1‏/11‏/2015
الأحد, نوفمبر 01, 2015

ترم سابع .. مادة الافلام الوثائقية .. تابع خطوات انتاج الفيلم التسجيلى كامله .. بالتوفيق

تابع خطوات إنتاج الفيلم التسجيلى

×      كتابة التعليق:
يندر أن يوجد الفيلم التسجيلي الذي لا يستخدم التعليق، فالأفلام التسجيلية بكل تصنيفاتها بدءًا من الفيلم الإخباري وعبوراً بالفيلم الوصفي وفيلم المعرفة والفيلم التعليمي فالفيلم التعبيري ثم الفيلم الذاتي... كلها تحتاج إلى التعليق وتستخدمه، وإن اختلفت كميته من فيلم إلى آخر، فهناك لكل فيلم موضوع أو قصة ما، وعرض تفاصيل هذا الموضوع أو القصة بمجرد استخدام الصور المرئية قد لا يكون وافياً بالشكل الكامل مثلما يحدث بمساعدة التعليق وذلك إلا في حالات تجريبية خاصة ونادرة لا تتيسر دائماً.
والمعروف أن هناك عناصر للغة الفيلمية تعتبر أدوات المخرج يستخدمها بأسلوبه في التعبير عن مضمون الفيلم أو عن زواياه الفيلمية، وأن أهم هذه العناصر بالنسبة للفيلم التسجيلي هي:
1.       الصورة: فهناك المعنى النابع من الصورة نفسها كمضمون ومرئيات وتكوين.
2.       التتابع: فهناك المعنى النابع من تتابع الصور الفيلمية.
3.       الأصوات: فهناك المعنى النابع من الأصوات المختلفة التي تصاحب الصورة الفيلمية، سواء أكانت مؤثرات صوتية كأصوات الآلات أو مؤثرات حية لبشر أو لكائنات حية أخرى مثل الحيوانات.
4.                   التعليق: فهناك معنى يضيفه التعليق بعد ذلك، وهو ما نتكلم عنه بالتفصيل فيما يلي:
وظائف التعليق:
للتعليق في الفيلم التسجيلي وظيفة رئيسية هي تقوية تأثير الفيلم، وذلك بتوضيح المعاني التي تعرضها الصورة، فالتعليق يشرح مغزى الصورة وليس الصورة نفسها، وقد يضيف أشياء تخفى على نظـــــر المتفـــــــرج فــــــى الصـــــــورة أو يشرح نتائج ما يجري في الفيلم، فهو يضيف بعداً جديداً للصورة هو التفسير أو الاستنتاج، وهذه هي الوظيفة الرئيسية للتعليق في الفيلم التسجيلي، وهناك وظائف أخرى للتعليق في الفيلم التسجيلي قد توجد كلها أو بعضها في الفيلم الواحد، وأهم هذه الوظائف هي:
أولاً- الوظيفة الكاشفة: وهذه الوظيفة تلعب دورين في الفيلم التسجيلي: الأول كشف المكان الذي تجرى فيه الأحداث التي تتضمنها لقطات أو مشاهد الفيلم وكشف زمن حدوثها، والدور الثاني هو الربط بين المشاهد وفقرات الفيلم.
ثانياً- الوظيفة الإيقاعية: المعروف أن التعليق يزيد دائماً من سرعة الفيلم، فهو يثير اهتماماً موازياً ومماثلاً لما تثيره الصورة واللقطات والمشاهد التي تتوالى في تتابع أمام أنظار المتفرجين، فإذا كانت الصور مؤثرة بذاتها، وهذا شيء طبيعي وأساسي بالنسبة لنجاح الفيلم، فإن التعليق الجيد يستطيع بعد ذلك تضخيم وتأكيد وزيادة هذا التأثير، بما يزيد من سرعة الإيقاع الفيلمي ويؤكد نجاح الفيلم.
ثالثاً- الوظيفة الإخبارية أو التعريفية: من الوظائف الأساسية للتعليق في أغلب تصنيفات الأفلام التسجيلية هي أن يخبر، أو بتعبير آخر أن يجعل الناس تعرف بأنه يضيف لهم معلومات جديدة.
هذه هي أهم وظائف التعليق في الفيلم التسجيلي... وهذه الوظائف الثلاث: الكاشفة والإيقاعية والإخبارية قد تجتمع كلها في فيلم واحد وقد يوجد بعضها فقط، وبصفة عامة يمكن القول بأن التعليق الصوتي باعتباره المادة الكلامية التي تصاحب الصور في الفيلم التسجيلي يؤدي عدداً من الوظائف الأخرى في هذا الصدد نجملها فيما يلي:
1.            عرض الفكرة الرئيسية للفيلم وتوضيح هدفه.
2.            تأكيد الصورة وتعميق مضمونها وزيادة تأثيرها وتوضيح معناها ومغزاها.
3.            الكشف عن المكان الذي تجرى فيه الأحداث التي تتضمنها لقطات ومشاهد الفيلم.
4.            الكشف عن الزمن الذي تجرى فيه الأحداث والوقائع.
5.            الربط بين فقرات ومشاهد الفيلم.
وفي كل الحالات لا بد وأن يتصف التعليق في كافة الأفلام التسجيلية بخصائص أساسية يجب توافرها لنجاحه، ويتعين على كاتب التعليق أن يكون ملماً بهذه الخصائص، فلكي تأتي كتابة التعليق على الأفلام محققة لوظيفتها والهدف منها فإن هناك العديد من القواعد والاعتبارات والأسس التي توصل إليها الخبراء والباحثون والعاملون في هذا المجال نعرضها على النحو التالي:
1.     إذا كانت الصورة معبرة عن المعنى المطلوب فإنها في هذه الحالة لا تحتاج إلى أي تعليق صوتي مصاحب، ويمكن الاكتفاء في هذه الحالة باستخدام المؤثرات الصوتية أو الموسيقى التصويرية، والتي يمكن- في هذه الحالة- أن تساعد المشاهد على المزيد من التركيز والتفاعل مع المادة التي يشاهدها.
2.     لا بد وأن يتطابق مضمون التعليق مع مضمون الصورة، ولا يقصد بالتطابق هنا تكرار المعنى أو إعادة ترديد ما تقوله الصورة بكلمات منطوقة، بل المقصود بالتطابق هو التوافق بين ما يعرض من صور وما يقال من كلمات، بحيث ينصب الكلام على الصورة المعروضة فيكمل كل منهما الآخر.
3.     يجب أن يتزامن التعليق مع الصورة، أي أن يتلاءم مع إيقاعها وسرعتها، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة أن يكتب النص مع التصور الدقيق لمضمون وحركة المشهد، فإذا كانت هناك حركة مثيرة من أي نوع مثلاً فإن التعليق في هذه الحالة يجب أن يسبق الحركة ويمهد لها ويدخل إليها شارحاً دلالتها قبل حدوثها، أو أن يتبعها بالتعليق عليها وشرح مغزاها.
×      خصائص التعليق:
أولاً-  يجب تكون بسيطة ليس فيها أية تعقيدات لفظية، وأن تكون التركيبات اللغوية سهلة، وأن تكون الجمل قصيرة سهلة الفهم دونما حاجة إلى استعادة.
ثانياً- يكون متناسباً مع هذه الصورة، ولا يمكن سماعه مستقلاً، فهو والصورة وجهان لعملة واحدة هي الفيلم التسجيلي، ويكون التناسب بين التعليق والصورة موضوعياً بتطابقه مع مضمون الصورة ومغزاها.
ثالثاً- الاقتصاد في الكلمات بالنسبة للتعليق، وهذا من أولويات الأمور التي يجب أن يتميز بها التعليق، فعلى كاتب التعليق أن يقول كل شيء بأبسط طريقة ممكنة وبأقل عدد من الكلمات، ويتعين لتحقيق هذا أتباع الآتي:
1.         يراعى ألا يستغرق التعليق عادة أكثر من ثلث الفيلم.
2.       يراعى الابتعاد عن الكلام المكرر وعن الألفاظ التي لا هدف لها سوى التنميق، بينما هي لا تضيف أي جديد إلى المعنى.
3.      يراعى أن يكون هناك توازن بين الكلمات وبين المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية، فيجب دائما أن تكون هناك فراغات خالية من التعليق لتملأ بالموسيقى أو المؤثرات، والمعروف أن المؤثرات الصوتية تشكل عنصراً مهماً من عناصر التأثير في الفيلم التسجيلي
ولا يجب أن نفسدها بمزاحمتها بالتعليق.
رابعاً- بداية التعليق مهمة للغاية، فهي أول كلمات تطرق أذن المتفرج، والتعليق الأخير هو الذي يحاول به ترك المتفرج وهو يشعر بالرضا.
وهذا أهم ما يمكن أن يقال حول التعليق في الفيلم التسجيلي، وتبقى هناك مجموعة نصائح نوجهها لمن يعملون في كتابة التعليقات للأفلام التسجيلية، وهي:
1.               تكون كلمات التعليق بسيطة والجمل قصيرة بقدر المستطاع.
2.               يتغير طول الجمل بحيث لا يكون التعليق رتيباً وعلى وتيرة واحدة منعاً للملل.
3.               لا يتطلب الأمر في كتابة التعليق أن تكون الجمل كاملة من الناحية اللغوية، أي تتكون من فعل وفاعل ومفعول به أو مبتدأ وخبر.
4.               يراعى دائماً وبشكل أساسي وجود فراغات بين فقرات التعليق لملئها بالمؤثرات الصوتية أو الموسيقى بدلاً من الكلام، فغالباً ما تحتاج العين والأذن إلى هذه الفراغات ليتسنى لهما استيعاب الصورة وتأملها.
5.                يتعين عليك وأنت تكتب التعليق أن يكون في ذهنك تصور دقيق لمضمون وحركة المشهد، فإذا كانت هناك في الصورة حركة قوية مثيرة من أي نوع فيكون واجب التعليق أن يسبق هذه الحركة ويقود إليها وهو يشرح دلالتها ثم يتبعها بشرح مغزاها، وأنه متى كانت الصورة تستطيع بذاتها وبمفردها التعبير عن مضمون هذه الحركة بحيث يستطيع المتفرج أن يتابعها ويدرك مغزاها دونما حاجة إلى كلمات شارحة، ففي هذه الحالة يكون أي مؤثر صوتي أو أية جملة موسيقية معدة أفضل من الكلمات المنطوقة التي قد تقطع على المتفرج تركيزه واستمتاعه بالفيلم.
سيناريو الفيلم التسجيلي وخطوات إعداده:
السيناريو هو وصف الحركة السينمائية على الورق، فهو وثيقة مكتوبة بدقة تصف المناظر منظراً منظراً مع تفاصيل الصوت المصاحب للفيلم، ويشتمل السيناريو على قسمين هما:
(أ‌)    القسم الأول: الحركة والمشاهد.
(ب‌)  القسم الثاني: الكلام المصاحب للحركة والمشاهد.
وفي الفيلم التسجيلي نتعامل مع العالم الحقيقي الذي حولنا؛ ولذلك لا يستطيع كاتب السيناريو أن يكون دقيقًا في كتابته، حيث إن هناك بعض الأفلام التي يضطر فيها المخرج إلى التخلي عن السيناريو بشكله التفصيلي ويستبدله بسيناريو نظري مبدئي يحوي مجرد خطة للتصوير منظمة ومرتبة.
ومن هنا يتضح أن الفيلم التسجيلي ليس له سيناريو دقيق ومحكم - في أغلب الأحيان- لأنه في تعامله مع الواقع تظهر وتستجد أشياء غير متوقعة ولا يمكن التحكم فيها، لذلك قد يضطر صانع الفيلم التسجيلي إلى التخلي عن السيناريو بشكله التفصيلي واستبداله بسيناريو نظرى يحوى خطة التصوير، وفي الأفلام التسجيلية - في أغلب الأحيان - نجد عند بداية كتابة السيناريو بعض الاحتمالات التي تترك بدون تحديد نهائي حتى وقت التصوير، وهذا الأسلوب لا يظهر انخفاض مستوى المخرج - والذي هو في الغالب كاتب السيناريو أو صاحب الفكرة - ولكنه مرتبط بخصائص المجال الفني للعمل التسجيلي وأهدافه وفلسفته.
ولا يعنى ذلك التخلي النهائي عن السيناريو المبدئي أو ما يمكن أن نطلق عليه التصور المقترح لسير العمل في ضوء الهدف المطلوب حيث إنه إذا تخلى المخرج في الفيلم التسجيلي عن السيناريو تماماً وعن التفكير والتحديد النسبي المسبق، يجد نفسه هو والكاميرا أمام كل العناصر منشقة وغير منظمة لأن الحياة الواقعية الحقيقية أكثر اتساعاً بحيث لا يمكن أن يختار منها صورا بدون ترتيب سابق واختيار منظم،  وفي نفس الوقت لا يمكن أن تحدد بدقة شديدة كل لقطة يقوم بها المخرج أو المصور بتسجيلها مثلما يحدث في الفيلم الروائي.
نوعيات السيناريو في الفيلم التسجيلي:
ينقسم السيناريو في الفيلم التسجيلي إلى ما يلي:
1- السيناريو النظري:
وهو الذي يعرض في سلاسة الأحداث والحقائق التي يجب أن تصور لكي تعطي المعنى الذي يعبر عن الفكرة الأساسية، وفي هذا النوع من السيناريو نجد الخطوط العامة للفيلم بدون تحديد دقيق لأحجام اللقطات أو زوايا الكاميرا أو الحركة التي سوف تسجلها الكاميرا، ولكن يترك صانع الفيلم هذه التفاصيل لوقت التصوير حتى يستطيع أن يساير أية تغيرات يمكن أن تطرأ على المكان الذي يصور فيه الفيلم، فالسيناريو النظري عليه أن يعبر عن الفكرة الفنية للعمل من خلال بعض الصور الوصفية البسيطة.
2- السيناريو التفصيلي:
في هذه الحالة يكون السيناريو عبارة عن نموذج مصغر للفيلم، ويحدد مكان وزمان الأحداث، وأحياناً أطوال اللقطات، حتى يستطيع صانع الفيلم أن يشعر مقدماً بالرتم والإيقاع اللذين سوف يحصل عليهما بعد إتمام عملية المونتاج، كذلك يستطيع تحديد نوعية الموسيقى وزوايا اللقطات وأحجامها، فهو يعطي تخيلاً تاماً عن الفيلم التسجيلي بالكامل على مستوى الصورة والصوت.
خطوات إعداد سيناريو الفيلم التسجيلي:
يمر سيناريو الفيلم التسجيلي بعدة خطوات على النحو التالي:
o     إعداد المعالجة The Preparation of Treatment.
o     البحث والدراسة Carrying out of Research.
o     كتابة السيناريو التنفيذي  The Writing of Shooting Script.
ونعرض فيما يلي لكل خطوة تفصيلاً:
أولاً- إعداد المعالجة:
هذه المرحلة أو الخطوة الأولى عبارة عن شرح وتوضيح للفكرة الأساسية التي يدور حولها الفيلم، والفكرة الأساسية في الفيلم هي خاطر فني، ومن الناحية النظرية يمكن استخدام أي خاطر من الخواطر الإنسانية كفكرة أساسية لأي فيلم، والفكرة الأساسية لا بد أن تتسم بالوضوح التام؛ لأنه إذا كانت فكرة - محور السيناريو - غامضة أو غير محددة؛ فإن ذلك يؤدي إلى فشل السيناريو، وعندما يتحول السيناريو الغامض إلى صور تعرض على الشاشة فإن الأمر يختلط على المتفرج مما يثير ضيقه الشديد.
وفي مرحلة الإعداد للمعالجة لا بد أن يضع صانع الفيلم عدة نقاط في الاعتـبـار مثل: أسـلـوب تقـديم الفيـلـم، وهل يحـتـوي على "ديـالـوج" منـطــوق أو على تعلـيـق أو على كلـيـهـمـا؟ وهل الموسيقى ستكون مكوناً أساسياً في الفيلم؟ وهل سيستخدم في تقديم الفيلم أسلوب الحقيقة أم ستعالج المادة في قالب درامي؟
وفي هذه المرحلة لا بد من الإجابة عن عدة أسئلة هي:
1-     ما هو الهدف من الفيلم؟
2-     من هو الجمهور المستهدف؟
3-     ما خصائص الجمهور المستهدف وما موقفه من الموضوع المطروح؟
ثانياً- البحث والدراسة:
بعد تحديد الفكرة الأساسية والرئيسـيـة للفـيـلم تظهر الحاجة إلى بحث مفصل في الموضوع، حيث يجب تجميع المعـلومات التي سـيـقـدمها الفيلم ويجب مراجعتها مراعاة للدقة، وفي هـذه المرحلة لا بد مـن زيارة الأماكن التي سيدور فيها التصـوير والأحـداث،  ويجـب عمل الاتصالات اللازمة مع الشخصيات التي لها صلة بموضوع الفيلم، ولا يجـب إهمال أي مصدر للمعلومات مهما كانت مساهمته بسيطة، ولا بد كذلك من الاستعانة بالخبراء في الموضوعات المتخصصة، ويمكن الحصول على المعلومات من عدة مصادر مثل: الكتب والمجلات والجرائد والأرشيف الفيلمي والموسوعات وشبكات المعلومات.
ثالثاً- كتابة السيناريو التنفيذي:
وتعتبر كتابة السيناريو التنفيذي المرحلة السابقة مباشرة على التنفيذ وبداية التصوير، ويتم اللجوء إلى هذا النوع من السيناريوهات في بعض الحالات والموضوعات،
ولا بد أن يصف المرئيات لقطة بلقطة ويزودنا بالمعلومات التالية:
-         عدد اللقطات سواء أكانت داخلية أم خارجية.
-      الأماكن ووقت التصوير سواء أكان نهاراً أم ليلاً.
-      المناطق التي سنراها عن طريق الكاميرا.
-      حركات الكاميرا المختلفة.
والسيناريو في الفيلم التسجيلي له عدة وظائف من أهمها أنه:
-      يعطي المخرج الاتجاه الرئيسي الذي يسير فيه.
-      يعطي المخرج الفرصة للتعرف على الأماكن التي من الممكن أن يختار مادته منها.
-      يساعد المخرج على أن يقوم بعملية تركيز مبدئي للمادة المراد تصويرها.
القالب الفني للنص:
لا توجد هناك طريقة خاصة لكتابة النص للفيلم التسجيلي، فكما هو الحال في كتابة النصوص السينمائية والتليفزيونية عامة يجري تقسيم الصفحة إلى جزءين، حيث يخصص الجزء الأيمن من الصفحة (يشغل حوالي ثلث الصفحة تقريباً) لكل ما يتعلق بالمادة المصورة، ويتضمن وصفاً دقيقاً لمحتوى اللقطة وحجمها أو نوعها، بينما يخصص الجزء الأيسر من الصفحة للمادة المسموعة المصاحبة للمشهد، وهي كل ما يتعلق بالصوتيات (كلمات التعليق والمؤثرات الصوتية والموسيقى)، وهذا ما يوضحه الشكل التالي:
الصورة
الصوت
لقطة عامة للبحيرة وتبدو قوارب الصيادين راسية على الشاطئ.
تقترب الكاميرا تدريجياً من القوارب.. حيث حركة الرجال استعداداً للانطلاق داخل البحيرة.
لقطة استعراضية للقوارب الراسية.
لقطة طفل (صياد صغير) يصعد صاري أحد القوارب.
لقطة صياد يرفع المرساة.
موسيقى مناسبة
في هذه اللحظة.. ومع بزوغ ضوء النهار الجديد.. تدب
الحياة على سطح البحيرة الهادئة
.
تبدأ حركة الصيادين استعداداً للانطلاق في قواربهم الصغيرة حيث تتصاعد أناشيد الصباح.. أناشيدهم التي هي تضرعات تحمل الرجاء والدعاء..

وهناك من يرى تقسيم الصفحة إلى ثلاثة أجزاء، يخصص فيها الجزء الأيمن للمرئيات، والجزء الأوسط للتعليق الصوتي (الكلمات المنطوقة)،
ويخصص الجزء الثالث للمؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية، فيكون النص كما يوضحه الشكل التالي:
لقطة عامة لأحد عنابر المصنع، حيث تدور الماكينات.. وينهمك العمال في تشغيلها وإدارتها.


لقطة كبيرة لترس ماكينة يدور بسرعة.

قطع إلى مكبس إحدى الماكينات يهبط.

لقطة لذراع ماكينة يرتفع.
حركة دائبة دائمة.. وإنتاج




ذلك هو العمل وذلك هو
العامل في بلادنا
وهذه العلاقة الحميمة بين الإنسان والآلة.. تترجم في النهاية إلى عطاء وفير.
أصوات الماكينات أثناء دورانها يبدو في خلفية التعليق بحيث يكون التعليق الصوتي مسموعاً بوضوح.
 المخرج التسجيلي: 
الفرق بين مخرج الفيلم الروائي ومخرج الفيلم التسجيلي أن الأول مطلوب منه تقديم دراما باستخدام عناصر درامية، أما الثاني- مخرج الفيلم التسجيلي- فالمطلوب منه تقديم دراما الحياة اليومية ودراما الطبيعة باستخدام عناصر واقعية ليس فيها أي عنصر درامي مؤلف، وبالنسبة لمخرج الفيلم التسجيلي فليست لديه رواية مؤلفة بل بعض معلومات علمية حول موضوع ما، كما أن مناظره هي الطبيعة ذاتها بدون أي تحريف أو اصطناع، وشخوصه هم الناس العاديون الذين لم يألفوا التصوير أو التحرك أمام الكاميرا ولا يجيدون التمثيل عادة، والبعض منهم - بل الأكثر- عنيدون لا يلتزمون بأية توجيهات من المخرج أو مساعديه وكل ما يهمهم هو الوقوف أمام الكاميرا أطول وقت ممكن بالصورة التي يعتقدون أنها تلفت أنظار الناس إليهم حين يعرض الفيلم، كل هذا يجعل مهمة مخرج الأفلام التسجيلية أكثر صعوبة، وتحتوى على نوع خاص من المشاكل قد لا تواجه مخرج الأفلام الروائية.
هذا إلى جانب أن الفيلم التسجيلي لا يلقى من المجتمع نفس النظرة والاهتمام الذى يلقاه الفيلم الروائي سواء في الإنتاج أو العرض، فضلاً عن أن الفيلم التسجيلي لا يحقق ربحاً، والنظرة الغالبة له أنه ينتج لأغراض دعائية أو تعليمية أو ثقافية وليس المطلوب منه تحقيق ربح.
وإزاء كل هذا فإن هناك بعض الصفات الخاصة التي ينبغي توافرها في المخرج التسجيلي بصفة خاصة، وأولى هذه الصفات هي أن تكون لديه القناعة التامة بالعمل في حقل السينما التسجيلية بكل صعوباته وبكافة مشاكله، والصفة الثانية أن يكون لديه الاستعداد لتحمل كل صور عدم الاكتراث التي قد يلقاها من المجتمع والتي تعكسها نظرة الاستهانة من المجتمع للفيلم التسجيلي بالمقارنة بينه وبين الفيلم الروائي الذي حظي بكل الشهرة والاهتمام.
وأهم صفة يجب أن يتصف بها مخرج الأفلام التسجيلية هي إمكان إخراج جيد بميزانية قليلة ومحدودة، وليس هناك أي مجال لزيادتها تحت أي ظروف، فالأفلام التسجيلية في الغالب لا تدر ربحاً، فهي لا تنتج أصلاً من أجل الربح كما سبق وعرفنا، ويتم دفع تكاليف إنتاجها من جهات معينة في مقدمتها الهيئات والمصالح الحكومية والتليفزيون، وذلك لخدمة أغراضها بالذات، ويكون عائدها هو وصول رسالتها إلى الجمهور المستهدف بهدف إبلاغه بشىء أو للدعاية عن شىء أو لتعليمه جديداً أو لإكسابه مهارة جديدة أو لإقناعه بتبني سلوك جديد...إلخ، ومن ثم فإن المبالغ التي تعتمد لإنتاج أي فيلم من هذه الأفلام تكون محددة ولا مجال لزيادتها تحت أية حجة، ويجب على المخرج دائماً أن يصنع فيلماً جيداً بالمبلغ المعتمد دون زيادة،  وهذا يقتضى الإلمام ببعض أساليب الإنتاج الاقتصادية.
وتبدأ مهام مخرج الأفلام التسجيلية منذ اللحظة الأولى بعد الاتفاق على فكرة الفيلم وقبل كتابة السيناريو، فهو يشترك في مرحلة جمع المعلومات وفي مرحلة كتابة النص ما لم يكن هو الذي يقوم بهما، كما أنه هو المسئول عن كتابة المعالجة النهائية أو السيناريو التنفيذي المفصل الذي يضم كافة مشاهد ولقطات الفيلم مع شرح لكل الاعتبارات الفنية بالتفصيل.
وبالنسبة لمخرج الأفلام التسجيلية فهو يتعامل مع الناس في الحياة ومع الأحداث في الواقع والتي لا يمكن التنبؤ بها قبل حدوثها، فقد يقضي المخرج عدة أسابيع أو أيام في معاينة أماكن التصوير ويجهد نفسه هو ومعاونوه في وضع خطط التصوير، ثم يضع كل هذا في سيناريو محكم ومتماسك، ثم يفاجأ عند التصوير بأنه مضطر لأن يغير خططه مرة وثانية وثالثة وأكثر، فهناك تغيرات الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها، بالإضافة إلى عناصر أخرى كثيرة لا يمكن ضبطها والتحكم فيها مثل: حركة الناس في الشوارع وطيران الطيور وحركة الهواء... إلخ. فالسينما التسجيلية رغم عمرها الطويل الذي يناهز عمر السينما لم تعرف بعد المخرج الذي يستطيع أن يتنبأ بكل شىء مقدماً.
وتنبع أهمية السيناريو التنفيذي من أنه يمثل دائماً المرشد للمخرج وللمونتير، فهو دائماً وطوال مدة التنفيذ يعطي للمخرج الخط العام الذي يجب ألا يحيد عنه وكذلك بالنسبة للمونتير، وقد يكون من الصعب كتابة السيناريو أثناء التصوير ولكن يكون من السهل واليسير إعادة كتابة سيناريو كان موجوداً أو إدخال بعض التعديلات عليه، فوجود السيناريو يتيح الموازنة بين التعديلات والأجزاء الأخرى من الفيلم والتي يقتضي الأمر إدخال بعض التغييرات عليها لتتسق مع الوضع الجديد، فوجود السيناريو قبل التصوير يضمن للمخرج دائماً أن يحافظ على التوازن الكلي للفيلم التسجيلي مع ظروف التعديلات الكثيرة التي قد يضطر إليها أثناء التصوير.
ومن أهم المشاكل الأخرى التي تنشأ في مجال إخراج الأفلام التسجيلية هي مدى تدخل العوامل الذاتية لشخصية المخرج في عمله الفني، فمخرج الفيلم التسجيلي لا يبدع عالم فيلمه، وإنما يقوم بملاحظة العالم الموجود أصلاً ويختار منه ما يقدمه لنا كما هو في الواقع، ولا نقصد هنا أن مخرج الفيلم التسجيلي مجرد مسجل للواقع وللحقيقة الخارجية، بل هو يعمل دائماً على أن يصوغ الواقع الذي يمثل مادته الخام صياغة جديدة عبر اختباره للتفاصيل، وهذا هو الجانب الإبداعي في الفيلم التسجيلي، فالسينما التسجيلية هي معالجة للواقع، وهذا هو الجانب الموضوعي فيها، والمعالجة تكون خلاقة، وهذا هو الجانب الذاتي في السينما التسجيلية.
وإخراج الأفلام التسجيلية ليس مجرد طريق لإخراج الأفلام الروائية، إلا أن التجربة أثبتت أن التمرس في إخراج الأفلام التسجيلية قد يصنع مخرجاً روائياً جيداً والعكس غير صحيح، فالمخرج الذي يجيد التعامل مع دراما الحياة اليومية ومع دراما الواقع والطبيعة من السهل عليه أن يتعامل مع الدراما المؤلفة، بينما الذي يتعامل مع الدراما المؤلفة أصلاً قد يجد صعوبة في التعامل مع دراما الحياة بما فيها من تلقائية وعشوائية غير محسوبة وغير محكومة، فيجد فيها عالماً أكثر صعوبة من عالم الدراما المؤلفة الذي تعود عليه، وفيه يمسك بيده كل العناصر ويستطيع توجيهها والتحكم فيها، وهذا يثبت أن العمل في السينما التسجيلية ليس بالعمل السهل كما قد يبدو لبعض الناس أو يعتقدون بل إنه عمل صعب وطريق شاق.
مرحلة التصوير:
يشارك في عملية التصوير مدير التصوير الذي يعمل منذ البداية، فعند اختيار الأماكن يساعد المخرج في ذلك، ويتولى الإشراف على توزيع الإضاءة، ويحدد زوايا التصوير لكل لقطة، ويضع خطة شاملة لكل حركة من حركات الكاميرا.
ومن الواضح أن الكاميرا تستطيع أن تصنع أكثر من مجرد إعادة تقديم حركة معدة أمامها، ذلك أنها أداة خلاقة إذا أحسن استخدامها، وليست مجرد أداة تعيد عرض المناظر، وهي خفيفة الوزن، وتنتقل بسهولة في أنحاء الأرض، فلم تعد الشاشة مسرحاً لقصة تمثيلية بل أصبح من الممكن أن تكون نافذة تطل على الحقيقة، وبإضافة اللقطات الكبيرة أمكن أن تكتسب الكاميرا القدرة على خلق علاقة وثيقة، وعدسة واحدة كفيلة بالسيطرة على التفاصيل والدقائق والأبعاد، وهكذا تتيسر لنا طاقة ميكروسكوبية تتحكم في الواقع، وبإضافة عنصر الزوايا في التصوير تتيسر للكاميرا وجهات نظر جديدة يمكن إذا أحسن استخدامها أن تزيد من القوة الدرامية أو القوة الخلاقة لوسيلتنا التعبيرية، فإذا رفعنا الكاميرا إلى أعلى توفرت لها قوة معينة وإذا خفضناها إلى أسفل حصلنا على قوة أخرى، وكانت هذه إمكانات أولية سرعان ما اتجهت بالفيلم الصامت وجهة جديدة، وعندما أمعنا النظر في احتمالات المافيولا وإمكانات المونتاج تفتقت أمامنا قوى جديدة أخرى، وأصبح في إمكاننا أن نتحكم في رتابة الأحداث ونموها والإيقاع البطىء أو السريع بما يساعد العرض، كذلك أصبح في وسعنا أن نجمع التفاصيل مع بعضها البعض في تشكيلات جماعية، أو سجل اللقطات المتقاطعة المتداخلة في شارع أو مصنع أو مدينة، ونستطيع أن نبتدع صوراً لتهيئة الجو المناسب للحركة أو الشاعرية في التعبير، ونستطيع بوضع اللقطات المتناقضة أن نفجر الأفكار في أذهان النظارة، كما نستطيع ترتيب اللقطات المتناقضة بصورة تحقق الأثر الدرامي المطلوب
المصـور:
يمثل المصور أحد العناصر الرئيسية في الإنتاج السينمائي أياً كان نوعه، ويعتبر المصور أهم تخصص في صناعة الفيلم بعد المخرج، كما تعتبر الكاميرا أهم آلة في صناعة السينما، فالكاميرا هي النافذة التي نطل منها على كل ما في الأفلام من متعة وإثارة وعلى كل ما في هذا العالم من حوادث وأماكن.
وتتضمن مهام المصور ما يلي:
-       عمل جدول للتصوير يعتبر كرسم تخطيطي شامل للفيلم كله بما في ذلك إدارة الكاميرا والأضواء المقترحة والموسيقى والصوت.
-       تحديد مشاهد الفيلم في جدول التصوير مجمعة بالترتيب الذي ستصور به.
-       العناية بالتخطيط والدراسة قبل بدء التصوير أمر مهم لأنها توفر في وقت التنفيذ والتكاليف.
وبالرغم من كل هذه الدقة والعناية دائماً ما يحدث تأخير، ويتكلف الفيلم أكثر مما قدر له وهو أمر يراعى عند إعداد الخطط فتخصص له مبالغ إضافية في ميزانية الفيلم.
ويساعد المصور في عمله مساعدان حيث:
يتولى مساعده الأول: العناية بالكاميرا والتأكد من صلاحيتها للعمل، ويضع لها الأفلام ويرفعها، ويتولى أيضاً قياس المسافة بين الهدف والكاميرا بشريط طويل حتى يمكن ضبط عدسات الكاميرا.
أما المساعد الثاني: فهو الذي يتولى فرع الكلاكيت في أول كل مشهد، ويكتب تقريراً دقيقاً عن كل مشهد يحتوي على البيانات المتعلقة بكمية الضوء التى عُرض لها الفيلم ورقم اللقطة ونوعها وطول الفيلم الذي صور، ويرسل هذا التقرير للمونتير والمعمل.
استخدام الصوت للتعبير الفني:
إذا أمعنا النظر تبينا أن الميكروفون مثل الكاميرا في وسعه أن يقوم بأكثر من عملية التسجيل وحدها، وأن على طاولة المونتاج تتفتق الإمكانات الخاصة بالفيلم الناطق، فمن السهل أن يتنقل الميكروفون في أنحاء العالم، وبذا فإنه يسيطر على الحقيقة كما سيطرت عليها الكاميرا من قبل، وفي طاقته أن ينقل إلى يد الفنان المبتكر مئات - بل آلاف - اللهجات المحلية وآلاف الأصوات التي تصاحب عادة دوران الحياة في العالم، وليس الميكروفون مجرد محصل ساذج يحصل ويجمع المادة الخام، فشأنه شأن الكاميرا من قبله لا بد من إطلاق سراحه من أغلال الاستوديوهات، والمادة الخام لا تعني شيئاً في ذاتها بطبيعة الحال، لكنها تصبح مادة للفن إذا أحسن استخدامها، والمشكلة النهائية هي كيف يتسنى لنا أن نستخدم الصوت بطريقة خلاقة بدلاً من مجرد تسجيله وإعادة ترديده.
ففي الأفلام الناطقة يمكن بصورة أدق وأضمن وبكثير من البراعة أن تخلط وتمزج أي صوت بأي صوت آخر، وفي إمكانك أن توزع أي أجزاء من الصوت وفق هواك، كما أن في وسعك أيضاً بإعادة التسجيل أن تتبع أي صوت بصوت آخر في إثره، وأبسط مثل على ذلك إدارة الموسيقى التصويرية في مصاحبة التعليق أو الحوار، فمن الممكن نظرياً على الأقل إطلاق عشرات الأصوات دفعة واحدة في وقت واحد، يضاف إلى هذا وذاك أن الصورة تكون على شريط والصوت على شريط آخر، ومن ثم فإنه في وسعك أن ترفق أي صوت أو مجموعة من الأصوات حسب اختيارك بأية صورة لديك.
ومن الواضح أن الصوت في وسعه أن يسهم بدور كبير في بناء الفيلم، بما يجعل من هذا الفن المزدوج في حقيقة الأمر فناً جديداً كل الجدة، تتوفر فيه قوة الحديث وقوة الموسيقى وقوة الصوت الطبيعي وقوة التعليق وقوة الكوراس، بل كذلك قوة الصوت الصناعي مما لم يسبق سماعه، ويمكن استخدام كل هذه العناصر المختلفة لتضفي على الموضوع الذي بين أيدينا الجو الملائم والكيان الدرامي والذوق الشاعري، ولو أننا تذكرنا دائماً أن في وسعنا عمل المونتاج على الصوت كما نفعل بالصورة، وأن في وسعنا عن طريق إعادة التسجيل تحقيق التنسيق الموسيقي في بعض أو كل هذه العناصر مجتمعة بتوقيت دقيق مع الفيلم الصامت لبدت إمكانات التفوق أمامنا عظيمة وضخمة.
وأهم ما في الموضوع أن الصوت لا بد أن يساعد الصورة على التعبير، كما أن الصورة لا بد أن تساعد على إكمال الصوت، بحيث يعمل كل منهما على نضوج الآخر، فالمسألة ليست مسألة مجرد إضافة الصوت إلى الفيلم، والحق أن الفيلم التسجيلي إنما يحرز نصراً فريداً للسينما إذ حرر الميكروفون من الاستوديو،  وعالج بطريق المونتاج مختلف الاستعمالات الدرامية للصوت مما لا تعلم الاستوديوهات عنه إلا أقل القليل.
الموسيقى التصويرية:
إن دور الموسيقى هو التعبير عن الحالة النفسية في كل جزء من أجزاء الفيلم بحيث أصبحت تثير لدى المتفرج عن طريق أذنه نفس المشاعر التي تثيرها الصورة لديه عن طريق العين، وهذه الإمكانية جعلت من الموسيقى عنصراً أساسياً من عناصر الفيلم لا يمكن الاستغناء عنه، كما أنها مهدت لاكتشاف عنصر آخر بدأ يلعب دوره المهم في الأفلام وهو الإيقاع، فإذا كان الانتقال بين النغمات هو الأساس في بناء التوليفة الموسيقية، فإن الانتقال بين اللقطات هو أيضاً الذي يكون التوليفة السينمائية أي الفيلم، والمهم أن تكون الموسيقى مناسبة درامياً ومطابقة في الإيقاع مع إيقاع الصورة، وبتعبير آخر لم يعد المهم في المقام الأول جودة الموسيقى فحسب، بل المهم أيضاً وبشكل أكبر أن تكون مناسبة من حيث ترجمتها للموقف الدرامي الذي تصاحبه، ومن ثم فإن الموسيقى التي تبلغ جودتها حداً يجعلها تجذب اهتمام المتفرج عن متابعة الحدث غير مطلوبة بالمرة، لهذا فإنهم يقولون عادة: "إن أفضل الموسيقى التصويرية في الأفلام هي التي لا يسمعها أحد".
فالموسيقى التصويرية هي أحد عناصر اللغة السينمائية، ولها دورها المهم، فهي تدفع حركة الأحداث إلى الأمام، وتصل بين أجزاء الحوار المختلفة، وتربط بين الأفكار، وتكثف التطورات الفكرية وتنقلها لنا، كما أنها تستخدم أيضاً لتدعيم القيم العاطفية ولتدعيم الذروة، وللموسيقى التصويرية دور مهم بالنسبة للسينما التسجيلية، فهي من العناصر المهمة بالنسبة لشريط الصوت في الأفلام التسجيلية، وتشكل إحدى مفردات التعبير التي يمكن الإبداع في استخدامها بواسطة المخرجين الجيدين.
ويخطئ بعض المخرجين التسجيليين في استخدام الموسيقى التصويرية في أفلامهم فتكون مجرد خلفية موسيقية جميلة تصاحب الصور والكلام، وهنا تكون الموسيقى منعزلة عن موضوع الفيلم وعن التأثير المطلوب الذي يريده المخرج بفيلمه، والصحيح أن تكون الموسيقى التصويرية مكملة للتأثير وداعمة للموضوع، فيجب التزام الموضوعية بالنسبة لها لتكون عنصراً مكملاً لتحقيق التأثير المطلوب ولإبراز المغزى إما بالتوازي أو بالتضاد مع مضمون الصورة، على حسب ما يراه المخرج أو ما يفرضه الموقف بالنسبة للمشهد.
×     عناصر شريط الصوت:
يحتوي شريط الصوت في الفيلم على أربعة عناصر هي:
1-     المؤثرات الصوتية.
2-     الموسيقى.
3-     التعليق.
4-     الصمت.
وشريط الصوت النهائي يتكون من الأشرطة السابقة التي يتم مزجها مع بعضها البعض، وأهم هذه الأشرطة هو الذي يتم تسجيله أثناء تنفيذ الفيلم مصاحباً للتصوير، أي التسجيل المباشر، وهذه الأصوات يمكن استخدامها مع بعضها أو بصورة مستقلة بشكل واقعي أو بشكل تعبيري، ومن الضروري أن تكون الأصوات متزامنة مع الصورة، بمعنى أن تكون صادرة في نفس اللحظة ومتوافقة مع الحركة، مثل راو يحكي عن شيء أو ماكينة تدور بصوت معين، أما الموسيقى أو الأغاني فتسجل قبل التصوير وتركب على الصورة عند المونتاج.
المكساﭺ ( مزج الأصوات ):
وهو آخر خطوة في مجال التسجيل الصوتي، ويتم فيه مزج الأصوات المختلفة على شريط يتم طبعه في النهاية بجوار الصور على شريط النسخة "الاستندرد"، وعملية المكساج لا تتم إلا بعد عملية المونتاج وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً.
المونتاج Editing – Montage:
ويعني عملية الترتيب الزمني أو الواقعي لمجموعة من اللقطات المتنوعة بطريقة تجعلها تعبر عن معان ودلالات معينة، وتحدث تأثيراً وجدانياً وعاطفياً خاصاً، أو بمعنى آخر " يجعلها تحكي موضوعاً وتقول شيئاً ".
ويشير جريرسون إلى الإمكانات الفنية الهائلة التي حققها ويحققها المونتاج، قائلاً: إنه بواسطة هذه العملية الفنية " أصبح بإمكاننا أن نتحكم في رتابة الأحداث ونموها، وذلك بالإيقاع السريع أو البطيء حسب طبيعة الموضوع .. وكذلك فقد أصبح بوسعنا أن نجمع التفاصيل مع بعضها البعض في تشكيلات جماعية، أو نسجل اللقطات المتقاطعة المتداخلة، كما نستطيع أن نبتدع صوراً لتهيئة الجو المناسب للحركة أو الشاعرية في التعبير.. ومن ناحية أخرى نستطيع بوضع اللقطات المتناقضة أن نفجر الأفكار في أذهان المشاهدين، كما نستطيع ترتيب اللقطات المتناقضة بصورة تحقق الأثر الدرامي المطلوب ".
فالمونتاج بمعناه الدقيق ليس عملية تقطيع وتوصيل وتجميع اللقطات المصورة، وهو ما يتم على المافيولا- بالنسبة للسينما- داخل حجرة المونتاج، لكنه عملية تركيب خلاق لجزئيات الفيلم من حيث تكوين الأفكار والمعاني والأحاسيس والمشاعر والإيقاع والحركة، وكذلك تحقيق الوحدة الفنية للفيلم، فالمونتير يتسلم لقطات التصوير اليومي من المعمل، ويبدأ في مشاهدتها ويلصقها بآلة اللصق الخاصة، ويقوم بمطابقة الشرائط المصورة والصوت بآلة التزامن الموجودة لديه طبقاً لتسلسل السيناريو من ناحية ولموقع اللقطات داخل المشهد من ناحية أخرى.
ويعد المونتاج أهم مرحلة من مراحل العمل الفني، حيث يتضمن جميع العمليات التي تتم بالنسبة للصوت والصورة الفيلمية والتليفزيونية بين نهاية التصوير والإنتاج وبين العرض النهائي لهما.
والكلمة الشائعة في الاستوديوهات العربية "المونتاج" مأخوذة من الفعل الفرنسيMontè  ، وهي تعنى التجميع والتحديد والتركيب والتنسيق واللصق وسلسلة السياق وترابط التتابع في وقت واحد، وتسمى في السينما مونتاج الفيلم Film Editing، أما في التليفزيون فتسمى مونتاج ما بعد الإنتاجPost Production Editing، وبالرغم من أن عمليات البناء مختلفة تماماً في كلتا الوسيلتين إلا أن الهدف في كلتيهما واحد ألا وهو إنتاج عمل فني ناجح عن طريق تقديم الأجزاء المختارة بعناية من المواد المتاحة.
(أ) حرفية المونتاجThe Technique of The Editing :
وهي التقنية التي يستعملها المونتير في فصل نسخة المواد المصورة بالبوزيتيف Positive material المطبوعة من نسخة النيجاتيف الأصلية Original negative بعد كل يوم تصوير إلى لقطات، وإعادة تجميعها في مشاهد، وبعد آخر يوم تصوير يكون قد قام بواسطة جهاز التزامن (السنكرونيزر) Synchronizer بتجميع جميع لقطات الفيلم في تزامن مع الصوت الخاص بكل منها، والذي تم تسجيله أثناء التصوير، وباستعمال جهاز المفيولا Moviola يبدأ في حذف الأجزاء غير المطلوبة من اللقطات ليحصل في النهاية على نسخة مبدئية Rough cut من الفيلم.
ويستمر المونتير في عملية القص واللصق بين اللقطات باستعمال جهاز اللصق Splice حتى يحصل في النهاية على نسخة نهائية Fine cut، وتتضمن المؤثرات البصرية Optical effects التي تم تنفيذها أثناء التصوير أو أي وسائل انتقال Transition يختارها بين اللقطات مثل: المزج Dissolve، أو الظهور والاختفاء التدريجي Fade In-out ، وتتضمن حرفية المونتاج تركيب شرائط الصوت المختلفة مثل: الحوار Dialogue والمؤثرات الصوتية Sound effects والموسيقىMusic  في تزامن مع صورة الفيلم ، وعمل مزجMix  بين هذه الأصوات لتصبح على شريط صوتي نهائي واحد.
ثم يقوم المونتير بقص ولصق وتركيب نسخة النيجاتيف الأصلية Original negative مطابقة تماماً للنسخة النهائية البوزيتيف Positive material ليتم في النهاية طبع نسخة واحدة Standard copy للعرض تتضمن صورة الفيلم والشريط الصوتي النهائي الواحد.
 (ب) حرفة المونتاج The craft of the editing:
وهو ما يعبر عن الحرفة في اختيار اللقطات المهمة من المواد المصورة واستبعاد ما هو غير مهم فيها في حدود كل العناصر التي تتضمنها كل لقطة والغرض منها في توصيل الفكرة الرئيسية للمتفرج، بل وكيفية تجاوز هذه اللقطات في ترتيب معين يؤثر على الإدراك الحسي للمتفرج، وكيفية الانتقال بين كل منها، فتفضيل وسيلة انتقال على أخرى يعتمد على الانطباع الذي يريد المونتير توصيله إلى المتفرج، وفي النهاية كيفية التمكن من عرض سلسلة من الأحداث المتتالية بحيث يظهر كل تطور جديد في القصة في اللقطة المناسبة من الناحية الدرامية، أي المحافظة على توقيت Timing وسرعة Pacing وإيقاع Rhythm لقطات الفيلم.
 (ج) فن المونتاج The Art of the editing:
وهو يعبر عن معنى أبعد من حرفة المونتاج، فهو يعبر عن العملية الإبداعية التي تتم أثناء جمع عدد من اللقطات بهدف خلق تأثير معين على المتفرج، فعن طريق السيطرة الإبداعية على التوقيت  Timing، والسرعة Pacing ، والإيقاع  Rhythm للقـطات والمشاهد يمكن خلق التوتر Tension، أو الفكاهة Humor، أو الاسترخاء Relaxation، أو الإثارة Arousal ، أو الغضب Anger، أو غيرها من المشــاعر، وهكذا نرى أن المونتاج ليس حرفية أو حـرفة أو فناً بل هو خليط من الثلاثة ليخلق في النهاية الفيلم السينمائي المؤثر.
أما مونتاج الفيديو فيختلف اختلافاً كبيراً عن المونتاج السينمائي، ويتم إلكترونياً من خلال جهازي تسجيل فيديو Video Cassette Recorders وجهازين للرؤية Monitors ووحدة مراقبة Control Unit والتي تعمل على ضبط توقيت بدايات ونهايات اللقطات، وهذه أقل نوعية من معدات مونتاج الفيديو تعقيداً وهي ما يسمى Off line Editing ، وجميع الانتقالات هنا هي القطع فقط، وهي تقوم إما بعمل تجميع للصورة والصوت والكنترول تراك Assemble editing أو بعمل إسقاط للصورة أو للصوت فقط أو لهما معاً بشكل منفصل Insert Recording،  وفي الفيديو أيضاً سجل قرارات المونتاج Edit Decision List ، حيث يقوم المونتير بكتابة أرقام الكود الزمني Time code لبداية كل لقطة ونهايتها، ويتم هذا إما يدوياً أو عن طريق الكمبيوتر، وهذا السجل هو ما تعتمد عليه مرحلة المونتاج النهائية On Line Editing ، ويتم أثناءها تنفيذ جميع وسائل الانتقالات والمؤثرات التي اتخذ فيها قرار في مرحلة المونتاج الأولى ولكن على شريط عالي الجودة ليكون الشريط الماستر أي النسخة الرئيسية.
وقد يرى المونتير عدم التقيد بترتيب السيناريو حيث لا تمكن اللقطات المصورة من ذلك، أو أنه قد وجد ترتيباً أفضل اتضح له بعد مشاهدة ما تم تصويره، وبعد اكتمال مونتاج مشاهد الفيلم كصورة، وكذلك الشريط الصوتي الخاص بالحوار، ويتم تكوين الشرائط الصوتية الأخرى- المؤثرات والموسيقى- وفقاً لما سبق تفصيله، وباكتمال كل الشرائط الصوتية، يقوم المونتير بضبطها جميعها مع بعضها ثم مع الصورة، ويضع العلامات اللازمة لعمليات المكساج للاسترشاد بها في تحقيق التأثيرات الصوتية المطلوبة.
وهكذا يكون كل من السيناريست والمونتير والمصور والمخرج هم الأعمدة الأربعـة لفـن الفـيـلـم التسـجـيـلـي، ويحتاجون- بجانب التأهيل العلمي- إلى الحـس الفني وسرعة البديهة والقدرة على العمل في إطار الفريق.
عناوين الفيلم:
تكتب أسماء العاملين بالفيلم على لوحات خاصة حسب طلب المخرج، وتصور بكاميرات خاصة لعمل الرسوم المتحركة والحيل السينمائية، ويتم ترتيب اللوحات وعدد كادراتها حسب وجهة نظر المخرج.
مونتاج النيجاتيف:
يقطع نيجاتيف الفيلم حسب ترتيب المشاهد الخاصة به، وتركب العناوين.
والآن يصبح شريط الصورة جاهزاً، وشريط الصوت أيضاً، وبالتالي تطبع نسخة استندرد للعرض.
ـــــــــــــــــــــــ




                                بالتوفيق،،،،،،

Mamdouh Hakim
هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع