28‏/10‏/2014
الثلاثاء, أكتوبر 28, 2014

ابناء و لكن

ابناء و لكن

الأبناء نعمة من الله يمن بها علينا وهداية عظيمة يهديها لمن يشاء فهم زينة الحياة الدنيا..هم النور الذي يتلألأ في أعيننا فنبصر ونرى .. هم الزهور التي تفوح منها رائحة السعادة .. قد لا يحب الإنسان لشقيقه أن يراه أفضل منه وأعلى منه ولكنه يرجو ذلك لولده .. بهم تحلو الحياة
 يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:«من أهمل تعليم ولده ما ينفعه... وتركه سدى... فقد أساء إلية غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه... فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارا، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت… إنك عققتني صغيراً… فعققتك كبيراً… وأضعتني صغيراً… فأضعتك شيخا» نعم ان تربية الابناء تحتاج من الآباء ان يزرعوا فيهم الأمل وحب العلم والسعي دائماً الي الأفضل لأننا بذلك نصنع انسان قادر علي تقرير مصيره واتخاذ القرارات الصحيحة وهذا أمر جيد

لكن ان نتحكم في اختيارتهم ونفرض عليهم مستقبلهم فهذا لا يصح يقول السباعي رحمه الله: القسوة في تربية الولد تحمله على التمرد, والدلال في تربيته يعلمه الانحلال, وفي أحضان كليهما تنمو الجريمة. نعم الانخراط في الجريمة لانه يجد ما يريده خارج المنزل والجريمة الأكبر هي فساد الأخلاق ففي مجتمعنا تجد الآباء يفتخرون بأن أبنائهم كالزهور التي لا تفعل الا الخير وان تربيتهم لهم هي التربية السليمة ولا يسمعون لحديث من حولهم انهم مقصرون في تربية آبنائهم علينا ان نخلق أجيال ترفع من شأن بلدنا الحبيبة مصر

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على بث الثقة بالنفس في قلوب الصبيان والصغار من أبناء الصحابة رضوان الله عليهم , فإذا به يقول في حديثه " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير "

ويتيح صلى الله عليه وسلم لشابان صغيران الفرصة لدخول المواجهة مع الكفار , فمن يستطيع أن يصرع الآخرين ويكون قادرا على حمل السيف والمناورة يعطيه فرصته , حتى أعطى معاذا ومعوذ ابنا عفراء الفرصة فكانا مستحقين لها فقاما بقتل فرعون هذه الأمة أبي جهل

عامله بإحترام قوي إيمانه وازرع الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن .. ساعده في اتخاذ القرارات .. علمه كيف يخطط لنفسه .. افسح له المجال كي يعبر عن نفسه .. قم بصقل مواهبه

وفي النهاية لا تسمح للسلبيات ان تضعفه ولا تسمح للخوف ان يسيطر عليه انتبه الي تكوين شخصيته كما تنتبه لتوفير الطعام والملبس ... فـــ كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع