20‏/1‏/2014
الاثنين, يناير 20, 2014

المحاضرة الاخيرة وظائف الصحافـة .. مقدمة في الصحافة

المحاضرة الرابعة
وظائف الصحافة
------------

قمنا بتنزيل المحاضرة كاملة من محاضرات المركز وذلك لاهميتها 
التركيز في هذه المحاضرة علي :-

1- وظائف الرقابة علي المجتمع ( مهمة )

2- الوظيفة الاخبارية 


3- الوظيفة الاستطلاع ومراقبة البيئة


4- وظيفة تكوين الرأي العام 


5- الوظيفة التنموية 


6 - الفروق بين الجريدة والمجلة 


لكن ليس معني ذلك اغفال باقي الوظائف 


مستر اعلام




1-  وظيفة الاستطلاع أو مراقبة البيئـة:

وهي أهم وظائف وسائل الإعلام ، وكذلك الصحافة وهي ما درجنا على وصفه بدور وسائل الإعلام في استقصاء الأنباء والمعلومات ؛ فهذه الوسائل الإعلامية بما تملكه من شبكات واسعة في جميع أنحاء العالم من مراسلي الصحف والتليفزيون والإذاعة تستطيع بالطبع أن تجمع المعلومات التي قد نعجز نحن أنفسنا على الحصول عليها إضافة إلى التقارير.

ويقسم البعض وظيفة الاستطلاع أو مراقبة البيئة إلى نوعين رئيسيين :

النوع الأول :

الاستطلاع التحذيري والذي يتمثل في قيام وسائل الإعلام بإبلاغنا عن المخاطر التي تهددنا مثل الهجوم العسكري ، والكساد الاقتصادي ، وزيادة التضخم.

أما النوع الثاني :

وهو الاستطلاع الأدائي أو الخدمي فيتمثل في نقل المعلومات التي يستفيد منها الأفراد وتساعدهم في حياتهم اليومية .
وفى ظل اعتمادنا على وسائل الإعلام لأداء هذه الوظيفة الاستطلاعية وبعد أن أصبحت الأنباء تنتقل بشكل أسرع بكثير وخاصة منذ مجيء الإعلام الإليكتروني  ، المتمثل في القنوات الفضائية ، ثم شبكة الإنترنت ، حيث كان الأمر فيما مضى يستغرق شهورًا لانتقال الأنباء عبر المحيط الأطلنطي ، اصبح الآن لا يستغرق سوى ساعات قليلة ، بل ودقائق ، إلا أن هذه السرعة قد صاحبتها بعض السلبيات والوقوع في مشكلات مثل عدم الدقة وتشويه الأنباء ، وربما تزييف الأنباء أو توجيه الرأي العام نحو وجهة معينة .

2- الوظيفة الإخبارية  :

وهذه الوظيفة تتصل بأهم الغرائز البشرية وأظهر صفة من صفات الإنسان الاجتماعية وهي حب الاستطلاع لمعرفة الأنباء والاطمئنان إلى البيئة داخليًا وخارجيًا، ومن الثابت أن رغبات الفرد كالبحث عن الطعام والمأوى والجنس ترتبط  برغبات أخرى كالتعرف على الآخرين ومراقبة البيئة ، وجمع المعلومات المفيدة عن الطبيعة والإنسان والحيوان ، وهذه هي أهم سمة من سمات الإنسانية التي تساعد الفرد على التكيف مع البيئة والانسجام مع غيره من الناس الذين يعيشون معه ، لآن هذا التكيف مع البيئة والانسجام مع الجماعة هو الدليل على الصحة النفسية والسلامة الاجتماعية.
ينتج عن عملية الاستطلاع ومراقبة البيئة التي تقوم بها وسائل الإعلام وعلى رأسها الصحافة ، تحقيق الوظيفة الإخبارية ، التي تختص بإمداد القراء بالأخبار ، والتي يشترط أن يحصل عليها كمادة اخبارية صرفه ، لا يجوز التحريف فيها أو التغبير وذلك يستلزم احترام قدسية الخبر ، أما في حالة التعليق على الأخبار فيمكن للصحيفة أن تقوم بذلك بطرق مختلفة تتفق مع الفئات المختلفة لجمهور الصحيفة ، ومهمة التعليق الأولى هي توضيح نقاط الخبر الغامضة .


وتشترط الوظيفة الإخبارية توافر ثلاثة عناصر :

1 - التكامل ، ولذلك فلابد من تتبع الخبر من نشأته حتى نهايته ، والبحث عن العناصر المكملة له سواء عن طريق المصادر الأصلية أو أقسام المعلومات .

2 - الموضوعية ، وهي أهم مبادئ تحرير الخبر في المجتمعات الديمقراطية ، إلا أن الموضوعية الكاملة حالة مثالية ، لا يمكن تحقيقها ، ومهما حاول الصحفي الوصول إليها فسوف تظهر بعض العناصر والاتجاهات الفردية ، وعلى الرغم من ذلك فإن الالتزام بالموضوعية هو الركن الأساسي لكل عمل صحفي . ولتحقيق هذا المبدأ لابد من البحث والتحقق من صحة الخبر وأركانه ، وهنا لابد من التفرقة بين عدم كفاية الموضوعية لأسباب خارجة عن الإرادة ، وبين التحريف المتعمد للخبر.

3 - الوضوح : والمقصود هو الوضوح في العرض الذي يؤدي إلى فهم المحتوى، ولذلك فعلى الصحافة أن تعرض الأخبار والتعليقات بطريقة واضحة يفهمها المختصون وعامة الشعب على السواء ، وتنطوي مهمة الوضوح في العرض في أحد جوانبها  على خطر التبسيط الذي قد يذهب بها إلى التحريف ، وبالتالي إلى عدم فهم المشكلة كما ينبغي ، ومن هنا ينبغي الحذر من المبالغة في التبسيط لان ذلك يؤدي إلى شعور بعض الفئات بإهمالهم.
وجوهر الوظيفة الإخبارية للصحافة هو تقديم تقارير تتضمن معلومات عن أحداث وأفكار حالية وسابقة وذلك من خلال الأشكال الصحفية المختلفة خاصة الأشكال الإخبارية .

ولكن قدرة الصحافة المطبوعة على أن تكون المصدر الأول للمعلومات للأفراد قد بدأت في السنوات الأخيرة تتراجع أمام قوة التليفزيون .


3- وظيفة الخدمات العامـة:

من بين الوظائف التي تقدمها الصحافة الآن وظيفة الخدمات العامة ، أي تزويد القارئ بأخبار صحفية وموضوعات تخدمه في حياته ، ويحصل على فائدة مباشرة منها ويدخل في نطاق مهمة الخدمات العامة أخبار المواطنين بمواعيد شركات الطيران الوطنية وبأخبار السينما والمسرح والنقد ومواعيد المحاضرات العامة وأماكنها والنشرة الجويـة وإعلانات الوظائف والإعلانات التجارية وأخبار الأسواق المحلية والعالمية وأخبار أسواق الأوراق المالية والمعاهدات التجارية إلى غير ذلك الكثير ، وبذلك فهي توفر على المواطن كثيرًا من العناء في عملية البحث عن حاجياته اليومية وتنقل له أخبارها داخل منزله ، مؤدية بذلك خدمة عامـة ،وهناك تيار صحفي الآن يطلق عليه تيار صحافة الخدمات ينتشر في الصحافة في العالم ويعالج الأحداث والأفكار من زاوية أو من وجهة نظر فائدة القارئ المباشرة .

4- وظيفة توثيق الأحداث :

نجم عن الوظيفة التقليدية للصحافة وهي الإعلام أو الأخبار ، وظيفة جديدة هي التوثيق فسرعة تطور العلم الحديث تجعل المؤلفات الانسيكلوبيدية أو الموسوعية وكذلك  القضايا والموضوعات  التي تعالجها الكتب حقائق قديمة ، وهكذا تجد الصحافة المعاصرة نفسها ، وقد اسند إليها دور تجديد المعلومات والمعارف وملاحقتها ، وذلك بفضل دوريتها التي تسمح لها بالقيام بهذا الدور خير مما يقوم به الكتاب الذي لا تتم عملية طبعه بسرعة دورية الصحيفة ، فضلاً عن أن عدد قراء الكتاب أقل بكثير من عدد قراء الصحيفة .

وقد شهد ربع القرن الأخير ما يمكن أن نسميه بثورة المعلومات التي تجاوزت كل توقعات المؤرخين ، ولم يعد في قدرة الكتاب المطبوع بشكله المعروف أن يلبي حاجة المؤرخين إلى رصد الوقائع التاريخية المتلاحقة أو متابعتها ، وهو الدور الذي نجحت الصحافة في القيام به ؛ فالصحافة اليومية تقدم للمؤرخ وقائع الحياة الاجتماعية في حركتها اليومية في حين تقوم المجلات الأسبوعية بتلخيص هذه الوقائع وتحليلها ، والصحفي يكون مصدرًا رئيسيًا للمؤرخ حين يتعلق الأمر بتسجيل وقائع الحياة اليومية أو حين يتعلق الأمر برصد الاتجاهات الفكرية للأحزاب والأفراد أو حين يتعلق الأمر بدراسة تاريخ الصحافة نفسهـا.
والصحافة كمصدر للتاريخ تقوم بوظيفتين : أولاهما : رصد الوقائع وتسجيلها ووصفها والاحتفاظ بها للأجيال المقبلة كي تعتبر أحد مصادر التاريخ ، وثانيتهما : القيام بقياس الرأي العام وآراء الجماعات والتيارات المختلفة إزاء وقائع أو قضايا تاريخية معينة .

5- وظيفة الشرح  والتفسير والتحليـل :

لا تستطيع الصحافة الوفاء بحق الجماهير في المعرفة من خلال استقاء الأنباء ونشرها فقط و تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الأحداث الداخلية والخارجية ، بالرغم من أهمية المعلومات في حد ذاتها ، وأنها تعتبر الركيزة التي يقوم الأفراد بصياغة قراراتهم ومواقفهم على أساسها .
إلا أن تقديم البيانات والمعلومات في ذاتها  عملية غير كافية ، لذلك فلابد أن تقوم الصحافة بتحليل هذه الأحداث وتقديم شرح وتفسير لها ، فالكثير من الأحداث لا يمكن فهمها دون معرفة خلفية هذه الأحداث وتطورها التاريخي ، وإهمال تقديم هذه المعلومات الخلفية يؤدي في الكثير من الأحيان إلى عملية تضليل وسوء فهم  لهذه الأحداث .

وتلجأ الصحافة إلى استخدام أشكال صحفية عديدة لأداء مهمة تحليل وتفسير الأحداث والتعليق عليها مثل :
= التحليلات الإخبارية .
= المقالات الافتتاحية .
= أساليب التغطية التفسيرية .
= التفسيرات والملخصات الأسبوعية للأحداث .
= الرسوم الكاريكاتورية الساخرة .
= الحملات الصحفية .
= الأعمدة الصحفيـة .
= مقالات التعليق .
= رسائل القــراء .

- وظيفة  تكوين الرأي العـام :

الرأي العام هو الفكرة السائدة بين جمهور من الناس تربطهم مصلحة مشتركة إزاء موقف من المواقف أو تصرف من التصرفات ، أو مسألة من المسائل العامة التي تثير اهتمامهم أو تتعلق بمصالحهم المشتركة ، فالرأي العام يمثل محصلة الآراء والأحكام السائدة في المجتمع . وهذه الظاهرة تكتسب صفة الاستقرار وتختلف في وضوحها ودلالاتها في عقول الأفراد ، ولكنها تصدر عن اتفاق متبادل بين غالبيتهم رغم اختلافهم في مدى إدراكهم لمفهومها ، ومبلغ تحقيقها لنفعهم العام ومصلحتهم المشتركة.

وهناك عوامل مختلفة تتفاعل تفاعلاً ديناميكيًا تؤدي في النهاية إلى تكوين الرأي العام ، ويلاحظ أن تكوين الرأي العام لا يتم نتيجة إضافة أو جمع هذه العوامل ، ولكنه نتيجة لتفاعلها ، وأهم العوامل الداخلة في تكوين الرأي العام والموجهة له هي :
1-                الثقافة أو التراث الثقافي .
2-                عملية التنشئة الاجتماعية .
3-                القـادة .
4-                الحوادث .
5-                الحزب .
6-                وسائل الأعلام والاتصال .
7-                الإشاعات .
8-                الجماعـات .
9-                 نمطية الجماعات ، أو الصور النمطية عن الجماعات .
10-            الشعارات .
11-            المصالح المباشرة للجماهير .

هذا وتعبتر الصحافة من اكثر الوسائل تأثيرا علي الاعلام وذلك أن الصحافة تهتم أكثر من سواها من وسائل الإعلام بالخوض في القضايا السياسية والاجتماعية ومناقشتها بإسهاب وعرض وجهات النظر المختلفة وخلفيات الأنباء وتفاصيلها ،حيث  أثبتت الصحافة في هذا العصر أنها قادرة تمامًا على تشكيل الرأي العام والقيام بدور قيادي مؤثر في تكوين اتجاهاته ومن أجل ذلك فإن النظم الديمقراطية في العالم تحرص على إعطاء الصحافة أكبر قدر من الحرية لتكون المرآة الصافية التي تعكس آمال الشعب وآلامه ، وأحلامه وتطلعاته ، ورضاه أو سخطه ، ولتقوم أيضـًا بدورها ورسالتها الهامة في توعيته وتنويره في صدق وشرف والتزام .

تأثير محتويات الصحيفة علي الرأي العام

1 - القسم الأول :
 له علاقة مباشرة بتوجيه الرأي العام كالافتتاحية والكاريكاتير والأعمدة وبريد القراء والمقالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنقد الأدبي والفني والإعلانات حيث يتسم هذا القسم من مواد الجريدة بالتحيز المتعمد الذي يرمي للتأثير في الرأي العام.

2 - القسم الثاني :
 قسم  له علاقة غير  مباشرة بتوجيه الرأي العام ، فبرغم أن الطرائف والقصص القصيرة والهزليات والمواد المثيرة بصفة عامة والتي قد تدور حول الخرافة والجنس والجريمة قد لا تكون موجهة بصفة أساسية للتأثير في الرأي العام إلا أنها تؤثر بلاشك في القيم الخلقية والثقافية للجمهور وخاصة الشباب وصغار السن ،الأمر الذي  لابد و أن ينعكس أثره على أحكام الرأي واتجاهاته أن عاجلاً أم آجلاً .

3- القسم الثالث :
قسم ليس له علاقة بتوجيه الرأي العام ، ومن المواد الصحفية التي تندرج تحت هذا القسم صفحة الوفيات والنشرة الجوية وبرامج الإذاعة والتليفزيون والسينما ، فمثل هذه المواد  لا تثير النقاش  عادة على نطاق عام وليست موجهة في الظروف العادية إلى تكوين رأي عام حول مسألة معينة .
وان كانت هناك أحيانا استثناءات تفرضها أوضاع بعينها ومن هذا القبيل الحملات الدعائية المغرضة التي قد تقوم بها بعض الجهات والتي تستغل عادة كل أبواب الصحيفة لتحقيق أغراضها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
والصحافة تؤثر في الرأي العام عن طريق الخبر والمقال والتعليق والأحاديث الصحفية والتحقيقات والإعلان والصور والرسوم الكاريكاتورية وما بين السطور .

وحتى يكون للصحيفة هذا الأثر الذي نتحدث عنه في تكوين الرأي العام وكسب ثقة القارئ واحترامه ، ينبغي أن تحرص في سياساتها بالنسبة للخبر على المبادئ التالية :

1- أن يكون الخبر الذي تنشره صحيحًا ، فالخبر هو عصب الصحيفة ، وهو الذي يساهم فى تكوين الرأي العام الذي تؤثر فيه الصحيفة ، فلا يجب على الصحيفة أن تعمد إلى تحريف الخبر أو المبالغة فيه ، أو تزييفه ، لان ذلك يمثل خطرًا بالغًا على الصحيفة نفسها من جهة ثم على القارئ الذي يتوقع من الصحيفة الصدق في أخبارها والدقة والأمانة .
فمن بديهيات العمل الصحفي أن " الخبر ليس ملكًا للصحيفة وليس ملكًا للرأي العام ولكنه ملك فقط للحقيقة " ، وان الصحيفة لا تملك أن تنشر أي خبر بالطريقة التي تريدها أو تختلقها ، ولكنها ملزمة بحكم شرف المهنة أن تلتزم الصدق والنزاهة فيما تنشره من أخبار.
2- من حق الصحيفة بعد أن تنشر الخبر بكل الأمانة والصدق ، أن تعلق عليه بما تراه متمشيًا مع سياستها ، وبما يسمح للقارئ  ، ويمكنه بعد قراءة الخبر وتدبره من تكوين رأي له حوله.
3- أن تكون هناك متابعة من الصحيفة للخبر بعد نشره والتعليق عليه ، فبهذه الصورة يتكامل الخبر في ذهن القارئ وضميره ، ويصبح له بدايته ومنتهاه ، وتتحقق رسالة الصحافة ويتأكد دورها القيادي في تكوين الرأي العام .
وحتى تكون الصحافة وسيلة بناءة لتكوين الرأي العام ، وأداة حقيقية للتوعية والتنوير ، لابد أن تتمتع بأكبر قدر من الحرية ، فالصحافة المقيدة عقيمة وعديمة القيمة، ولا تأثير لها على الإطلاق على المجتمع ، والكاتب الذي تقيده المحظورات والمحاذير ، لا يستطيع أن يسطر بقلمه كلمة نافعة أو مجدية ، لان فاقد الشيء لا يعطيه ، وهو عاجز بطبيعة الحال عن أن يقدم  فكرة سليمة ، أو رأيًا صائبًا ، أو وجهة نظر ذات مضمون .


7- وظيفة الرقابة على مؤسسات المجتمع :
كما أن الصحافة لابد أن تعمل على حماية المجتمع ضد استغلال السلطة ، ذلك أن الكثير من الأشخاص في المجتمعات المختلفة يقومون باستغلال سلطاتهم لتحقيق مكاسب أو منافع شخصية على حساب المجتمع ويقومون بإهدار إمكانيات المجتمع لتحقيق هذه المنافـع الشخصية .
والصحافة الحرة المتعددة والمتنوعة هي التي تستطيع حراسة المجتمع وحمايته من الكثير من المشاكل التي تحدث .ويساعدها على القيام بهذا الدور الحرية الواسعة التي تتمتع بها الصحف في هذه المجتمعات الليبرالية من ناحية ثم الحماية التي يكفلها القانون للصحف التي تتعرض لقضايا الانحرافات من بطش السلطة الحاكمة من ناحية ثانية ، كذلك فالقانون في هذه المجتمعات يعطي الصحفي حق عدم الإفشاء بأسماء المصادر التي تغذيه بالمعلومات من ناحية ثالثة.
كما أن الصحافة تستطيع أن تجعل المجتمع كله هو صاحب القرار ، وبالتالي فإن المجتمع يستطيع أن يجبر الحكومة على القيام بعمل معين لصالح المجتمع ، وعلى سبيل المثال فقد قامت جريدة النيويورك تايمز وجريدة الواشنطون بوست في عام1971 بنشر أوراق البنتاجون حول الدور الأمريكي في فيتنام واكتشف الشعب الأمريكي أن الحكومات المتعاقبة التي تنتمي إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي كانت تكذب عليه بشكل منظم ومستمر ، واكتشف الكونجرس نفسه انه لم يكن يعرف سوى القليل عن حرب فيتنام ، كما أصيبت الحكومة بصدمة شديدة نتيجة لنشر هذه الوثائق التي جعلت الشعب يعرف حقيقة ما يحدث في هذه الحرب ، ولم تفلح الحكومة في محاولتها لمنع الصحافة من نشر هذه الوثائق حيث أيدت المحكمة العليا حق الصحف في نشر وثائق البنتاجون .
 ونتيجة لذلك اضطرت الحكومة الأمريكية إلى سحب قواتها من فيتنام ، ويعلق سانفورد بونجر على ذلك بأن الصحافة الأمريكية قد استطاعت بهذا العمل أن تسهم بشكل ملحوظ في الحفاظ على حيوية النظام الأمريكي .
كذلك استطاعت الصحافة الأمريكية بكشفها لقضية ووترجيت أن تجبر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على الاستقالة لكنها حافظت على العملية الديمقراطية في المجتمع الأمريكي .
وكشفت بعض الصحف الأمريكية أيضـًا عن تهرب سبيرو أجني نائب الرئيس الأمريكي السابق نيكسون من دفع الضرائب وحصوله على رشاوى من بعض كبار جال المال لتسهيل صفقاتهم مع الحكومة بالإضافة إلى عدد آخر من التهم . وقد انتهى الأمر بإجباره على تقديم استقالته .
ثم هناك أيضـًا الكشف عن فضيحة رشاوى شركة لوكهيد والتي أحاطت برئيس وزراء اليابان وعدد آخر من كبار المسئولين في العالم وذلك لتقاضيهم رشاوى من هذه الشركة لتسهيل صفقاتهم التجارية مع الحكومات التي ينتمون إليها .
وفي بريطانيا تم الكشف عن فضيحة بروفيمو وزير البحرية البريطانية الذي تورط في علاقة غير شرعية مع كريستين كيللر وقد استغل أحد الجواسيس هذه العلاقة للحصول على معلومات عن الجيش البريطاني .
وفي فرنسا أثيرت قضية هدية الماس التي قدمها الإمبراطور بوكاسا امبراطور أفريقيا الوسطى السابق إلى الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان عندما كان يشغل منصب  وزير المالية قبل توليه منصب الرئاسة .

8- وظيفة توحيد الأمة وتحقيق التماسك :

يزداد تماسك المجتمع وتوحده حول أهداف عليا يسعى إلى تحقيقها أو حلم عام مشترك ، ولاشك أن الصحافة تستطيع أن تقوم بدور مهم في تحقيق هذه الوحدة وهذا التماسك حول هذه الأهداف العليا .
كما يزيد من تماسك المجتمع إحساس أفراده بالتميز الحضاري والثقافي والإحساس بأن لهم حيوية تميزهم عن غيرهم من الشعوب ، وتستطيع الصحافة أن تقوم بدور حاسم في هذه العملية فتعمل على تعميق الأساس بالهوية والتميز الحضاري والثقافي للأمة  من خلال التوعية الدائمة للشعب بالرموز التاريخية والوطنية ، والإسهامات التي قدمها الشعب أو أسلافه في الحضارة الإنسانية ، بالإضافة إلى نقل التراث الثقافي إلى الأجيال الجديدة بما يسهم في تحقيق الارتباط الثقافي بالوطن .

9- وظيفة التنميـة الثقافيـة :

يسود منذ أوائل السبعينات مفهوم جديد للثقافة يوسع نطاقها بحيث يشمل أساليب حياة الشعوب ، ويعتبر التنمية الثقافية عنصرًا أساسيًا من عناصر التنمية الشاملة لأي مجتمع .، فالثقافة  لم تعد هي الآداب والفنون الرفيعة المستوى التي يقبل عليها الصفوة من المواطنين ، بل هي نظرة الناس إلى الكون والحياة وسلوكهم في حياتهم اليومية الخاصة والعامة وبالتالي فهي تشمل العقيدة والفلسفة والعلم والأدب والفن وهي المعيار الذي يقيمون به الصواب من الخطأ وهي التراث الذي يصلونه إلى أجيال تأتي من بعدهم.
وثقافة الأمة هي تنظيم جميع السمات المميزة لها من مادية وروحية وفكرية وفنية ووجدانية كما تشمل تطلعات الإنسان للمثل والبحث الدائب عن مدلولات جديدة لحياته وقيمه ومستقبله .. انها على الأقل تشتمل على ثلاثة مكونات هي : فيما يفكر الإنسان ؟ وماذا يفعلون ؟ وما هي المنتجات التي ينتجونها ؟ وعلى ذلك فان العمليات الذهنية والمعتقدات والمعلومات هي جوانب من الثقافـة .
ويتوقف المستوى الثقافي لجمهور قراء صحيفة ما على نوعية المحتوى الذي تقدمه ومستواه ، ما بين جريدة تقدم المعلومة الصادقة والتحليل الجاد والأخبار والتحقيقات التي تعالج قضايا المجتمع الحقيقية ، أو ترفه عنه بأدب وتوازن ، وبين جريدة أخرى تركز على المعلومات المحرمة ، والأخبار المختلفة ، والقصص المثيرة ، والصور العارية الفاضحة.

10- الوظيفة  التنموية :

ان الدور التنموي للصحافة يمكن أن يتحقق من خلال أكثر من مستوى:

المستوى الأول :

تركيز الانتباه على قضايا التنمية ومشكلاتها وجوانبها المختلفة ، حيث يزداد الآن اعتماد المجتمع العصري الحديث على وسائل الاتصال الجماهيرية قياسًا إلى أشكال الاتصال التقليدي أو المباشر ، ومن هنا تأتي أهمية هذه الوسائل الجماهيرية نظرًا لأنها ستتحكم في نوع المعلومات التي يمكن أن تبثها إلى الجماهير وقيمتها ومضمونها ، وبالتالي فهي التي تتحكم - إلى حد كبير - فيما يمكن أن يعرفه الناس عن موضوعات وما يتحدثون فيه من قضايا .
وهكذا فإن الصحافة يمكن أن تركز الانتباه على موضوعات أو جوانب معينة دون غيرها في مجال التنمية ، مما يجعل لهذه الموضوعات تأثيرًا أكبر في آراء الناس في مجالات التنمية المختلفة واتجاهاتهم نحوها ، كما يمكن الاحتفاظ بانتباه الجمهور - لفترة طويلة - مركزًا على التنمية عن طريق توجيه الاهتمام من حين لآخر إلى عادة جديدة أو سلوك جديد ، أو فكرة مستحدثة يتطلبها التغيير أو تفرضها عملية التنمية ، وبالتالي يمكن استخدام الصحافة بفعالية للتركيز على الموضوعات والقضايا المتنوعة المرتبطة بالتنمية ، وذلك بدرجات متفاوتة على مدار مراحل التنمية المختلفة ، بما يخدم أهداف التنمية ، ويثير الاهتمام بالموضوعات المطلوب التركيز عليها ، ويتيح معلومات كافية عنها ، ويوجه عملية الاتصال المواجهى المباشر - والتي تؤثر في عملية تبني الأفكار المرغوبة واتخاذ القرارات بشأنها - يوجهها في الاتجاه المحابي لمتطلبات التنمية .

المستوى الثاني :

المساهمة في خلق المناخ الصالح للتنمية ، وذلك عن طريق رفع التطلعات وبعث الطموحات لدى الأفراد نحو حياة أو مستقبل أفضل عليهم أن يعملوا على تحقيقه والوصول إليه ، كما يمكن للصحافة أيضـًا أن تسهم في تقديم المواد التي تساعد الجماهير على تغيير واقعهم الاجتماعي والثقافي والفكري والاقتصادي إلى واقع أرقى حتى يمكنهم الإسهام الإيجابي في تطوير بلادهم ، وقد أثبتت دراسات بعض الخبراء أن وسائل الاتصال الجماهيري ذات تأثير فعال في رفع التطلعات ، وأكدت  هذه الدراسات نفسها أن التوجه نحو المستقبل الذي عادة  ما يعكس ازدياد الرغبة والتطلع إلى حياة أفضل ، كما ينعكس في قدرة المواطن على تخطيط هذا المستقبل -  يعتمد اعتمادًا أساسيًا على المعلومات المتوافرة لديه والتي تتيح له إمكانية هذا التخطيط ، كما يذهب كل من ماكليلاند وليرنر إلى أن وسائل الاتصال الجماهيرية تستطيع رفع تطلعات الشعوب واستثارة طموحاتها شريطة أن تدرك الحكومات مخاطر هذه الاستثارة ، وان تكون قادرة على إشباع التطلعات حتى لا يحدث إحباط لدى فئات الجماهير بين ما تتطلع إليه وما يمكنها أن تحصل عليه فعلاً ، وحتى يتحقق أكبر قدر ممكن من التوازن بين التطلعات والرغبات التي تستثيرها وسائل الاتصال وقدرة النمو الاجتماعي والاقتصادي على إشباعها ، أي أن يكون هناك قدر من التوافق بين ما يثار الناس لأجله وما يمكنهم الحصول عليه ، وأن تسعى الحكومات إلى سد الحاجات التي تستثيرها وسائل الاتصال الجماهيرية ،وذلك كله تفاديًا لما يطلق عليه صدمة المستقبل كنتيجة حتمية للإفراط في الإثارة دون تحقيق درجة الإشباع المرتقبة ، مما يضطر الفرد إلى التصرف بشكل يتجاوز مداه الكيفي .
المستوى الثالث :
المساهمة في تنفيذ الحملات التنمويـة : حيث أظهرت -على سبيل المثال- التجارب الأفريقية في استخدام الصحافة المحلية ، الإمكانيات الهائلة للصحافة في مساندة حملات محو الأمية وفي الترويج للأفكار التنموية ووفرت تلك الصحف أيضـًا مادة مقروءة ساعدت المواطنين على عدم فقدان المهارات التعليمية التي اكتسبوها ، إذ توفر الصحف المحلية الفرصة والدافع للقراءة وتدعم الدروس التي تم تعلمها في الفصل الدراسي وتطور عادة القراءة .

11- الوظيفة  الدبلوماسية غير الرسمية :
كثيرًا ما تلعب الصحافة ، بل وسائر وسائل الإعلام الجماهيرية دور الدبلوماسية غير الرسمية والمعلنة بين الدول، بل وبين المؤسسات المختلفة داخل الدولة الواحدة  وبالذات في أوقات الأزمات ، حين يشارك مندوبو أو مراسلو الصحف ووكالات الأنباء في المؤتمرات الصحفية مع الزعماء والقادة السياسيين المعنيين بالقضية لكي يطرحوا رأي الزعماء والقادة ووجهة نظرهم في الموقف أو الأزمة فيتلقاها الطرف الآخر ويرد عليها ، أو قد تعرض عليه من قبل مندوبي أو مراسلي الصحف ووكالات الأنباء أيضـًا ، وقد يلى ذلك اتخاذ اجراءات أو قرارات معينة. .

12- الوظيفة التسويقيـة  :
تؤدي الصحافة الوظيفة التسويقية للسلع والمنتجات والخدمات وأحيانًا - الأفكار والأشخاص خلال الحملات الانتخابية - من خلال الإعلان.
والإعلان في القاموس المحيط للشيرازي هو المجاهرة ، وكان المعلم بطرس البستاني أول عربي يعرف الإعلان بمعناه الاصطلاحي إذ يقول في دائرة معارفه « ان الإعلان أو الإعلام بالفرنسية Avis أو Advertisement وبالإنجليزية Notice  أو Advertisement، وهو في اللغة "الإظهار والنشر" وفي الاصطلاح "الإعلام بأمر مخصوص وطرقه كثيرة ، منها النداء من مكان مشرف ، وفي الأروقة وهو من أقدمها ، ومنها تعليق أوراق في أماكن مخصوصة أو إدراج الخبر في جريدة من الجرائد ".
ويعتبر الإعلان أحد الجهود الاتصالية التي تسعى إلى التأثير في النشاط التسويقي وتحقيق أهداف تجارية ، ويطلق على النشاط الإعلاني (النشاط الاتصالي التجاري) الذي يركز على استخدام مدخل الاتصال الاقناعي لتحقيق التأثير التسويقي المستهدف على جمهور المستهلكين الذين توجه إليهم الجهود الإعلانية بمختلف وسائلها.
ويمكننا إذن القول أن الإعلان هو كافة الجهود الاتصالية والإعلامية غير الشخصية المدفوعة ، والتي تقوم بها منظمات الأعمال ، والمنظمات غير الهادفة إلى الربح ، والأفراد والتي تنشر أو تعرض أو تذاع باستخدام كافة الوسائل الإعلانية ، وتظهر من خلالها شخصية المعلن ، وذلك بهدف تعريف جمهور معين بمعلومات معينة ، وحثه على القيام بسلوك معين .
ويستخدم الإعلان كافة الوسائل الإعلامية كوسائل للنشر كالصحافة ، الراديو ، التليفزيون ، السينما ، الفيديو ، كما يستخدم الحوائط ووسائل النقل ووسائل كثيرة ، وتعد الصحافة بإصداراتها المختلفة من الجرائد والمجلات من أهم وسائل الإعلان ، نظرًا للسمات التي تتصف بها ولطبيعة جمهورها .

ويؤدي الإعلان الصحفي ثلاث وظائف لأطراف صناعة الإعلان الثلاثة وهي : القارئ والمعلن والصحيفة .
*      فالقارئ: يحصل من الإعلان على معلومات جديدة عن سلعة أو خدمة أو فكرة جديدة ، تعاونه في اتخاذ قرار الشراء .
*      والمعلن: يزيد من الطلب على سلعه أو خدماته ، أو الاقتناع بأفكاره ، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة دخله وارتفاع معدلات ربحه .
*      والصحيفة: تحصل على عائد نظير نشر الإعلان ،و الذى يشكل في العادة أكثر من 50٪ من دخلها إضافة إلى التوزيع وبعض عمليات تجارية قد تقوم بها المؤسسة .
فالإعلان الصحفي نشاط هام وحيوي لصناعة الصحافة وللقارئ وللمعلن نفسه ، رغم الانتقادات الكثيرة التي تواجه ضده وأهمها : أنه يشجع الأفراد على الاستهلاك وينمي قيم الإسراف والنزعة للشراء حتى لو كان الشخص لا يحتاج إلى السلعة أو الخدمة المعلن عنها.


13- الوظيفة الترفيهية:

على الرغم من أن الترفيه أو اللهو أو التسلية  Entertainmentيعد من الحاجات الأساسية للإنسان، إلا أن اهتمام غالبية الصحف به عادة ما يكون محدودًا ، وتزداد نسبته في الصحف الشعبية ، ومن خلال أشكال مثل الألغاز والكلمات المتقاطعة والألعاب والكاريكاتير والرسوم الهزلية الساخرة ، وبعض المضامين يمكن للصحافة أن تساهم في تحقيق عملية الترفيه للقارئ بأشكالها المختلفة .
فمن خلال المضمون المتنوع بشكل مستمر والأحداث المتغيرة تستطيع الصحافة تحقيق التنشيطSIMULATION ، فأحد الأشياء التي لا يستطيع الإنسان التغلب عليها هو الشعور بالضجر، ويبدو أن البحث عن التنشيط العاطفي أو الفكري هو أحد الدوافع الكامنة في الطبيعة البشرية. ويرى علماء النفس أن اللهو والترفيه وغير ذلك من صور التخفف من ضغوط الحياة هي من الأشياء الإيجابية في الحفاظ على المستوى الأدبي من النشاط الفكري ، أظهرت الدراسات أن الكثير من الأفراد يعدون القراءة هي وسيلتهم لإضاعة الوقت لكي يتخلصوا من الضجر والسأم .
وأشارت التجارب السيكولوجية إلى أن البشر يتعرضون لتأثير سلبي من جراء حالة تعرف باسم الإفراط الحسي Sensory Overload وهي مرحلة تتشبع فيها البيئة بقدر أكثر من اللازم من المعلومات وعوامل التنشيط ، فيواجه الأفراد بالإفراط الحسي ، ومن ثم ينزعون إلى الراحة  أو الاسترخاء ، ووسائل الإعلام والصحافة من بينها هي أحد مصادر هذه الراحة ، وهكذا ينزع الأفراد إلى قراءة الصحف للتخلص من متاعب الحياة أو الاسترخاء.
كما قد تستخدم وسائل الإعلام ومن بينها الصحافة من أجل التفريج العاطفي   Emotional Release أو التطهير أو التنفيس عن عاطفة أو طاقة ، وهو المظهر الأخير لوظيفة الترفيه أو اللهو أو التسلية.





الفـروق في الوظائف بين الجريدة والمجلـة

1- ترتبط الجريدة عادة بالخبر الصحفي في تحقيق وظائفها ولذلك تتصدر وظيفة الإعلام كافة الوظائف الصحفية الأخرى بالنسبة للجريدة  ، ويعتبر الخبر الصحفي في الجريدة الأساس للانتقال إلى تحقيق الوظائف الأخرى ، مثل شرح وتفسير الوقائع والأحداث وتوعية الرأي العام نحو المستحدثات من النظم والقوانين وكذلك ما يقع من وقائع وأحداث .
2-  تقوم الجريدة من خلال الزوايا والصفحات المتخصصة بوظائف التعليم من خلال دعم التعليم الأساسي ، أو تقديم المعارف والمهارات الجديدة التي تساعد في تطوير الإنسان والمجتمع ، وكذلك تقوم الجرائد بالتسلية والترفيه ، بجانب وظيفة الإعلان التي أصبحت الجريدة تعتمد عليها أيضـًا باعتباره مصدرًا أساسيًا من مصادر التمويل ودعم استمرار الصدور بجانب المصادر المالية الأخرى .
3- باستثناء وظيفة الإعلام التي تكاد تكون الوظيفة الرئيسية للجريدة من خلال الخبر الصحفي ، فإن المجلة تقوم بكل الوظائف الأخرى وبصفة خاصة التوعية وتوجيه الرأي العام من خلال الشرح والتفسير والتحليل والتعليق على أخبار الوقائع والأحداث ، وكذلك التعليم وتطوير المهارات الفردية والجماعية ، المهنية والوظيفية ، التي تظهر بوضوح في المجالات العلمية والفنية المتخصصة ، التي تهتم بالفروع النظرية والتطبيقية للعلوم المختلفة ونقل تجارب الآخرين في هذه المجلات إلى القراء أصحاب الاختصاص فيها .
4- لا يعني هذا عدم قيام المجلات بوظيفة الإعلام نهائيًا ، ولكن هناك مجالات تهتم بالخبر أساسًا ، سواء الخبر العام الذي يهم كل القراء ، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والشئون الدولية ، مثل مجلة تايم الأمريكية التي تعتبر من المجلات الإخبارية وكذلك وظيفة الإعلام المتخصص بتعريف أصحاب الاختصاص بما يستحدث في مجال التخصص ، مثل المجلات المهنية ، أو المجلات الفنية . فالمجلات تقوم بوظيفة نقل الحقائق والأفكار والمعلومات إلى ملايين القراء ، ولها قوة اجتماعية من خلال وظيفة التعليم التي تقوم بها المجلات ، ويعتمد عليها الكثيرون ليعيشوا في بيئتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الواسعـة . وبالإضافة إلى ذلك فان المجلة تربط القراء بوطنهم من خلال شرح الأحداث والأفكار ، وتعطيهم الحس الوطني تجاه هذه الأفكار والأحداث ، وتقوم بوظيفة الإرشاد والتوجيه في الحياة اليومية ، وتقدم إلى القراء التسلية والترفيه الذي يعتبر زهيد الثمن قياسًا إلى الوسائل الأخرى ، بجانب التعليم والتعريف بالتراث الثقافي للأفراد .
5- أن الوظائف التي تقوم بها المجلة تتقارب كثيرًا مع وظائف الجريدة ، والوسائل المطبوعة بصفة عامة ، ولكن يظل التفاوت في تحقيق هذه الوظائف مرتبطًا إلى حد بعيد بدورية إصدار المجلة ، ومستوى تخصص محتواها ، وقرائها ، والفروق المرتبطة بالعملية الإنتاجية للمجلة عن غيرها من المطبوعات .






هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع