خطوات إنتاج
الفيلم التسجيلى
×
تمهيد:
يتفق الفيلم التسجيلي مع
البحث العلمي في كثير من الخطوات، حيث يقوم على فكرة محددة أو ما يمكن أن نطلق
عليه مشكلة يحدد لها المخرج عنواناً وزمناً معينين لطرحها سينمائياً،
ويخاطب الفيلم التسجيلي العقل أساساً ويعتمد في ذلك على تقديم المعلومات والبراهين
والأدلة، وقد ينفذ بعد ذلك إلى العاطفة، ويتسم بالوضوح والتوجه إلى جمهور مستهدف
تجمعه خصائص واهتمامات محددة لتحقيق هدف محدد، والفيلم التسجيلي له بداية ونهاية،
والتي قد تتمثل في طرح مزيد من الاستفسارات لأفلام أخرى أو لنقاش مع أفراد
الجمهور.
وتمثل هذه الخطوات بشكل ما
السيناريو المبدئي، وإلى جانب هذه الخطوات الفنية توجد خطوات أخرى كتحديد
ميزانية الإنتاج، والوقت اللازم للإنتاج، وتصاريح التصوير، حيث إن إنتاج الفيلم التسجيلي
يعتمد على التفكير والتخطيط المسبق والإدارة.
وقبل البدء في تنفيذ عملية
إنتاج الفيلم التسجيلي يتم عمل جدول للتصوير(كرسم تخطيطي شامل للفيلم)، ثم يتم
تحديد مشاهد الفيلم في جدول التصوير مجمعة بالترتيب التي ستصور به، وجدول التصوير
هذا تعده إدارة الإنتاج، وهو بمثابة برنامج للعمل اليومي موضح به المشاهد التي
ستصور وأماكن التصوير، وهذا الجدول يدرس بواسطة جميع المشاركين بالفيلم، حيث يعد
كل قسم قائمة احتياجات العمل يومياً بحيث يكون كل شيء في متناول اليد عندما يحتاج
إليه، والعناية بالتخطيط والدراسة قبل بدء التصوير من الأهمية لأنها توفر في وقت
التنفيذ والجهد والتكاليف.
والأفلام التسجيلية يمكن أن
تدور حول أي موضوع، فقد تدور مثلاً حول السلوك الإنساني بما في ذلك الإبداع
الإنساني في أي مجال من المجالات، أو قد تدور حول أي مجال من مجالات التاريخ، أو
سلوك الحيوان أو حياة النبات، أو أي مجال آخر من المجالات العلمية...، فالفيلم
التسجيلي قد يدور حول أية توليفة من الموضوعات طالما أنه يتم معالجة هذه الموضوعات
بطريقة حقيقية أو واقعية وتتضمن تقديم معلومات، وفي عملية صنع وإنتاج الأفلام
التسجيلية قد يقوم القائمون على هذه العملية بتسجيل أو تصوير مادة فيلمية جديدة
سواء كانت سابقة الإعداد أي تم الإعداد لها بطريقة مسبقة أو تم تصويرها بطريقة
عفوية تلقائية، أو قد يقومون بإعادة خلق أو تكوين أو ابتكار موضوعات جديدة، فقد
يحاولون التقاط المظهر والصورة والصوت للأشياء الحقيقية أو الأصلية بأقرب صورة أو
طريقة ممكنة، أو قد يلجأون لأكثر من أسلوب من الأساليب السابقة، فقد يقومون بتنعيم
الإضاءة أو تغيير الألوان الخاصة بصور معينة، وقد يمزجون بين الصور التي قاموا
بالتقاطها وصور أرشيفية أخرى، ويستخدم التسجيليون كل مصادر المعلومات المتاحة سواء
المصورة أو المكتوبة أو السمعية...، فقد يستخدمون أو يوظفون مسامع أو مشاهد من برامج
إذاعية أو تليفزيونية
أو صورا
ثابتة أو تسجيلات صوتية أو صورا ورسوما ولوحات فنية أو وسائل إيضاح
أو خرائط ... أو غيرها من المصادر، وغالباً ما يتم إضافة التعليق الصوتي، أو قد
تتضمن الأفلام التسجيلية مقابلات أو حوارات (غير مؤلفة) أو حديثا مباشرا
للشخصيات أمام الكاميرا يصاحبه تعريف بهم من خلال كروت العناوين Title
Cards التي تظهر على الشاشة، أو قد يحدث مزج بين
أسلوبين أو أكثر من هذه الأساليب، كما أنه قد يتم إضافة مؤثرات صوتية أو موسيقى
للفيلم التسجيلي أو كلتيهما،
كما أنه غالباً ما يخضع الفيلم التسجيلي لعملية المونتاج التي يتم من خلالها
اختيار اللقطات التي ستظهر في النسخة النهائية من الفيلم من بين كل اللقطات التي
تم تصويرها، ثم يتم ترتيب هذه اللقطات بطريقة تحقق الهدف من الفيلم، كما يتم خلال
هذه العملية توليف جميع المصادر الصوتية والمرئية المستخدمة بطريقة إبداعية
وخلاقة.
والعمل في مجال الإنتاج
التسجيلي ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض، خصوصاً إذا ما قورن بمجال العمل في
الاستوديو
في الفيلم الروائي، الذي يستخدم فيه كل ما في هذا الاستوديو من بلاتوهات وأجهزة
ومعدات ضوئية وصوتية...، فقد يقتضي الأمر عند تصوير اللقطات التي يتألف منها
الفيلم التسجيلي انتقال وسفر مجموعة العمل إلى الصحاري والجبال والحقول والمصانع
والمدن والقرى إلى آخر المواقع التي يلزم الانتقال إليها لتسجيل اللقطات التي تخدم
فكرة الفيلم وموضوعه.
فيفترض دائماً أن صناع
الأفلام التسجيلية يقومون ببساطة بعملية ملاحظة للواقع ثم يقومون بعملية تسجيل
موضوعية للأحداث الحقيقية، ولكن الحقيقة أن صناع الأفلام التسجيلية لا يقومون
ببساطة بتوجيه كاميراتهم نحو الموضوعات التي يريدون تصويرها ويتركون الكاميرا تدور
وتصور بطريقة موضوعية، ولكنهم في الواقع يوظفون ويستخدمون مدى واسعا من الأساليب والتقنيات خلال
عملية صنعهم للأفلام التسجيلية، كما تمر هذه العملية بعدة مراحل.
×
مراحل أو خطوات إنتاج الأفلام التسجيلية:
( هام محل سؤال )
مرحلة جمع المعلومات:
من الحقائق التي لا يختلف
عليها أحد من المهتمين بالفيلم التسجيلي أن نجاح هذا النوع من الأفلام يعتمد بشكل
أساسي على اعتبارين:
الاعتبار الأول: هو موضوع الفيلم ومدى
وضوحه، فالموضوع في الفيلم التسجيلي هو نقطة البداية، فيجب الاهتمام به والعناية
بتوضيحه بمنتهى
الدقة.
الاعتبار الثاني:
هو طريقة المعالجة والعرض بالنسبة للموضوع، فلا يكفي أن يكون الموضوع المختار من
الموضوعات التي تهم الناس، لأن أي موضوع مهما بلغت درجة اهتمام الناس وإعجابهم به
يلزم إلى جوار الموضوع الجيد الذي يهم الناس أن تكون المعالجة أيضاً جيدة، وأن
يكون العرض مناسباً مع المهارة في اختيار المرئيات وتجميعها وترتيبها بشكل مدروس
يبرز الغرض أو الهدف الذي يراد توصيله للناس أو للجمهور المستهدف.
ويمر الإعداد لموضوع الفيلم
التسجيلي بمرحلة مهمة تبدأ قبل البدء في كتابة السيناريو بوقت قد يطول أو يقصر وقد
تمتد بعده طوال مدة التنفيذ وذلك بحسب الضرورة، هذه المرحلة هى ما يعرف بمرحلة
البحث العلمي أو جمع المعلومات، وهي تبدأ مباشرة بعد الاستقرار على موضوع
الفيلم أو فكرته الأساسية بشكل عام وكلي، وتبدأ عملية البحث العلمي أو جمع
المعلومات بمحاولة أولية لاستكشاف الموضوع يتم فيها معرفة أبعاده وتحديد النقاط
الأساسية التي يدور حولها البحث.
ونخلص من كل ما سبق إلى أن
عملية البحث العلمي أو جمع المعلومات هي من أهم العمليات الأساسية بالنسبة للفيلم
التسجيلي، وأنها تبدأ مباشرة بعد الانتهاء إلى فكرة الفيلم، ويجب أن يقوم بها كاتب
السيناريو مع المخرج ما لم يكن المخرج هو كاتب السيناريو، وهذه العملية قد تمتد حتى
المراحل النهائية لتنفيذ الفيلم، وهي تبدأ باستكشاف الموضوع، وأدوات ذلك: الكتب
والنشرات والمراجع المكتوبة...، فيجب الرجوع إليها والاطلاع عليها لتكوين فكرة
شاملة وتفصيلية عن مختلف جوانب الموضوع الذي نهتم به، وتكون قد تحددت لدينا مجموعة
التساؤلات والاستفسارات التي تحتاج إلى أجوبة علمية متخصصة، ويكون هذا هو دور
المتخصصين الذين يجب الرجوع إليهم في هذه المرحلة لوضع الإجابات
العلمية على كافة التساؤلات التي قد تنشأ حول الموضوع.
×
تنظيم المعلومات في الفيلم التسجيلي:
الفيلم التسجيلي سواء أكان
إخبارياً هدفه الإعلام عن شىء
أم كان توجيهياً هدفه الإقناع بعمل شىء...، فهو يتشابه في
الغاية مع المحاضرة العلمية أو المقال أو النشرة أو الكتاب العلمي، ومن ثم فإن أول
خطوة لكتابة الفيلم التسجيلي على الورق هي ترتيب المعلومات التي تجمعت لدينا
ترتيباً منطقياً يبين الحقائق والأفكار المختلفة، وهذه المرحلة تحدد وتبين كمية
المعلومات التي قررنا أن يتضمنها الفيلم دون التطرق إلى تحديد الصورة التي ستظهر،
فهذا دور السيناريو الذي يأتي في المرحلة التالية حيث تضاف الرؤية الفنية في عرض
الأفكار حتى تبدو أكثر تشويقاً بقدر المستطاع.
والأهمية الأولى لعملية
ترتيب المعلومات تبدو في تحديد الزاوية التي يتم بها عرض الموضوع، كما أنها تحدد
الفكرة الرئيسية التي يدور حولها الفيلم أساساً، ثم تحدد الأفكار الأخرى المؤيدة
أو المعاونة للفكرة الرئيسية، ويجب هنا أن يكون التمييز بين الفكرة الرئيسية والأفكار
المعاونة واضحاً تمام الوضوح حتى لا تطغى إحدى الأفكار الثانوية المعاونة على
الفكرة الرئيسية وتحجبها فيأتي الفيلم فاقداً للاتجاه وللشكل وللموضوع.
وهناك
بعض القيم التي يجب توخيها ونحن بصدد ترتيب المعلومات في الفيلم التسجيلي، وهي:
1.
الوضوح.
2.
البساطة.
3.
الوحدة.
4.
وجود علاقة سببية ومنطقية بين
الأفكار التي يضمها الفيلم.
وتبدأ
عملية ترتيب المعلومات بمحاولة تحديد الغرض الرئيسي للفيلم بشكل عام، وتدور
الأفلام التسجيلية عادة بين واحد من الأغراض الآتية:
1-
إخبار المشاهد بشىء.
2-
إقناع الناس بفكرة جديدة أو تبني رأي مستحدث أو اتجاه جديد.
3-
خلق رأي عام مؤيد لفكرة أو اتجاه موجود فعلاً.
4-
حفز الجماهير على اتخاذ خطوة معينة في موضوع معين.
5-
الإقناع برأى مخالف لاتجاه تواتر عليه
رأى الناس.
وتحديد
أحد هذه الأغراض للفيلم يجعل مهمتنا بعد ذلك سهلة في تحديد الخط الذي سيسير عليه
الفيلم، ومن ثم تحديد الفكرة الرئيسية وغير ذلك يصبح بالطبع من الأفكار المعاونة.
وبعد
ذلك تأتي الخطوة الثانية في مرحلة تنظيم المعلومات، وفيها نقوم بتلخيص الفكرة
الرئيسية للفيلم في جملة أو تصريح قصير يتضمن المعنى المحدد الذي نريد توصيله إلى
الناس، ومؤدى هذا تحديد المقدمة المنطقية لموضوع الفيلم، أو بتعبير آخر تحديد
الغرض الذي يهدف إليه الفيلم بشكل تفصيلي.
ثم
تأتي بعد ذلك الخطوة الأخيرة في عملية تنظيم المعلومات، وهي وضع كمية المعلومات
التي نرى أن يتضمنها الفيلم على الورق في ترتيب منطقي يحدد العلاقات بينها بشكل
واضح يخدم الهدف من الفيلم، وقد تبدو هذه المهمة سهلة للغاية ولكنها على النقيض من
ذلك تماماً، فهي ليست سهلة بالمرة، وقد يتم إنجازها أكثر من مرة وبعد كل مرة يكتشف
المعد أنه غير راض عما فعل فيمزقه ويعاود الكرة من جديد إلى أن يصل إلى مبتغاه.
ننتقل
بعد ذلك إلى مرحلة وضع الخطة الابتدائية للسيناريو، وهذه المرحلة إنما تتصل بمرحلة
السيناريو ولا تدخل ضمن عملية جمع المعلومات ولكننا سنتعرض لها دون التطرق بعيداً
إلى تفاصيل كتابة السيناريو وذلك لاتصالها الوثيق بمرحلة البحث العلمي، بل هي حلقة
الوصل بين البحث العلمي والعمل الفني أي السيناريو، وتتلخص هذه المرحلة في عمل
معالجة تمهيدية للمعلومات التي سبق جمعها وترتيبها، ففي هذه المرحلة يتم أول تعامل
فني مع المادة العلمية في محاولة أولى لترجمتها إلى لغة السينما، وأهم ما يواجهنا
ونحن بصدد وضع الخطة الابتدائية للسيناريو في الفيلم التسجيلي هو تحديد المدخل، أي
كيف نبدأ الفيلم، وليست هناك قواعد معينة تحدد كيفية اختيار مقدمة الفيلم
التسجيلي، والقاعدة الوحيدة هي أن بداية أي فيلم لا بد وأن تنبع أساساً من
موضوعه.
×
كتابة النص:
المعروف أن للسينما لغة خاصة لها مفرداتها التي يستعملها السينمائي
لتعبر عن موضوع فيلمه وتوصله إلى الجمهور،
ويختلف التأثير من حالة إلى أخرى بحسب مستوى استخدام المفردات وبحسب أسلوب تناول
هذه المفردات، فقد يكون الاستخدام أو التناول ركيكاً وقد يكون جيداً، فالمعالجة هي
المحك الرئيسي للنجاح والتأثير.
وتختلف
المعالجة في الفيلم التسجيلي عنها في الفيلم الروائي، ففي الفيلم الروائي يكون
التعامل مع أحداث مؤلفة يجرى
تصويرها في الغالب داخل ديكورات مصنوعة ويقوم بتشخيصها ممثلون محترفون.
أما بالنسبة للفيلم التسجيلي، فيكون التعامل مع عناصر واقعية حقيقية: فموضوعه معلومات علمية ومواقف الحياة اليومية للناس ليس فيها أي
خيال أو أية مواقف مؤلفة، ولا ديكورات مبنية داخل الاستوديو بل شوارع وبيوت
ومصانع وحقول حقيقية.
ومن خلال البيانات
والمعلومات المتاحة يمكن للكاتب أو المعد أن يضع مشروع التصوير(السيناريو) للفيلم،
حيث يحدد مواقع التصوير وأماكنها والأشياء التي سيجرى تصويرها، محدداً أحجامها
وأشكالها في قالب فني تتحرك الكاميرا على أساسه، وبذلك يكون المطلوب من الكاتب هو
تحديد اللقطات والمشاهد ووصف كل لقطة على النحو المطلوب، بحيث تتحرك الكاميرا على
هذا الوصف...
ويمكن
القول إنه
إذا كان في الإمكان كتابة سيناريو كامل ومحكم في السينما الروائية، فإن هذا لا
يحدث عادة ولا يمكن أن يحدث بالنسبة للسينما التسجيلية، حيث يكون السيناريو عادة
مجرد تخطيط لمشاهد الفيلم يتضمن بصورة أساسية رؤية المخرج أو الكاتب بالنسبة
للفكرة الرئيسية التي يتبناها الفيلم، وهذه الرؤية تتكون عادة خلال مرحلة جمع
المعلومات، وهي التي تحدد شكل المعالجة وشكل السيناريو، وقد تكون على شكل مجموعة سطور في عمود واحد على غير الشكـل المعهود
للسيناريو وقد تكون على شكل عمـودين : العمود الأيمن منها خاص بالصورة والعمود
الأيسر خاص بالخطوط الرئيسية للتعليق.
والواقع أن الدراسة الوافية لموضوع الفيلم، والاختيار الدقيق
لكمية المعلومات والمعاينة الدقيقة لمواقع التصوير والاتصال بالأشخاص أصحاب القضية
التي يعالجها الفيلم... كلها إجراءات ضرورية وأساسية في العمل بالنسبة للفيلم
التسجيلي، وهي الضمان والطريق الوحيد لإنتاج فيلم تسجيلي جيد،
لكن تبقى مع ذلك حقيقة أنه من الصعب كتابة السيناريو
الكامل على الورق أو وضع قواعد جامدة تحكم
كتابة نص الفيلم التسجيلي، فموضوع كل فيلم ونوعه وأسلوب كل مخرج هو الذي يحدد شكل
النص، وفي كل الحالات فإنه لا يمكن كتابة نص كامل محكم يمكن تنفيذه كما هو تماماً.
غير
أن هناك اعتبارين مهمين لا بد من الإشارة إليهما كمؤشرات أساسية يجب مراعاتها عند
كتابة أو العمل في الأفلام التسجيلية
الاعتبار الأول
هو أن الحركة المناسبة في الفيلم هي
إحدى دعائم نجاحه، فبدون الحركة المناسبة يكون
الفيلم إما بطيئاً مملاً متى كان
البطء بلا مبرر موضوعي ولمجرد تطويل مدة الفيلم، أو
أن يكون سريعاً مزعجاً متى كانت السرعة بلا ضرورة سوى الإيهام بوجود
إيقاع، وهذا خطأ يقع فيه بعض المونتير في الفيلم التسجيلي، فالسرعة والبطء لا بد
وأن يكون لهما مبرر موضوعي.
الاعتبار الثاني
خاص بالتعليق، فيندر أن يوجد الفيلم
التسجيلي الذي لا يستخدم التعليق بشكل ما أو آخر، وأهم موهبة لا بد أن يتمتع بها
كاتب سيناريو الفيلم التسجيلي هي موهبة كتابة التعليق، والوظيفة الرئيسية للتعليق في الفيلم التسجيلي هي تقوية ما تعرضه الصورة،
لهذا فإن التعليق
لا يكتب عادة إلا بعد الانتهاء من مونتاج الفيلم، حتى يمكن تحديد ما
تحتاجه اللقطات المختلفة من تعليق، وتحديد حجم التعليق وزمنه على وجه الدقة.
ويقوم التعليق بتقوية تأثير الفيلم، وذلك بتوضيح المعاني التي
تعرضها الصورة، ومن خلال هذا التوضيح فإنه
يمكن أن يتم التعاطف بين المتفرج والفيلم، ويمكن استخدام التعليق في الانتقال من فكرة إلى أخرى أو من مكان إلى آخر، خاصة
وأن المتفرج يحب دائماً أن يعلم أين كان وأين هو الآن وأين سيكون؟، وللتعليق فوق هذا وظيفة مباشرة في عرض وتأكيد الفكرة
الرئيسية للفيلم، وتوضيح هدف الفيلم، ثم تلخيص الأحكام النهائية التي يتوصل إليها
الفيلم، وينبغي أن يكون التعليق أقل ما
يمكن مع مراعاة أن وضع تعليق بدون ضرورة قد يضعف الفيلم، كما أن الإقلال من
التعليق أكثر من اللازم قد يفقد الفيلم الوضوح مما يقلل من إحساس المتفرج بقيمة
العمل.
ـــــــــــــــــــــــــ
بالتوفيق،،،،،،
Mamdouh Hakim
0 التعليقات:
إرسال تعليق