش، ومن هنا صاروا يطلقون هذه الصفة على الرسوم الفنية، وخاصة تلك التي تنشر في الصحف المطبوعة، بهدف دعم محتوى الأخبار والموضوعات الصحفية، ثم تم تعميم المصطلح، لكي يطلق على العناصر الشبيهة بالرسوم، من حيث كونها مرئية، غير مقروءة، كالصور الفوتوغرافية مثلاً، ثم دخل اللون ضمن هذه العناصر الجرافيكية، باعتباره وسيلة "الرؤية" الأولى، حتى ولو استخدمناه في تلوين عنصر مقروء.

الصـــــــور:  لم تعد صحيفة في هذا العصر، تستطيع الصدور بدون صور، في ظل منافسة حادة من وسائل الاتصال المرئية، كالسينما والتليفزيون، ولا ينصب مصطلح "الصور" على تلك الفوتوغرافية فقط، مع أن التسمية الشائعة كذلك، وإنما يطلق أيضا على الرسوم الصحفية بأنواعها المختلفة، والصور بأنواعها تساعد في إعطاء الأخبار نوعاً من المصداقية، وتيسر على القراء فهم المضمون الذي يصعب فهمه، علاوة على أنا توضح المعالم، التي يصعب وصفها بالكلمات، فضلاً عن إسهامها في النقد الصحفي للمشكلات والقضايا المختلفة، وهي من الناحية الإخراجية تضفي على الصفحة ككل شكلاً أجمل، أكثر توازناً وتبايناً. 

· الصور الفوتوغرافية: 


يمكن معالجة الصور الفتوغرافية من الناحية الإخراجية من خلال ما يلي: 


1- مساحة الصورة: يتم إعطاء الصورة مساحة معينة مكبرة أو مصغرة عن الأصل، وفقاً لأحد عاملين، أو لهما معاً: 


أ‌) التوضيح: فالقاعدة الثابتة في هذا الشأن زيادة الوضوح مع كل تكبير للصورة، فإذا أرادت الصحيفة إيضاح معالم معينة في الصورة فعليها بتكبيرها، والعكس صحيح.

ب‌) التأثير: فالصورة الكبيرة تعطي القارئ تأثيراً بصرياً بالأهمية والخطورة، وتلعب دوراً أحياناً في إثارة استمالات القراء وعواطفهم، كصور الجنازات أو المظاهرات عندما يتم تكبيرها.

وتقاس مساحة الصورة عادة بالعمود، مع أنه بعد واحد فقط يمثل العرض، ذلك لأن الطول يتناسب مع العرض، وبالتالي فالعرض يكفي، وتنشر الصور بالصحف غالباً باتساع عمود واحد، إذا كانت شخصية، أي تصور شخصاً ما وحده، أو باتساع يتراوح من عمودين إلى أربعة أعمدة، بالنسبة للصور الموضوعية، التي تصور منظراً.

إلا أن المساحة المخصصة للصور (الشخصية والموضوعية() قد تزيد على ذلك –كما ذكرنا- في حالتي التوضيح أو التأثير، حتى لقد نشرت صورة اغتيال الرئيس السادات باتساع ثمانية أعمدة في بعض الصحف المصرية عام 1981، كذلك قد تصل الصورة الشخصية إلى عمودين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك، في حالة وفاة زعيم سياسي أو فنان مشهور... الخ.

2- قطع الصورة: عندما يلتقط مصور الصحيفة أحد المناظر، فهو لا يدري على وجه الدقة، فيما سوف تستخدم؟ وكيف؟ ولماذا؟ وبالتالي فقد تكون بالصورة الأصلية التي التقطها بعض الزوائد، غير الضرورية بالنسبة للقارئ، وبالتالي فإن حذف هذه الزوائد هو الإجراء الأفضل، إذ أن وجودها يشتت بصر القارئ ويصرف انتباهه عن العنصر الأساسي في الصورة، لابد إذن من قطع صورة كهذه.

وللقطع شروطه الضرورية، لكي يكون ناجحاً وفعالاً، منها على سبيل المثال:
‌أ) أن يتم القطع من أي من أطراف الصورة الأربعة، إذ لا يمكن حذف شيء وسطها.

‌ب) أن يراعي القطع اتجاه الحركة في الصورة، فإذا كانت صورة لشخص، وكانت جانبية (بروفيل)، فلا يجوز قطعها من أمام الوجه مباشرة، بل لابد أن يترك قدر من الفراغ في هذا الاتجاه.

‌ج) أن يدقق القطع في الزوائد المطلوب حذفها، فربما تكون مهمة من وجهة نظر المحرر الذي كتب الموضوع، لذلك فعلى المخرج أن يقرأ نص الموضوع ويفهمه، قبل البدء في إجراء القطع.

3- شكل الصورة: يقصد بهذا المصطلح "الشكل"، من حيث هو (Shape) أي الهيئة التي تظهر عليها الحواف الخارجية للصرة، والتي قد تكون رباعية- مستطيلة أو مربعة- وقد تكون دائرية أو بيضاوية، وربما تكون أيضا غير منتظمة الشكل.

بصفة مبدئية فإن شكل الصورة الأصلية مستطيل، إذ أن "كادر" آلة التصوير في معظم الأحيان بهذا الشكل، ومعنى ذلك أننا إذا أردنا الحصول على صورة مربعة أو دائرية.. الخ، فإن علينا أن نجري عليها نوعاً من القطع، الذي يهدف إلى تغيير الشكل الأصلي، والمعادلة الصعبة هنا، هي: كيف نحصل على الشكل المطلوب، دون حذف عنصر مهم؟

والصورة المستطيلة يمكن أن تستخدم أفقياً أو راسياً طبقاً لمحتوى لمنظر الظاهر في الصورة، فالمناظر الطبيعية مثلاً يحتاج أغلبها الاتجاه الأفقي، في حين أن صور المباني الشاهقة تحتاج عادة الاتجاه الرأسي.. وهكذا وبناء عليه فإن الصورة الشخصية مثلاً يناسبها أكثر أن تكون رأسية، إذ أن هذا هو شكل الوجه الطبيعي للإنسان.

وينصح الخبراء دائما بأن نحاول بقدر الإمكان تجنب الشكل المربع للصورة، فهو ممل رتيب خال من التباين بين الطول والعرض، ومع اعترافنا بقيمة هذه النصيحة، فإن الشكل المربع أحياناً لا يمكن تجنبه، وفقاٌ للقطع الذي تجربه على الصورة الأصلية.

ومن الأشكال المحببة وغير المألوفة للصورة –خاصة الشخصية- تفريغ خلفيتها، أي إلغاؤها، بحيث يظهر وجه الشخص على بياض الورق، وهو الإجراء المعروف باسم "ديكوبيه" (Decoupe) والذي يطرح الخبراء بشأنه عدداً من النصائح:
‌أ) لا تسرف في استخدام هذا الإجراء فإن جماله وجاذبيته مستمدان من ندرته.

‌ب) تجنب تفريغ خلفية الصورة، إذا كان هناك جزء أبيض –أو بلون باهت- في أطراف الوجه، كالشعر الأبيض أو ملابس الإحرام.. الخ، لأن هذا البياض سوف يختلط ببياض الورق، ويشوه معالم الصورة.

‌ج) تجنب تفريغ خلفية الصورة، إذا كانت واقعة على أطراف الصفحة، وخاصة الأيمن أو الأيسر، لكيلا يختلط البياض الوفير حولها، مع بياض الهامش، فيسيء إلى شكل الصفحة ككل.

‌د) تجنب تفريغ الخلفية حول الأجزاء الدقيقة، كأصبع يد الإنسان، وإلا تشوهت.

4- التعليق على الصورة: ثبت بالتجربة العملية، أن نشر الصورة الفوتوغرافية دون تعليق يصاحبها، يجعل الصورة عديمة القيمة من الناحية الصحفية، ويحولها إلى مجرد "ديكور" للصفحة، وإذا كان المثل الصيني القديم يقول: "إن الصورة تعادل في قيمتها ألف كلمة" فلا شك أن الصورة المصحوبة بتعليق عليها سوف تعادل 1010 كلمات وهذا أفضل.

ويهدف التعليق إلى تحقيق وظيفتين –إحداهما أو كلتيهما، هما:
‌أ) التعريف: أي نجيب القارئ عن سؤال: "ما هذا" أو "من هذا"، فإذا كانت الصورة شخصية مثلاً، لابد أن نذكر اسم صاحبها، ويفضل أحياناً أن نذكر وظيفته، أو سنه أو الحي الذي يسكن فيه، طبقاً لطبيعة الموضوع الصحفي.

‌ب) التفسير: ففي بعض الأحيان، قد لا يكفي تعريف القارئ بمضمون الصورة، بل علينا أن نشرح له أيضاً علاقة الصورة بالموضوع الصحفي المصاحب أي للإجابة عن سؤال يتبادر إلى ذهن القارئ "لماذا نشروا هذه الصورة".

ولا يمكن الدفاع عن إغفال أو التفسير أو كليهما بدعوى أن صاحب الصورة هو من الشخصيات المعروفة -وزير مثلاً أو فنان أو لاعب كرة.. الخ- ولكن السؤال الذي نوجهه لأنصار هذا الدفاع هو "معروف عند من؟" فقد تكون الشخصية فعلاً معروفة عند طائفة من القراء لكنها مجهولة عند الآخرين، والصحافة تتعامل دوما مع السواد الأعظم من القراء، عند الحد الأدنى من ثقافتهم، لا مع فئة معينة، وليس غريباً في الحقيقة أن نكتشف أن بعض القراء لا يعرفون ملامح أحد الوزراء أو أحد المطربين مع أن هذا وذاك لهما شعبية طاغية عند فئات معينة من جمهور القراء.

وتجدر الإشارة إلى أننا نعالج التعليق على الصورة ضمن المطلب الخاص بالصور مع أن التعليق في حد ذاته عنصراً تيبوغرافياً وليس جرافيكياً، والحقيقة أن عنصر التعليق –برغم كونه تيبوغرافيا- لا يخضع لنفس القواعد، المتصلة بالنص أو العناوين فهو نص له طبيعة خاصة، تتصل أساساً بالصورة نفسها، ولاسيما من حيث المساحة.

‌أ) شكل الحروف: اتفقت آراء أغلب الخبراء على ضرورتين:
· اختلاف شكل حروف التعليق عن حروف النص، مع وجود علاقة ما بينهما، فإذا كانت حروف النص قد تم جمعها بفونط معين جمعنا تعليق لصورة بالفونط نفسه، ولكن مائلاً مثلاً.

· توحيد شكل حروف التعليق، وليس على مستوى الصفحة الواحدة أو حتى جميع صفحات العدد الواحد، ولكن أيضاً من عدد إلى آخر، تثبيتا لشخصية الصحيفة، وتميزها عن غيرها.

‌ب) حجم الحروف: ولابد أيضاَ أن يكون مميزاً عن الحجم المستخدم في جمع النص، فقد يكون أكبر منه أو أصغر، لا يهم طالما تم توحيد الحجم نفسه، بنفس طريقة توحيد الشكل ونلاحظ هنا أن الخبراء أجازوا استخدام حجم يقل عن الحد الأدنى لحروف النص والسبب في ذلك أن التعليق عادة ما يكون قصيراً مختصراً، وبالتالي لا ينطبق عليه تعريف يسر القراءة.

‌ج) اتساع سطور التعليق: يجب أن يتناسب مع اتساع الصورة نفسها، فإذا كانت الصورة على عمودين مثلاً، وجب جمع التعليق على عمودين أيضاً (لاحظ عدم الالتزام أيضاً بقاعدة تناسب حجم الحروف مع اتساع السطور في النص) أما في حالة زيادة اتساع الصورة زيادة مفرطة (خمسة أعمدة مثلاً أو ستة)، فالأصل تقسيم التعليق على عمودين عريضين أو ثلاثة . هذا إذا كان التعليق طويلاً، فإذا كان قصيراً (كسطر واحد مثلاً) وضع كما هو دون تقسيم، وينصح الخبراء بأن تتساوى حافتا التعليق يميناً ويساراً مع حافتي الصورة، تدعيما للرابطة العضوية بين الصورة والتعليق عليها.

‌د) موقع التعليق بالنسبة للصورة: يمكن وضعه فوقها أو تحتها أو يمينها أو يسارها، ولكن أفضل المواقع على الإطلاق أن يوضع تحت الصورة مباشرة، إذ أن عين القارئ تطالع الصورة أولاً، باعتبارها عنصر جذب بصري قوي، وبالتالي فالأسهل عليها أن تهبط إلى أسفل لقراءة التعليق، لا أن تتجه إلى أي اتجاه آخر، وتتفنن بعض الصحف، في وضع التعليق داخل الصورة نفسها، وهو إجراء لا غبار عليه، شريطة أن يتباين لون التعليق مع خلفيته من خلفية الصورة، وأن يوضع التعليق في الثلث الأسفل في الصورة، تسهيلاً لحركة عين القارئ بين الصورة وتعليقها.

بكم نكتمل
المشاركة أفضل طرق التعلم
فريق عمل مدونة مستر إعلام

هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع