6‏/1‏/2015
الثلاثاء, يناير 06, 2015

الكتابة الإذاعية والتلفزيونية - المحاضرة الرابعة د. نسمه البطريق


الترم الرابع
المحاضرة الرابعة
الكتابة الإذاعية والتلفزيونية
د. نسمه البطريق

الكتابة للتليفزيون

 أولا مدخل في لغة التليفزيون باعتبارها أداة الكاتب التليفزيونى :

 مقدمة :
 قبل أن نحدد ما نقصده بالكتابة للتليفزيون يجب أولاً تحديد مفهوم لغة التليفزيون والتي يتعامل معها الكاتب التليفزيوني في وضع المفاهيم المتعددة التي يريد التعبير من خلالها لطرح أهم القضايا والموضوعات التي تهم المشاهد والرأي العام القومي أو الدولي.

 إن الكاتب التليفزيوني أو (السينمائي) هو كاتب يعبر عن وجهات نظره بالصورة والكلمة، فاتحادهما يطرح العديد من الدلالات والرموز للتعبير عن الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي... وعن التراث الثقافي والتاريخي والفكر الاجتماعي.

 إذاً يمكن القول إن حصيلة البرامج التي ينقلها التليفزيون تنقل عقل ووجدان هذا المجتمع. ومن هنا يمكن القول إن هذه اللغة التليفزيونية تعبر عن روح العصر الحديث.

 هذه اللغة الحديثة قوامها أدبي مكتوب من إعلامي إرشادي وتسجيلي وتربوي تعليمي وثقافي وسياسي، ومظهرها تكنولوجي وصناعي.




أهمية المناهج الحديثة في دراسة اللغة التليفزيونية وتحديد مفرداتها:

 ومن هذا المنطلق يمكن القول إن تطبيق علوم اللغة والنقد الأدبي على هذه اللغة الحديثة والمركبة، وكمنهج جديد في كتابة النصوص التليفزيونية ليس تجاوزاً علمياً، بل هو محور جديد يجب أن يضاف إلى المناهج اللغوية الحديثة على اعتبار أن تلك اللغة هي لغة تعبر عن الواقع والظواهر الاجتماعية.

يجب التأكيد على أنه بدون دراسة هذه اللغة والكشف عن آلياتها وعناصرها الهامة لن نستطيع تطوير الدراسات العلمية المتصلة باللغة ومناهج كتابة نصوصها التليفزيونية، على اعتبار أن تلك اللغة أصبحت تحتل مكانة هامة في وصف وتأكيد مسيرة الشعوب والحضارات المختلفة، خاصة بعد التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات خاصة المرئية المسموعة من تليفزيونية وسينمائية ومن خلال ثورة الكمبيوتر والاتصالات عن طريق البريد الإلكتروني والنت Net.

 وبعد هذا العرض الانتقائي في هذا المدخل للنقاط الرئيسية التي يحتويها هذا المقرر الدراسي، نؤكد على النقاط التالية والتي يجب أن يتفهمها الباحث في مجالات التليفزيون وبصفة خاصة مجالات الكتابة التليفزيونية:

1. إن الكتابة التليفزيونية (والسينمائية) هي نوع هام من أنواع الإبداع الفكري والفني والثقافي، خاصة في دول العالم النامي والعربي. والتي عن طريقها يمكن طرح القضايا الهامة في المجتمع أمام الرأي العام ومتخذي القرار الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، تمهيداً لوضع الحلول المناسبة.

2. إن النص التليفزيوني أو السينمائي يضع الكلمة والصورة المرئية المسموعة أو المتحركة كمفردة لغوية. فالكاتب التليفزيوني يكتب من خلال ثنائية الكلمة والصورة للتعبير عن الواقع الاجتماعي.

3. إن هذا الواقع المكتوب، هو واقع يتكون من دلالات ورموز هي دلالات ورموز تعكس واقع المجتمع في صورة خبر سياسي أو اجتماعي أو ثقافي أو درامي، فيمكن إذاً تقسيم هذا الواقع إلى: واقع إخباري - واقع اجتماعي وثقافي -  واقع درامي - واقع ترفيهي.

 وانطلاقا من هذه الخلفية يمكن التأكيد على العناصر التالية:
أهم ما تتصف به لغة التليفزيون:
 أولاً: من حيث مفهوم الصورة التليفزيونية كمفردة رئيسية في العمل الكتابي:

1. الصورة التليفزيونية أو المفردة الأولى للجملة التليفزيونية.
2. الجمل التليفزيونية لها قواعد وقوانين تحكمها وتحكم نظامها وقواعدها للتعرف على هذه القواعد والقوانين؛

لذا يجب التعرف على:
أ - المفردات الرئيسية لمفردات تلك اللغة.
ب - التعرف على الظواهر التي توضح وتصف الواقع الاجتماعي أو السياسي أو الفكري... للمجتمع.

 فبدون التعرف على هذه الظاهرة أو القضية أو الحدث معرفة دقيقة، ومدى ارتباطها بالنظام الاجتماعي لن نستطيع التعبير بتلك اللغة.

 إذاً يمكن التأكيد على أن المضمون التليفزيوني هو محور التواصل الثقافي والمعرفي الذي يحمل ويعكس الظواهر الاجتماعية؛ فهو نتاج فكر وثقافة وفن المجتمع.

 تلك الخطوات تنطلق من الدراسات التي تتبع العناصر الداخلة في تطور الظاهرة أو الحدث إلى أن تصل إلى واقعها الحالي.

 أيضاً يفيدنا هذا المنهج في استخلاص أهم العناصر الداخلة في تطور الظاهرة وتساعد كاتب النص في اختيار الموقف الفكري الذي يتبناه وأسلوب المعالجة واختيار أنسب الجمل.

 فالأحداث التي تدور حول الظاهرة قد تكون كثيرة ، ولكن يجب على كاتب النص أن يختار أنسبها وأصلحها للكشف عن الحقائق والقضايا.

3 . مسئولية كاتب النص:

ومن خلال ما تقدم يمكن التأكيد على أن هناك مسئولية هامة لكاتب النص والتي تتلخص فيما يلي:
أ - أن يكون مسئولاً أمام جمهوره ليوضح من خلال نصه الواقع الاجتماعي في حدود ما يثيره من قضايا محددة ليوضح ويفسر الظاهرة التي يتبناها.

ب - يجب أن يوضح ويفسر هذه الظاهرة أو الموقف الفكري الذي يتبناه من خلال نوعين :

 الأول: رموز اصطلاحية؛ ففي هذه الحالة تتخطى الكلمات نفسها وتتجه إلى الموضوع التي تدل عليه هذه الكلمات، وذلك بجمع الكلمات المثارة معاً ، ونرى إذا ما كانت تدل على المعاني مثال: فكرة اليأس، فرأى كل شيء أسود أمامه وأصبح غير قادر على التمييز.

 الثاني: رموز طبيعية؛ أي اعتبار الكلمات أشياءً طبيعية، أي لا يكون هناك انفصال بينها وبين معناها.

 مثال:
كرسي = كرسي
 شجرة = شجرة
 أمواج البحر = أمواج البحر
 وفي هذه الحالة لا نكون في حاجة إلى جمع الكلمات للتعرف على المعاني، ولكن الكلمة في حد ذاتها تعبر عن شيء .

وهناك تداخل بين هذين النوعين من الرموز لنسج الأفكار والمعاني والتي يريد الكاتب تأكيدها من خلال نصه؛ وهناك أنواع أخرى من الرموز طرحتها علوم التليفزيون والسينما والصورة المتحركة وهي:

˜ الرموز التكنولوجية.
˜ الرموز الإنسانية.

 ومن خلال هذا العرض السابق يمكن وضع أهم ما تتصف به لغة التليفزيون:

أ - هي اللغة التي تعبر عن روح العصر وتعكس أهم القضايا وتوضح الإنجازات، من خلال البرامج المتنوعة – إخباري – ثقافي – سياسي – تسجيلي – درامي.

ب - يجب أن تناسب هذه اللغة الصفات الرئيسية للجمهور المتلقي، المزج بين الرموز الاصطلاحية والطبيعية وأيضاً التكنولوجية والإنسانية.

جـ - اللقطة الفيلمية الداخلة في تكوين المعاني الكلية تخرج لا تدخل في النظام اللغوي الفيلمي بمفردها ولكن وضعها في سياق فيلمي هو الذي يجعلها وحدة لغوية.

 إن اللقطة الفيلمية تعكس فكر الكاتب والذي يضفي على هذه اللقطة صفة محددة أو رمزاً لغوياً محدداً.

 فاللقطة الفيلمية تعكس المستوى الأول (حادث سيارة أو حفل زفاف).

 إضافة الفكر على هذه اللقطة والذي يظهر في كيفية المعالجة (زوايا الكاميرا - ..........) أي رؤية الكاتب لهذا الحادث يجعل هذه اللقطة معبرة عن هذا الحدث؛ أي يدخل في المستوي الثاني لعملية التأليف والإعداد.

 والمستوى الثالث ما هو إلا تتابع هذه اللقطات ليوضح المعنى الحقيقي المتكامل للحدث.

 فاللغة التليفزيونية هي لغة مركبة لأنها تحتوي على هذه المستويات الثلاث.

 وبالتالي يمكن التأكيد على أن لغة التليفزيون تعكس عالما أو واقعا حسياً وفكرياً. وهو يختلف عن العالم الحقيقي.

ثانياً: مكونات الصورة التليفزيونية:

قدمت النظريات الحديثة مناهج جديدة للتحليل والتفسير أمكن تطبيقها على الصورة التليفزيونية والفيلمية، واكتشاف أجزائها غير ممكن؛ تعريف النظام الداخلي ومعرفة القوانين الداخلية التي تحكم النسق الداخلي أو المعنى الكامل وأمكن عن طريق هذه المناهج التمييز بين نوعين من الرموز:

1. الرموز التكنولوجية.
2. الرموز الإنسانية.

 وعن طريق هذه الرموز؛ يمكن تشكيل الواقع حتى نشرات الأخبار، فهذه الفقرات والقوالب عدلت وفقاً لثلاثة مراكز للاختبار؛ الوقت (الزمن)؛ المساحة؛ والتكنيك. تلك المراكز تعكس النظام الداخلي للبنية أو السياق، والذي يتفق مع تكنيك الوسيلة. وهذه الرموز تؤثر على إدراك الجمهور، فهو يتعرف من خلالها على الأحداث التي أعاد تشكيلها كاتب النص والمخرج.

 ما هي الرموز التكنولوجية؟ 

هي الخطوط أو الإشارات المناسبة من وجهة نظر الفنان الكاتب والمخرج.
-  وهي الرموز التي تعلن عنها الصورة نفسها عن طريق مراحلها التكنولوجية التي كونت هذه الصورة وفقاً لوجهة نظر المبدع الذي وضع مخططاً لهذا التكوين.
 - الضوء والزاوية ودرجة حساسية العدسة وعملية التصوير وعملية التحميض... جميع هذه المراحل هي التي أعطت وكونت هذه الصورة وفقاً لمفهوم ووجهة نظر الفنان لتعطي المتلقي انطباعا معيناً.

- ويمكن تعريف هذه الرموز بأنها الخطوط أو الإشارات المناسبة التي وضع الكاتب مخططاً لها لتعبر عن منطق تفكيره من خلال مراحل لتعطي انطباعاً معيناً.
- الرسالة التليفزيونية هي رسالة مركبة تمر بعدة مراحل إضافية حتى تصل إلى المتلقي.

- كل مرحلة لها رموزها التكنولوجية. هذه المراحل جميعاً يجب أن تكون متكاملة ومتداخلة حتى تعطي الانطباع المطلوب للمتلقي.

- الصورة الفيلمية هي صورة مركبة.

 الرموز الإنسانية: هي المرحلة الهامة والتي تعبر عنها السلوكيات والحوار أو التعليق والمواقف الدرامية أو الاجتماعية أو السياسية.

- وكل حلقة من هذه المرحلة تحتوي على العديد من المراحل التي لا يمكن التوصل إليها وتحديدها إلا بمتابعة الواقع.

- هذه الرموز تنقل بواسطة الكلمة المنطوقة الغناء – الحوار – التعليق. وتختلف النظرة إليها من متفرج أو متلق إلى آخر وفقاً لإطاره الاجتماعي وثقافته.

- إذاً هناك علاقات متشابكة بين السياق الفيلمي وبنية المجتمع.

 هناك مراحل مختلفة لعملية الكتابة يجب أن يتعرف عليها كاتب النص التليفزيونى الجيد ، لعل أهمها وبصفة خاصة، كيفية :

1. المناظرة بين الفكر وأدوات اللغة.
2. تعريف الدلالة الفكرية.
3. التعبير من خلال الثنائيات، ثنائية الفكر واللغة (أدوات الوسيلة = أدوات اللغة).
4. إن هناك جانبين لوصف العمل التليفزيوني، الأول الخاص بتحديد إمكانيات النص، والثاني الخاص بتحديد إمكانيات العرض المرتبط بالوسيلة.
5. التأكيد على أهمية التكامل بين وحدات النص والعرض من صورة ومشهد أو كادر ومحتوياته مع الصوت أو الحوار – التعليق.
6. يجب أن يضع كل هذا في إطار الدلالة الفكرية للعمل مثال: الفلاح الفصيح – الدلالة، والعمل – فكرة الحق.

بعض التدريبات العملية:
1. هل يمكن وصف نشاطك اليومي من خلال رموز إنسانية ورموز تكنولوجية. قم بإعادة وصف هذا النشاط في ثلاثة كادرات تحتوي على هذه الرموز.

2. انظر من نافذتك وحاول وصف الشارع أو الحارة، وبعض صفات المارة تعطي صورة واقعية من خلال رؤيتك الذاتية لوصف سمات المكان.

3. اقرأ مقالاً في جريدتك اليومية يعبر عن حدث أو قضية، ثم ناقش هذه القضية من خلال خمسة مشاهد لتصف بها ما ورد في هذا المقال.


ناقش ما يحتويه نص "الفلاح الفصيح" في شكل قصة قصيرة– ثم حاول إعادة صياغة الفكرة من خلال جدول التعبير التركيبي على غرار الجدولين (5، 6) في هذا الفصل.

جدول (5)
تركيب وصفي فكري
تركيب وصفي ابداعي بلاغي وفني
- رموز انسانية مباشرة .
- رموز تكنولوجية غير مباشرة .
- معان و أفكار ثقافية و اجتماعية .
- رموز خاصة بأدوات الابهار التكنولوجية الخاصة بالوسيلة : ضوء , ديكور ,مونتاج ,امكانيات الكاميرا ...الخ
- وضع تصور للحوار بالكلمة و التعبير بالإشارات الأخري .

جدول (6)
تركيب وصفي للرموز المباشرة و الفكرية
معاني و أفكار ثقافية ,أدبية,تاريخية...الخ
تركيب وصفي للرموز غير المباشرة
خاصة بامكانيات الصوت و الكاميرا
تركيب بلاغي اجرائي
الخاص باجراءات الربط البلاغية بين الدلالات
و الرموز المباشرة الفكرية و غير المباشرة
التكنولوجية عن طريق صيغ تقنية و بلاغية مثل المونتاج ,التصوير ,الديكور ,الاخراج.

المشاركة أفضل طرق التعلم
             بكم نكتمل
فريق عمل مدونة مستر إعلام


هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افضل 10 مواضيع